خاص/ محطة أخبار سورية
صدّرت صحيفة الشرق الأوسط(13/6/2011) صدر صفحتها الأولى بعناوين ، تقول: مصادر تركية: دعونا الأسد للتضحية بماهر ومخلوف.. وأعطيناه «كتيب» إصلاح* الجيش يقتحم جسر الشغور * دمشق تعلن عن اكتشاف «مقبرة جماعية»* عدد اللاجئين لتركيا يفوق 5 آلاف.
بالطبع، لا تخلو عناوين الصحيفة من "قلة التهذيب"، لأنها تتحدث بطريقتها الفجة عن رئيس إحدى أهم الدول العربية، أولاً، ولأنها تتحدث عن أشخاص سوريين لهم دورهم وموقعهم في الحياة السورية ثانياً. وقالت الصحيفة حرفياً "أوضحت المصادر أنه من المفترض بالأسد أن «يضحي بأقرب الناس إليه من أجل المصلحة العامة»، مكررة أسماء مثل اسم شقيق الرئيس الأسد ماهر، ورامي مخلوف». طبعا لا يحق لهذه الصحيفة ولا لأي كان، لا تركي ولا فرنسي ولا أمريكي ولا غيرهم... أن يملي على القيادة السورية وأن يعلّمها ما عليها فعله؛ فهذه أيضاً قلة تهذيب وعدم لياقة تخلو من الأصول والأعراف الدبلوماسية، حتى لو كان ما نسبته الصحيفة صحيحاً..
واعتبرت الصحيفة في خبر أخر، أن الإجراءات الإصلاحية التي تنفّذ في مدينة حماة بعد لقاء مثمر وطيب لوفد من أهالي ووجهاء المدينة مع رئيس الجمهورية، "محاولة من النظام السوري لاسترضاء أهالي حماة"، كما اعتبرت الصحيفة سابقاً أن منح عدد من المواطنين الأكراد الجنسية، هو استرضاء لهم.
إذا قامت القيادة السورية بالإصلاحات، تعتبر استرضاء، وإذا تأخرت القيادة السورية قليلاً عن تنفيذ الإصلاحات، تقوم الدنيا ولا تقعد، وتتهم بأنها تقول ما لا تفعل. والسؤال الذي يطرح نفسه، ويغيب عن غباء الشرق الوسط، هو: منذ متى كان الإصلاح أو تلبية مطالب الجماهير والناس استرضاء؟؟ الرئيس بشار الأسد، لم يتلكأ مرّة في أن يلبي مطالب الناس المحقّة... الشعب الذي يؤكد دائماً، بعد لقاءات ممثليه مع رئيس الجمهورية، أن الرئيس الأسد يقدّم له أكثر مما يطلب، لماذا؟ لأن الرئيس السوري أكد أكثر من مرة أنه يعتبر رضا الشعب وثقته هما معياره في الحكم الناجح.
في خبر آخر، أفادت الصحيفة "أن القوات السورية اقتحمت أمس بلدة جسر الشغور على خلفية الانتفاضة الشعبية المناوئة". تتحدث الصحيفة عن اقتحام، وكان الجيش العربي السوري يقتحم مدينة معادية، وهذه طريقة في تقديم الخبر لها أهدافها وغاياتها. بالمقابل، لا يعني الصحيفة أن تتحدث عن عصابات مسلحة تقتل المدنيين وتروّع الأهالي وتخرّب الممتلكات العامة والخاصة وتتعامل وتنسق مع الخارج، لأن ذلك يقوّض حملتها الشعواء على سورية. بل تسمّي الصحيفة ما يقوم به المتمردون والعصابات بـ"الانتفاضة الشعبية". تصف الشرق الأوسط العصابات المسلحة والمتمردة والقاتلة والتي تمثل بجثث جنود الجيش الوطني وتستنزفه بالانتفاضة الشعبية!!
بالتأكيد لو كان هؤلاء أنفسهم يقاتلون في وجه أمريكا لكانوا متطرفين وإرهابيين وتكفيريين ومن عناصر القاعدة مصيرهم غوانتانامو وأبو غريب وبشاعاته، ولو كانوا يقاتلون ضد النظام في السعودية لكانوا من الفئة الضالة!... ولكنهم يقاتلون ويخربون في سورية التي يراد منها ومن نظامها تغيير مواقفها وسياساتها وتغيير نظرتها إلى كلّ من إسرائيل وإيران والمقاومة، ولذلك هم طلاب حرية ومظلومون!!
ومن أخبار الصحيفة أيضاً: المجتمع الدولي يعزز الضغوط على نظام الأسد!! سعيدة كثيراً هي الشرق ألأوسط بالضغوط الدولية على سورية. ولكن لتتذكّر أنها ليست المرّة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تواجه فيها سورية الضغوط الدولية وتجتازها. فمن يختار طريق المقاومة في وجه إسرائيل يعرف أنه سيواجه الضغوط الدولية وبعض العربية معها، ويعرف أنه قادر على مواجهتها وعلى تخطيها وأن الآخرين الذي يضحكون الآن لن يضحكوا في النهاية، لأن المثل يقول: من يضحك أخيراً يضحك كثيراً!!
"قرفٌ" آخر نشرته الصحيفة، هو أن كاتباً سورياً يفجر فضيحة لمستشارة الرئيس الأسد الأدبية. مَن الكاتب يا ترى، ومَن الكاتبة والمستشارة؟ تصوروا! أن حكم البابا يتهم المستشارة كوليت الخوري بالتناقض.. البابا المعروف بانحداره الشديد إلى مكان يصعب أن تتخيلوه، يريد الإساءة لسمعة السيدة كوليت الخوري، المعروفة بهامتها الرفيعة؛ البابا يحاول أن يظهر أن الخوري تقول ما لا يمثل وجهة نظرها الحقيقية ويعبّر عنها!! مع أن المنافقين أتعبوا الخالق ولشدة قرفه منهم، وضعهم في الدرك الأسفل من النار، إلا أن المتنبي، إن لم يقل غير هذا البيت من الشعر، فهو أعظم الشعراء: وإذا أتتك مذمتي من ناقص... فهي الشهادة لي بأني كامل.
صحيفة "الشرق الأوسط" ومثلها بعض وسائل الاعلام "العربية"، تشن حملة شعواء على كلّ شيء سوري جميل، وتسيء وتتفنن في الهجوم على سورية وشعبها وقيادتها وجيشها. لا ندري لمصلحة مَن تقوم بكلّ هذا التحريض والتخريب والفتنة، ولكننا نؤكد للصحيفة "العربية" الشقيقة ولغيرها من الوسائل أن هذه السياسة لن تفيد ولن تجدي وأن ما تقوم به لا يخدم البلاد العربية والعلاقات العربية والمستقبل العربي.
