تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

منظمات معادية للشعوب العربية

 

 

جاك خزمو/القدس الشريف

 

ما هو دور المنظمات الحقوقية الدولية في كثير من الأزمات؟ أليس من واجبها الدفاع عن حقوق المواطن وعن استقراره، وكرامته، وازدهاره؟ لماذا تتبع معايير مزدوجة في تعاملها مع العديد من القضايا؟ وهل واجبها أو أداؤها ينحصر في دعم تخريب الدول، ودعم الارهابيين والمجرمين والمأجورين؟ هل هي حقا منظمات حقوقية أم أنها منظمات ذات اجندات سياسية موالية لمن يموّلها ويدعمها؟

هناك أسئلة أخرى يمكن طرحها، ولكن الملفت أن هذه المنظمات تقف ضد أبناء الشعب السوري، فهي تشجع "الارهابيين" على المضي قدما في المؤامرة التي تستهدف تخريب وتدمير سورية، وتدعمهم في مواصلة ترهيب وترعيب المواطن العادي إذ أنها بدلاً من أن تنظر الى الوضع على الساحة السورية بصورة عقلانية ومتزنة، نراها منحازة بالكامل للذين يعيثون في سورية فوضى وخراباً واضطراباً، وهذا يؤكد على ان هذه المنظمات الحقوقية تشارك في المؤامرة على سورية من خلال بث تقارير أو تصريحات بعيدة عن الواقع، ومتضاربة الى أبعد الحدود مع ارادة ورغبة وامنية الشعب السوري.

أين كانت هذه المنظمات لتطالب بفرض عقوبات على من احتل ودمّر العراق؟ وأين كانت عندما شن الاسرائيليون عدواناً على قطاع غزة، وأين هي الآن من الحصار الجائر المفروض على القطاع.

لماذا لم تطالب بفرض عقوبات على اسرائيل لاقترافها مجازر واتباعها أساليب القمع والبطش والتنكيل؟

بعد الاحداث في سورية، نجد أن هذه المنظمات ليست بالفعل حقوقية، بل منظمات سياسية تعمل تحت يافطة "حقوق الانسان" ومعاييرها متلونة ومتغيرة ومتذبذبة.

لماذا لا تصدر بياناً واحداً ضد "الارهابيين" الذين يعتدون على عناصر الأمن والشرطة والجيش في سورية، وهل أصبح هؤلاء الارهابيون، وبقدرة قادر مناضلين وثواراً، في حين أن من يقاوم الاحتلال في لبنان أو في فلسطين أو في العراق يعتبر "ارهابياً" لانه يخالف ويُعاكس السياسة الاميركية في المنطقة.

لقد رسبت غالبية منظمات حقوق الانسان في امتحان معالجة ومتابعة الوضع في سورية بانحيازها للمعتدين على الوحدة الوطنية، وعلى حرية المواطن وكرامته، واكدت أنها ليست منظمات حقوقية بل هي دكاكين لجمع الاموال ولتوظيف الناس في خدمة مصالح اميركا والغرب على حساب العرب جميعاً.

إن المطلوب من هذه المنظمات أن تكون على مسافة واحدة من كل ما يجري في سورية، لا نطالبها بالانحياز لجانب الدولة، بل نطالبها بالوقوف موقفاً حيادياً، وان تكون تقاريرها متزنة وغير منحازة.. ونطالبها بقول الحقيقة والا تبني تقاريرها واستنتاجاتها على تقارير ومعلومات ملفقة وعارية عن الصحة.

خسئت جميع المنظمات الدولية مهما كانت طبيعتها اذا دعت الى فرض عقوبات على الشعب السوري أو أي شعب آخر في العالم.. وخسئت كل الجهات التي تموّل وتدعم هذه المنظمات.. ونقولها بكل جرأة: لسنا بحاجة الى تقاريركم ومواقفكم وبياناتكم لانكم فقدتم المصداقية، وفقدتم الاحترام بعد ان ارتميتم بأحضان من يدعم الارهاب والقتل ويشرعه ويبرره.. واعلموا ان بياناتكم ضد عالمنا العربي هي باطلة وسيُلقى بها شعبنا في سورية، وفي كل مكان، في مزابل التاريخ.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.