تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الاستعمار الغربي يصادر قرار الشعب السوري!!

خاص/ محطة أخبار سورية

 

منذ بداية الأحداث الداخلية في سورية قبل أشهر، بدا واضحاً أن هناك أطرافا داخلية بمشاركة ورعاية إقليمية ودولية تريد ركوب موجة التغيير التي بدأتها القيادة السورية واستغلال المطالب الشعبية لتحقيق غايات أخرى تضرب الموقف السوري وتضعف الدولة السورية ونقاط ارتكازها.

وفي اليومين الأخيرين وبعد أن استعادت السلطات في سورية الأمن والاستقرار في جميع المدن السورية، بدأ الغرب يعيد حساباته بعد أن أدرك قوة الدولة في سورية وتماسكها وتوازنها وأنها ماضية في طريق الإصلاح، وهو ما لا يريده، وقد برهن على ذلك في الأمثلة الكثيرة والأوضاع التي خلقها وخلّفها في العراق وأفغانستان والعراق واليمن والصومال وغيرها من البلدان التي تدخل بها وحوّلها إلى ساحات قتال مما أدى إلى انهيارها وتدهور أوضاعها، ولم تنعم أي منها بالديمقراطية أو حتى الاستقرار.

والاستعمار الغربي واضح في لهجته وفي طريقة خطابه وفي تعاطيه مع الأوضاع في سورية وفي مصادرة قرار الشعب السوري والإعلان نيابة عنه ما يريد وما لا يريد. فمن فوّض الرئيس الأمريكي أو الفرنسي أو رئيس الوزراء البريطاني حقّ التحدث باسم السوريين ونيابة عنهم للتعبير عمّا يريدون!!

لا يحقّ لأي من القادة الغربيين أو غيرهم مطالبة أي زعيم آخر بالتنحي، طالما أنّ شعبه لم يطالبه بذلك؛ فلا المنطق ولا القانون ولا الشرائع الدينية أو الدولية أو المعاهدات أو القانون الدولي تخوّلهم بذلك. ووفقاً للقانون والمعاهدات الدولية فجميع الرؤساء متساوون أمام القانون الدولي ولا فرق بين رئيس أو حاكم وآخر، صغرت دولته أو عظمت، امتدت مساحتها أو تناهت.

ولكننا ندرك بالتجربة، والعراق ما زال ماثلاً في الأذهان، أن المطالبة الغربية الوقحة والاستعمارية للرئيس السوري بالتنحي، لا تخدم الشعب السوري وليست في مصلحته، وقد تم التحضير لها منذ فترة عبر الحملة الإعلامية المنسقة والكبيرة والشرسة والمضللة التي شنّها الفريق الإقليمي والدولي على سورية وقيادتها لإركاعها وفرض تنازلات مبدئية عليها. ويكفي أن يتابع المرء أياً من وسائل الإعلام المضللة التي ثبت بالتجربة والوقائع انعدام مهنيتها وصدقها ليعرف ما يُخطط لسورية قيادة وشعباً ومستقبلاً؛ أنْ تغيّر سورية سياساتها وأن تتخلى عن مبادئها وقيمها وأن تطبّع مع العدو الإسرائيلي، وأن تسير في نهج الاعتلال العربي الخانع للغرب وللأمريكي.

وإلا ما معنى أن تهاجم صحيفة، مثل الشرق الأوسط السعودية، مثلاً، كلّ القيم السورية والجيش السوري والشعب السوري والعشائر السورية والمجتمع السوري والموقف السوري والسياسة السورية والرئيس السوري شخصياً، في حملة مفتوحة متواصلة منذ أشهر عمادها النفاق والتضليل والكذب وتشويه الحقائق؟؟ وفي تركيا التي انتقل رئيس وزرائها من موقف إلى آخر، ونقل البندقية بسرعة البرق من كتف إلى كتف، انتشرت أخبار في اليومين الماضيين عن مئات حالات الاغتصاب في المخيمات التي زعم أنه تم إنشاؤها لإيواء السوريين الفارين إلى تركيا، وإذا بهذه المعسكرات تستخدم للتضليل الإعلامي ولتشويه الحقائق والمزايدة السياسية، وأخيراً لاغتصاب السوريات اللواتي صدّقن النفاق التركي ووقعن في شرّه وبقيْن هناك!! وللتذكير والمقارنة فقط، فقد استقبلت سورية إبان الغزو الأمريكي والأطلسي للعراق عام 2003قرابة مليوني عراقي ـ وليس عشرة آلاف فقط ـ ولم يسمع أحد عن إنشاء مخيمات أو حالات اغتصاب، ولم يستعرض وزير الخارجية السوري في زيارة هؤلاء، بل نزلوا بين أهلهم في سورية، مع فارق الإمكانات والقدرات بين عدد سكان سورية وعدد سكان تركيا وعدد النازحين إلى كلّ منهما!! وقد تكرر الموقف السوري مع الأشقاء الذين قدموا من لبنان أثناء الغزو الإسرائيلي للجنوب اللبناني عام 2006.

وفي الأمم المتحدة بلغ الصّلف البريطاني والزيف والنفاق الغربي، حدّ الوقاحة، عندما رفض المندوب البريطاني في المنظمة الدولية تشبيه ما يحصل في لندن بما يحصل في سورية؛ بالنسبة له فإن ما يحصل في لندن هو عمليات إرهابية وسلب وتخريب وسطو ولكن الذي يحصل في سورية هو مظاهرات سلمية!!

لكن السوريين يدركون أن السياسات الغربية لم تكن يوماً لمصلحتهم، ولن تكون أبداً. ولذلك، فإنهم لن ينخدعوا بالتصريحات والمواقف الأمريكية والغربية التي لا تخدم إلا سياسات هذه الدول وحليفتها إسرائيل. وسيعمل الشعب السوري بعد الدماء التي دفعها والشهداء الذين قدمهم وسقطوا بأسلحة هذه الدول وأموال بعض الأشقاء العرب على تخطي الرغبات الغربية وسيتجاوز كلّ الأوهام الاستعمارية، وقد أكد في الأشهر الماضية أنه استطاع فهم اللعبة الدولية وكشف المخططات الغربية الإقليمية وهو ماض في مواجهتها وتخطيها.

ولعل فشل المشروع الذي أعدّ لتخريب سورية وتحطيمها من الداخل، هو الذي دفع بالغرب الاستعماري المتعالي على زيادة الضغوط على هذا البلد الصامد والقوي وعلى قيادته وشعبه وجيشه الوطني الباسل.

سورية تخطّت في الماضي نتائج الحرب على العراق، وتخطّت أيضاً "فخّ" اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري الذي حاولوا تحميلها تهمة اغتياله.. وسورية تخطت الحرب الإسرائيلية الغربية وبعض العربية على المقاومة في لبنان عام 2006، وخرجت أقوى دائماً. وسورية ستتخطى هذه الأزمة وستواصل عملية الإصلاح والتغيير وستخرج أقوى وأصلب وأمنع.

يعرف الشعب السوري رئيسه قبل غيره وأكثر منه .. ويعرف الشعب السوري المستعمر الأمريكي والفرنسي والبريطاني أكثر من غيره. لن يرهب السوريين ما ذهب الغرب إليه، ولن يهمّهم أبداً ما يدّعيه.

 السوريون لم يعتدوا يوماً على أحد، ولكنهم جاهزون دائماً لخوض المواجهة والمعركة لأنهم لا يقبلون الذلّ، وهي على كلّ حال، لم تتوقف يوماً وما زالت مستمرة.. ولذلك فشعار السوريين اليوم أنه إذا فرضت المعركة علينا، فأهلاً وسهلاً بها!؟؟

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.