تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مجمع الخالدين"الأكاديمية الفرنسية"وعضويةأمين معلوف

محطة أخبار سورية

اختير الأديب اللبناني العربي الذي يكتب باللغة الفرنسية أمين معلوف صاحب الروايات التاريخية المتعددة عضواً في الأكاديمية الفرنسية خلفاً لكلود ليفي شتراوس عالم الأجناس الشهير، وذلك بأغلبية 17 صوتاً من أصل 24 صوتاً فيما حصل منافسه الفيلسوف إيف ميتسو على ثلاثة أصوات، وذلك بعد محاولتين غير ناجحتين لدخول مجمع الخالدين هذا في عامي 2004 و2007، ويعد معلوف ثاني عربي يدخل في هذه المؤسسة الفرنسية العريقة والمرموقة بعد الكاتبة والروائية الجزائرية آسيا جبار.

 

وأكاديمية اللغة الفرنسية أو الأكاديمية الفرنسية أو مجمع  الخالدين كما تعرف اختصاراً هي مؤسسة أنشأت عام 1635 وهي من أقدم المؤسسات في فرنسا وأكثرها احتراماً، تم تأسيسها بمرسوم ملكي من قبل الملك لويس الثالث عشر باقتراح رئيس وزراء فرنسا آنذاك الكاردينال ريشيليو، ومهمة الأكاديمية الأساسية هي الحفاظ على اللغة الفرنسية.

 

وتتكون الأكادمية من 40 عضوا. منذ تأسيسها فاق عدد الأشخاص الذين دخلوا عضويتها السبعمائة من جميع الاختصاصات. فمنهم الكاتب والشاعر والطبيب والعالم كما يوجد شخصيات عسكرية وفلسفية وغيرهم، ولا يحق لأعضاء الأكاديمية الإستقالة من منصبهم، ولا يتم استقبال أعضاء جدد في الأكاديمية إلا لتعبئة الشاغر الناتج عن وفاة أحد الأعضاء، وعرفت الأكاديمية حالات طرد فقط بعد الحرب العالمية الثانية وذلك عندما اتهم بعض أعضاء الأكاديمية بالتعاون مع الاحتلال الألماني النازي.

 

أُغلقت الأكاديمية عام 1793م خلال الثورة الفرنسية باعتبارها مرتعاً ورمزاً للارستقراطية الفرنسية، علماً أن الأكاديمية كانت من أولى المؤسسات الديمقراطية في فرنسا رغم نشأتها في عهد الحكم الاستبدادي، حيث يتساوي أعضاؤها في المرتبة، لكن الإمبراطور نابليون الأول أعاد الأكاديمية عام 1803م وأصبحت جزءًا من معهد فرنسا وهو مجموعة من الجمعيات العلمية التي تساندها الحكومة.

 

صدرت أولى مؤلفات أمين معلوف عام 1983، وكان كتاباً روائياًَ-تاريخياً بعنوان “الحروب الصليبية كما رآها العرب”، والتي يسميها العرب (والمسلمون) “حروب الفرنجة”، وهو عرض لوجهة النظر العربية في الحروب الصليبية مستاقة من بحث في المراجع العربية وكتب التاريخ التي تتحدث عن تلك الفترة.

 

أولى أعماله الأدبية كانت ليون الأفريقي التي تدور أحداثها في إسبانيا وفرنسا والبلاد العربية، وكتب إلى جانب الرواية المسرحيات الشعرية والسيرة الذاتية والمقالات السياسية، وقد ترجمت أعماله إلى أكثر من عشرين لغة عالمية من بينها اللغة العربية.

 

وقد سبق لأمين معلوف أن نال عدة جوائز أدبية منها جائزة الصداقة الفرنسية العربية عام 1986م عن روايته “ليون الإفريقي”، وجائزة الجونكور، كبرى الجوائز الأدبية الفرنسية عام 1993 عن روايته “صخرة طانيوس”.

 

يبدو تأثير العمل الصحافي والأسفار المتعددة واضحاً على أعمال أمين معلوف خاصة في روايته الرائعة سمرقند، الذي مزج فيها بين الخيال والبحث التاريخي والاجتماعي والديني من خلال حديثه عن قصة رباعيات الخيام والعلاقة التي جمعت بين عمر الخيام والوزير نظام الملك والداعية الحسن الصباح (قلعة ألموت) وإسقاطها على الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 عبر الحديث عن ثورة عام 1905 التي أسقطت آخر ملوك القاجار وأقامت أول حكم جمهوري دستوري في إيران قبل أن تعود الملكية المطلقة مجدداً مع الشاه رضا بهلوي وابنه محمد رضا بهلوي الذي اسقطته الثورة الإيرانية عام 1979.

 

نبذة عن حياة أمين معلوف (وكنا قد نشرنا مقالة عنه العام الماضي ووثقناها في كتابنا (مع الناس) الصادر عن دار الشرق – د. نبيل طعمة عام 2011)

 

ولد في بيروت في 25 شباط/فبراير عام 1949، ووالده الصحافي رشيد معلوف، ووالدته من آل غصين وهي  لبنانية – مصرية.

 

امتهن الصحافة بعد تخرجه من جامعة القديس يوسف في بيروت فعمل في جريدة النهار البيروتية، انتقل عام 1976 إلى فرنسا هرباً من الحرب الأهلية اللبنانية، وعمل في فرنسا في مجلة إيكونوميا الاقتصادية، كما عمل مراسلاً لعدد من الصحف الصادرة في فرنسا وغطى أحداث حرب فيتنام والثورة الإسلامية في إيران، ومن ثم عمل مراسلاً لجريدة النهار وفي النهار العربي والدولي، ليترأس فيما بعد ترأس تحرير مجلة “إفريقيا الفتاة” أو “جوون أفريك”.

 

متزوج من السيدة أندريه معلوف وله ثلاثة أولاد رشدي وطارق وزياد.

 

أعمال أمين معلوف:

1-  الحروب الصليبية كما رآها العرب – عرض تاريخي (1983) 2-  ليون الأفريقي – رواية (1984) 3- سمرقند – رواية (1986) 4- حدائق النور – رواية (1991) 5-  القرن الأول بعد بياتريس – رواية (1992) 6-  صخرة طانيوس – رواية (1993) 7-  سلالم الشرق أو موانئ المشرق – رواية (1996)  8- رحلة بالداسار – رواية (2000) 9- الحب عن بعد – مسرحية شعرية (2001) 10-  الهويات القاتلة – مقالات سياسية (1998 و 2002) 11-  بدايات – سيرة عائلية (2004) 12-  الأم أدريانا – مسرحية شعرية (2006) 13-  خلل العالم – مقالات سياسية (2009)

 

هذا ويعتبر أمين معلوف اليوم واحد من أهم الكتاب المتميزين الذين يولفون بشكل رائع وناجح بين الرواية والخيال والأدب والتاريخ والسياسة والاقتصاد والمعلومة المفيدة، وتسجل مؤلفاته أرقاماً عالية في التوزيع والانتشار، وإثارة المناقشات والآراء المتعددة.

 

وقال أمين معلوف عن انتخابه عضواً في مجمع الخالدين الفرنسي: “يشكّل انتخابي في الأكاديمية الفرنسية، رمزاً بالغ الأهمية بالنسبة إلى لبنان، إنها لحظة أعيشها بملء جوارحي مثلما يعيشها أهل بلدي الأصلي هناك بالدرجة عينها”.

 

ونختم بما قاله الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان: “إن هذا الإنتخاب – الانجاز هو تكريس لدور لبنان الثقافي والحضاري في العالم، وعطاءاته وإبداعاته في هذا المجال، وإن وجود معلوف داخل الأكاديمية الفرنسية يتيح له أن يشهد لرسالة لبنان المستمرة، كنقطة التقاء وتفاعل بين الشرق والغرب، وبين الحضارات والثقافات”.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.