تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الديمقراطية و... الخبز!

 

محطة أخبار سورية

 حوارات في الوطنية.. كتاب أصدره لؤي حسين عام 2003 وقد شارك في الكتاب مجموعة من أصحاب وجهات النظر في الشأن العام منهم د.طيب تيزيني وبرهان غليون وجورج طرابيشي وصادق جلال العظم وجودت سعيد وآخرون.

 

في ذلك الكتاب وفي ذلك الوقت بدا ما يطغى على النقاش في سورية الوضع الاقتصادي والديمقراطية وقد تجلى ذلك من خلال تقديم الوضع الاقتصادي كأولوية تقدمت على محاور النقاش الأخرى وأخذت حيزاً مهماً من الحوار مع معظم المشاركين.

ولعل التنافس بين الاقتصاد والسياسة على صدارة الأولويات ما زال يحتل مكاناً مهماً وإن بدا الآن النقاش حول الاقتصاد مؤجلاً لإشعار قادم لا محالة.

ثنائية الخبز والديمقراطية واحدة من الموضوعات التي تثير الجدل على أكثر من مستوى ومن الواضح أن تقديم الإصلاح السياسي على الاقتصادي كان دوماً أحد المبررات لتأخير السياسي لمصلحة الاقتصادي. فحسب سلم الأولويات الاقتصاد أولاً يعني حكماً الديمقراطية ثانياً وربما خامساً..؟؟

وفي ظلال هذه المقاربة تمت صياغة السؤال في حقول المناقشات الفكرية بصيغة: مَنْ الأول الديمقراطية أم الخبز؟؟؟

وكان واضحاً أننا أمام حجتين الأولى تقودنا لاعتبار الديمقراطية بلا خبز لا معنى لها لأن المقايضة حاضرة بقوة... فالجياع مستعدون لبيع أصواتهم لمن يدفع أكثر وفي أول سوق يصادفونه.

وثمة رأي آخر لا يقل وجاهة عن الرأي الأول مؤداه أن الديمقراطية عدو الفساد والذي يتفق الجميع على أنه المسؤول الأول عن الفقر وأبنائه.

ولعل قيمة هذه القضية الآن أن الحالة الاقتصادية ستقدم نفسها صارخة في المرحلة المقبلة وأن تأجيل حضورها هو مؤقت إذا استمر الأمر على ما هو عليه...

وباب منع ذلك يتمثل بحل وحيد.... وباب الوقاية من آلام الاقتصاد هو الحوار ولا شيء غيره ولا قبله.

وكلنا يعرف أن الممر الإجباري للوصول لنهاية أي أزمة هو الحوار ولهذا من الحكمة أن يذهب الجميع إلى الحوار وهم أقل تعبا وأقل ألما.... فاستمرار ما نحن عليه سيكون متعباً ومؤلماً أكثر وليس الاقتصاد إلا واحداً من ضحايا الابتعاد عن طاولة الحوار.

وبظني أن نتائج الحوار مرهونة بتحقيق ثنائية الديمقراطية والخبز معاً ومعاً.. وليس وجود أحدهما مبرراً لغياب الآخر وإن الغاية توافر مخابز للديمقراطية كمؤسسات مدنية هي بذات الحاجة لوجود مخابز الرغيف.

وغير ذلك فإن رفض الحوار أو الحكم عليه قبل أن يبدأ هو رفض صريح للإصلاح... وما لا يجدي بالحوار يجدي بمزيد منه.

عبد الفتاح العوض   

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.