تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

انتظروا قريباً: سورية أقوى.. سورية أمنع!!

محطة أخبار سورية

جمعة الحرائر.. جمعة العشائر.. جمعة العجائز.. جمعة الإفلاس.. سمّوها ما شئتم، لكن سورية إلى مزيد من القوة والمنعة.

منذ بداية الأحداث في سورية وهناك قصف خارجي سياسي وإعلامي وأمني على هذا البلد قيادة وحكومة وشعباً، قلّ حدوث مثله من قبل. ربما توقع البعض أن تنهار سورية مثل غيرها من الدول، فاستنفر كلٌّ إعلامه وما تجود به مخيلته لتركيب وتلفيق القصص والأكاذيب حول هذا البلد. وفي هذا السياق، نلفت إلى دعوة نائب رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي ماركو بيردوكا، أمس، إلى إحالة الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية. وقال (الخليج 12/6/2011) إن "تحريك رد فعل المجتمع الدولي ضد القذافي لم يتطلب سوى تقريرين لقناة الجزيرة، أما في سوريا فلا تكفي حصيلة الألف قتيل".

توقع البعض أن تُسقِط الثورة الإعلامية وثورة الاتصالات الدولة السورية كما حدث في بعض الدول الأخرى.. لكن ذلك لم، ولن يحدث؛ فسورية ليست دولة من ورق، كما أنها ليست دولة من صنعهم.

ومنذ بداية الأحداث وهؤلاء يخترعون أسماء عجيبة لعطلة نهاية الأسبوع، بقصد حثّ السوريين واستفزازهم ودفعهم للتظاهر. وكانت هذه التسميات توجه في كلّ مرّة لشريحة من الشعب السوري، الذي أدرك اللعبة وكشف أبعادها واستفاق من الصدمة وبات يبتعد عنها ويحاصرها، إلا فئة قليلة لم تستفق بعد أو أن لها مشاريعها الخاصة غير المشروع الوطني؛ كلّ الوفود الشعبية التي قابلت رئيس الجمهورية، ذكرت أن مطالبها لم تصل إلى ما يفكر به ولم تبلغ حدود التغييرات التي يطرحها هو، والتي يسعى غلى تحقيقها، وشاهدنا منها الكثير، وقريباً سنشاهد ونعايش ونطبق الكثير أيضاً. فلماذا التظاهر المصحوب بالتخريب والقتل والفوضى من قبل البعض!؟ لم تكن مثل هذه التحركات المشبوهة وأعمال القتل والتمثيل بالجثث (التي لا يقوم بها إلا أبناء السفاح)، يوماً دليلاً على أن من يقوم بها يريد الإصلاح. الإصلاح يحتاج الاستقرار والأمن والهدوء والأمان والعيش المشترك والوحدة والتعاون والمحبة.

أجل، بدأ السوريون يشعرون أن الغرب والبعض العربي المشارك معه في التحريض والتخريب ومحاولة استثارة الفتنة، لا يريد لسورية أن تتقدم على طريق الإصلاح؛ فمن يتعامى عن الحقيقة، ومن يخترع القصص والأقاويل ويفبرك الأحداث ويحاول الإساءة لسمعة سورية لا يريد الإصلاح. وهذا الضخ الإعلامي والهجوم الشرس على كل شيء جميل وإيجابي يتحقق في سورية وما تقوم به القيادة السورية يؤكد أن من يمارسوه لا يريدون الخير لهذا البلد أياً تكن صفتهم وموقعهم؛ لم تقم وسائل إعلام العدو الإسرائيلي بأكثر مما تقوم به بعض وسائل الإعلام العربية والدولية في هجومها على سورية.

في صحف يوم السبت11/6/2011، تحدثت صحيفة الحياة، مثلاً، عن عشرات آلاف المتظاهرين في مدن سورية يوم الجمعة، فيما تحدثت شقيقتها الشرق الأوسط، وكلاهما سعوديتان عن مئات الآلاف في اليوم نفسه. والأهم أن الشرق الأوسط اعتبرت وفي عنوانها الرئيسي أن "كل سورية تنتفض". لو افترضنا ان الرقم الذي ذكرته صحيحاً، وهو ليس كذلك بشهادة زميلتها، فهل يمثل مئات الآلاف كلّ سورية التي تعدّ /23/ مليوناً !؟؟

منذ بداية الأحداث والغرب يتحدث عن عواطفه الجامحة تجاه المدنيين السوريين، ولكن الشرطة وأفراد الجيش العربي السوري ـ الذين نفديهم بعيوننا وقلوبنا ـ هم سوريون أيضاً ومن هذا الشعب الأبي ويضحّون بأنفسهم وأرواحهم في سبيل الوطن، لكن لا يتم الحديث عن هؤلاء الشهداء من الجيش والشرطة في الغرب وفي الإعلام العربي المشبوه، لأن مجرّد ذكرهم ـ طيّب الله ثراهم ـ سيفضح أكاذيب الغرب والعرب المخادعين وإدعاءاتهم.

في كلّ صباح ومساء يتنطح وزير أو مسؤول غربي ويتحدث عمّا على السلطة السورية القيام به، وعما عليها تجنبه.. يتحدثون عن الملف النووي السوري وعن إحالته إلى مجلس الأمن؛ تصوروا: أصبح لدينا ملف نووي بدون أن نمتلك أي قوة أو مفاعلات أو مقار أو أي شيء نووي، وحتى الملف هو عندهم وليس عندنا. ومع أن الملف يتناول ما يسمونه مفاعل "الكبر" في دير الزور وهو الذي حسب ما يقولون إن إسرائيل دمّرته ولم تبق منه حجراً على حجر، إلا أنهم يحاسبون سورية على نواياها السابقة بأنها كانت تريد بناء مفاعل نووي.

في كل يوم يتحدث المسؤولون الغربيون عن شرعية السلطة في سورية، ويفرضون العقوبات على أفرادها، وكأن هذه السلطة تستمد شرعيتها منهم!! لهؤلاء: لم تعيّنوا السلطة في سورية والقيادة في سورية لا تخضع لأوامركم وتعليماتكم، ولا أنتم تحمونها بقواعدكم العسكرية وأسلحتكم لتخاف على مستقبلها إن أنتم أشحتم بوجه رضاكم عنها. أنتم من يفتقد الشرعية القانونية والمنطقية والأخلاقية والدولية وكلّ أنواع الشرعية بسبب تدخلكم في الشؤون السورية وفي الضغط على سورية لتمرير مخططاتكم في المنطقة. معه حق الرئيس اللبناني السابق إميل لحود بأن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه يستعير مفرداته من صك الانتداب.

أما التمساح الأمريكي روبرت غيتس فيزرف دموعه على أبرياء في سوريا، فيما تجفّ مقلتاه ويفقد ذاكرته ويتعامى عن كلّ ما قامت وتقوم به بلاده وأسلحته التدميرية في فلسطين والعراق وأفغانستان وكلّ سجلها المخزي في تاريخ حقوق الإنسان.

معه حق وزير الخارجية السيد وليد المعلم في رسالته إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأن أي: أيّ قرار دولي من شأنه تشجيع الإرهاب و"لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع وتشجيع المتطرفين والإرهابيين". فوقف أعمال الإرهابيين التخريبية والتحريضية وأعمالهم في القتل والتمثيل بالجثث، هي الخطوة الأولى في الإصلاح الذي أكد الوزير المعلم أن سورية مستمرة به وأن "الحكومة السورية ملتزمة بناء الديمقراطية وتوسيع مشاركة المواطنين في العملية السياسية وترسيخ الوحدة الوطنية بشكل حازم وضمان النظام العام"..

سورية تمضي رغم كلّ الصعوبات والضغوط التي تتكالب عليها في طريق صحيح نحو الأفضل؛ فمن يريد الخير لسورية عليه مساعدتها والوقوف إلى جانبها ومن يبغي الشّر لها نترك أمره لله فيما نوى وأراد وفعل ونفّذ، والله يمهل ولا يهمل.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.