تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

من يعرقل الإصلاح في سورية!؟

خاص/ محطة أخبار سورية

منذ أن بدأت خطوات الإصلاح في سورية والكثيرون يتشدقون بالحديث عنه، مَن له علاقة به ومَن ليس له علاقة، مَن يعلم ما هو الإصلاح ومَن لا يعلم شيئاً عنه، مَن مع الإصلاح ومَن ضده، سواء في الداخل أو الخارج.

فهل حقيقةً أنّ الجميع يريدون الإصلاح، وهل الإصلاح الحقيقي يلبّي رغبة الجميع أو يطابق مصالحهم؟ بالقطع يمكن الجزم بانتفاء ذلك، بل ويمكن تحديد جهات كثيرة تعتبر من أشد المطالبين بالإصلاح وهي لا تريده، بل وأ كثر من يحاربه.

أولاً، في الداخل، هناك كثيرون في الداخل السوري يناسب مصالحهم الخاصة بقاء الوضع على ما هو عليه، سواء أكانوا في السلطة أو خارجها. وأي عملية للإصلاح، هم ضدها، ولكنهم لا يعلنون ذلك لأسباب كثيرة. وقد يقفون في طريق الإصلاح قصداً وعمداً وربما جَهلاً ودون دراية، والأمثلة كثيرة. ومِن هؤلاء من تتطابق مصالحه مع مصالح جهات خارجية في إعاقة عملية الإصلاح، فيلتقي الطرفان على وضع العراقيل في طريق الإصلاح لإيقافه أو حرفه عن مساره.

ثانياً، ومن الطبيعي أنّ الكثيرين من المطالبين الإقليميين بالإصلاح في سورية، مثل بعض الدول العربية والإقليمية، لا يهمّهم تحقيق أي من الخطوات الإصلاحية في سورية، لأن ذلك سيشكّل عبئاً كبيراً عليهم. فهل يخدم الإصلاح الجدي الذي تسير سورية في طريقه، مثلاً، بعض الأنظمة الخليجية، التي شرّعت قنواتها التلفزيونية وكلّ وسائل إعلامها للهجوم على سورية وقيادتها وشعبها، لاسيما وأن أياً من هذه الدول لا تتمتع شعوبها بالحد الأدنى من الحريات التي يتمتع بها المواطن السوري! اللهم باستثناء الأوضاع الاقتصادية المريحة لمعظم المواطنين الخليجيين (وليس جميعهم) بسبب عائدات النفط!! ثمّ، ما الذي ستفعله الأنظمة الخليجية والإقليمية الأخرى عندما ستتحوّل سورية، قريباً إلى دولة ديمقراطية وقد بدأت الإصلاحات تشق طريقها وبدأ ظهور أحزاب جديدة ستغني الحياة السياسية في سورية وتطوّرها، وهناك خطوات أخرى واسعة وكبيرة قادمة؟؟

هل سيسعد إسرائيل أن ترى دولة ديمقراطية قوية في المنطقة، وهي التي لطالما ادعت أنها الديمقراطية الوحيدة الموجودة في المنطقة!!

ثالثاً، الدول الغربية التي تتشدّق بحقوق الإنسان، وقد رأينا قبل أيام ما قامت به الحكومة البريطانية قبل أيام في ردّها على المطالب المعيشية، وقبلها بفترة الحكومة الفرنسية. بالطبع الغرب لا يهتم للديمقراطية في سورية والعالم العربي ولاتهمه حقوق المواطن العربي، والأمثلة كثيرة عن الاستهتار بهذه الحقوق سواء في الجولان أو في فلسطين المحتلة وغيرها. بل لعل المثل الفاقع عن ازدواجية الغرب هو أن أقوى علاقاته في المنطقة والعالم هي مع دول لا تعترف بأدنى حقوق الإنسان ولا تعرف عن الديمقراطية أكثر من اسمها، ومع ذلك لا يثير الغرب هذه الحقوق في هذه الدول!!

بالطبع، عندما بدأ المواطنون السوريون البحث عن مصالحهم وتطوير مستوى حياتهم وكانت لهم مطالب مشروعة ولازالت، أقرت بها حكومتهم وقيادتهم، وأقرت بالحاجة إلى تطوير سورية وتغييرها نحو الأفضل؛ كان هناك من يقف عند الزاوية، ليركب قطار هذه المطالب.. كان هناك أناس يترصدون في الداخل والخارج لتخريب سورية وإيقاف عجلة تطويرها. كانت هناك جماعات حملت السلاح وقتلت وسفكت الدماء وروّعت الأبرياء، وكانت هناك أطراف أخرى خطّطت وموّلت وأمدّت بالسلاح والعتاد وواكبت كلّ نشاطاتها بحملة إعلامية وسياسية عربية وإقليمية ودولية، وبدأت الهجوم وبدأت القصف دون رحمة أو هوادة.

بالطبع أدركت القيادة السورية تلك الغايات والمصالح التي لاتتوائم مع خطواتها الإصلاحية وأنّ هناك من يقول كلمة حق ولكن يُراد بها باطل، لذلك استمرت بكلّ حكمة وصبرٍ وتأنٍّ في سياستها الهادفة إلى تثبيت الاستقرار والأمن ومتابعة الخطوات الإصلاحية وتطويرها وفق منطق بسيط؛ الشعب يسير بالإصلاح خلف قيادته الهادئة والواعية، والجيش يحمي مسيرة البناء والتجديد، أما الآخرون، فسوف يستمرون بالصياح والجعجعة دون طائل ....

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.