تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

نقاش في كافتيريا البرلمان الفرنسي حول سورية

مصدر الصورة
sns - الانتقاد

 

محطة أخبار سورية

تعيش فرنسا السياسية هذه الأيام على وقع نشوة الانتصار في ليبيا التي تتزامن مع موجة التصعيد السياسي والدبلوماسي الفرنسي ضد سورية التي لا يمر يوم من دون أن يتناولها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أو وزير خارجيته ألن جوبيه بكلام تصعيدي مباشر. وإذا كانت نشوة النصر السهل على ليبيا، والتي يعترف الكثيرون هنا أنه لم يكن نصراً مجيداً بسبب ضعف النظام في طرابلس، وتكاثر غالبية دول الغرب عليه وفق ما يقول المؤرخ فيليب بريفو بهذا الشأن، ترخي بظلالها على الجسم السياسي الفرنسي، فإن الآراء حول الوضع في سورية وسياسة ساركوزي فيها بدأت تختلف عن الأسابيع الأولى للأزمة.

 

ما إن جلست في كافتيريا البرلمان الفرنسي مع رئيس لجنة الصداقة السورية الفرنسية النائب عن الحزب الاشتراكي (جيرارد بابت) وفتحنا الحديث عن سورية حتى تجمع حول الطاولة عدد من النواب الذين حضروا باكراً إلى احد مباني البرلمان الفرنسي. فالموضوع مغرٍ بالنسبة للبعض خصوصا أن النائب (بابت) قال للجالسين على الطاولات حولنا: اقتربوا سوف تسمعون وجهة نظر مخالفة لما نسمعه كل يوم في وسائل إعلامنا، في إشارة من النائب إلى تبدل واضح في موقفه القاسي من سورية رغم عدم تصريحه بذلك للعلن، ولعل في زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي ما يفسر هذا التحول الجزئي في المواقف هنا في باريس، خصوصاً لدى شرائح كاثوليكية تقليدية أو لدى سياسيين يستمعون لهذه الشرائح الواسعة والنافذة انتخابياً ومالياً في فرنسا.

 

كان الجمع يسأل بدون توقف عن الوضع الحقيقي للنظام في دمشق، خصوصاً حول الجيش وتماسكه. ولم يقتنع أحد النواب بكلامي عن تماسك الجيش السوري إلا عندما قلت له سمِّ لي موظفاً صغيراً في سفارة سورية في الخارج قدم استقالته! ما ينطبق على السلك الدبلوماسي السوري ينطبق على الجيش حرفياً في هذا المجال، فهذا السلك هو المرآة الخارجية لأي تحول داخلي. الم ترَ ماذا حصل للقذافي ؟

 

نائب آخر سأل عن حقيقة وجود مسلحين كما تردد السلطات، فقلت له إن المعارضة السورية تعترف بوجود هؤلاء كما إن السفير الفرنسي في دمشق سبق واعترف بوجود مسلحين، ثم إن هناك مدناً شهدت مواجهات مسلحة أشبه بحرب شوارع ذهب ضحيتها مئات من ضباط وجنود الجيش السوري، ويبدو أن هذا الأمر لم يقنع الجميع!

 

هنا نقل النائب بابت الحديث إلى موضوع الأزمة التركية السورية قائلاً: لقد تراجع الأسد الأب في تسعينات القرن الماضي بمجرد آن نشر الأتراك قوات على الحدود، والغرب يعتمد على الأتراك في تهديد سورية لأن لا نية أميركية لشن حرب ضد دمشق.

 

وعلق زميل له بالقول :" ونحن أيضاً ليس لدينا النية ولا الإمكانيات والمعدات لشن أية حرب على دمشق". فقلت: يا سيدي النائب ما ينطبق عليكم ينطبق على تركيا أيضاً، وسورية اليوم ليست سورية عام 1998 لجهة التسلح فضلاً عن كونها ركناً في حلف قوي أربك المشروع الأميركي في المنطقة وهي تمتلك عشرات الآلاف من الصواريخ التي تطال كافة المدن والمنشآت الإستراتيجية التركية، ثم إن عامل المفاجأة التركي ذهب الآن ولن يهتز النظام في سورية من تهديدات أردوغان التي يتضح كل يوم هدفها الدعائي الصرف.

 

وهنا طرحت على جمع النواب سؤالاً عن القرار الذي تريده فرنسا ضد سورية في مجلس الأمن الدولي في حال وافقت روسيا على سحب تهديدها بالفيتو، فرد النائب جيرارد بابت بالقول: سوف تكون عقوبات اقتصادية فقط ولن يكون هناك عمل عسكري ولا قرار بهذا الشأن، على كل حال فساركوزي ووزير خارجيتنا يعبرون في داخلهما عن امتنان لروسيا بسبب موقفها الرافض لقرار يدين سورية في مجلس الأمن لأن لا مجال لخوض أية حرب في سورية.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.