تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

في اتجاهات الحملة على سورية!!

خاص/ محطة أخبار سورية

 

لم يعد سرّاً أن الحملة الإعلامية والدبلوماسية والسياسية على سورية بدأت عبر محورين خارجي يتناغم وينسق مع آخر داخلي استغل المطالب الشعبية للحصول على مكاسب انتهازية. وبعد مرور قرابة الستة أشهر تبيّن لمنظمي هذه الحملة التي استغلت بعض الشعارات البراقة من المطالب المحقة للشعب السوري أو شعارات تمتد بين الحرية والديمقراطية، أن الأمر ليس بالسهولة التي كانوا يتوقعون.

في البداية ارتأى هؤلاء أن يكرروا تجربة تونس ومصر وليبيا في سورية، ولكن الشعب السوري بالعموم والقيادة السورية كانا قادرين على إحباط المخططات الموضوعة والهادفة إلى إسقاط سورية ودورها المحوري وتفكيك الدولة السورية. وقد استغلّ أصحاب الحملة على سورية كلّ ثغرات وجدوها أو استطاعوا إيجادها في الجسد السوري. ومع مرور الوقت أدركوا أنهم ـ رغم الأموال التي أنفقت والحرب الإعلامية التي شنّت ورغم التضليل والتهويل والافتراء، ورغم الحشد الخارجي المنظم غربيا وإقليمياً وبعض عربيا ـ غير قادرين على تفكيك الدور السوري أو تخريب الدولة السورية.

الحرب على سورية تراجعت، أجل ولكنها لم تنته ولن تتوقف وربما تبدأ من جديد تحت أسماء وأشكال وصيغ أخرى. وقد بدأ الأعداء الآن شنّ حرب نوعية على سورية؛ الهدف منها ضرب نقاط الارتكاز والقوة السورية التي لابد من إصابتها بالخلل لتحقيق المطامع والمخططات التي يريدونها. ولذلك يتم التركيز الآن على هدفين رئيسيين:

الأول؛ ضرب الجيش العربي السوري، عبر ضرب الروح المعنوية له وتشويه عقيدته القومية والوطنية وتقزيم قدراته والتأكيد اليومي والمستمر أنه يتعرّض لانشقاقات مستمرة لبثّ روح الضعف والهزيمة بين صفوفه. وأحد أوجه الهجوم على الجيش يتم عبر تصوير الأخير أنه يقاتل ضد شعبه، بل ولمصلحة النظام، أي لمصلحة فئة معينة، وليس دفاعاً عن الوطن والشعب بأكمله وأنه يتخلى عن حماية حدود الوطن. ويعتبر هؤلاء وعلى رأسهم السفير الأمريكي بدمشق روبرت فورد أن مناعة الجيش العربي السوري هي التي تحمي الدولة السورية، وهي إلى الآن لم تتأثر بعد، وأن الجيش العربي السوري ما يزال قوياً جداً، ولذلك عليهم إصابة هذه المناعة بالخلل والضعف لتسقط إحدى دعامات الاستقرار والقوة السورية.

وهم بدأوا التسويق، عبر حملات الضخ الإعلامي الكاذبة، لما سموه "جيش سورية الحرّ" للتشويش على الجيش العربي السوري والانتقال إلى خلق واقع تصعيدي جديد تتم فيه محاولة "تشريع" استخدام الأسلحة من قبل الإرهابيين ضد الجيش وقوى الأمن والمواطنين الأبرياء. وقد بدأ الترويج الأمريكي الفعلي لهذه المرحلة عبر تأكيد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن أعمال هؤلاء الإرهابيين هي دفاع عن النفس (السفير27/9/2011). وهنا نتساءل: كيف يكون اغتيال طبيب أو تدمير مدرسة أو حرق سيارة إسعاف أو حرق سيارة إطفاء دفاعاً عن النفس!؟؟

ومن هنا فإن التفاف الشعب العربي السوري حول جيشه سيكسب الطرفين مزيداً من المناعة والقوة والصبر والثبات ويساعدهما على الاستمرار في أداء الواجب الوطني المقدّس.

الهدف الثاني الذي يجري التركيز عليه هو ضرب الاقتصاد السوري. وفي هذا السياق تزداد العقوبات التي يتم فرضها على سورية وتتوسع لتشمل مختلف قطاعات الإنتاج السوري، من النفط إلى الاتصالات، وكلّ القيادات لتشمل في النهاية كل سورية.. وتهدف العقوبات الاقتصادية على سورية إلى شل قدرة قطاعات الإنتاج والضغط المتواصل على القيادة السورية وعلى الشعب السوري لتجويعه ودفعة للثورة على الأوضاع القاسية التي يضعوه فيها، وبالتالي العودة من الباب العريض للتدخل في الشأن السوري وفرض المشروع الذي ما زالت سورية وستبقى ترفضه.

ولعله من المفيد في هذه السياق الاستفادة من تجربة الحصار الجائر في الثمانينات من القرن الماضي، حيث تمكنت سورية من تطوير قدراتها الذاتية والاعتماد على نفسها وخرجت من الحصار أكثر قوة وعزيمة وتصميماً. وفي هذا المجال يمكن الاعتماد على الذات لتطوير الصناعة والزراعة وتقوية البنية التحتية... الخ وتطبيق توجهات اقتصادية صحيحة لنصل إلى مرحلة يصحّ فيها القول تماماً أن "قوة سورية من ذاتها". ولايمنع هذا الاعتماد على علاقات الأصدقاء الذين يرفضون تطبيق العقوبات الغربية الجائرة على سورية، بل والعمل على تطوير وتوثيق هذه العلاقات لتكون أكثر رسوخاً في المستقبل، على قاعدة أنّ من يقف مع سورية في أزمتها، يستحق أن يكافأ عد الخروج من الأزمة.

إن العقوبات التي تم فرضها أوروبياً، مؤخراً على بعض الشركات السورية وعلى وزيري الإعلام والعدل وعلى قناة الدنيا التلفزيونية، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الغرب يريد معاقبة أي طرف أو شخص أو حتى نقطة مضيئة تسهم في استقرار وقوة وصمود سورية، وأنه لا علاقة لأي إصلاح بما يعملون ويخططون. كذلك تشي العقوبات وأسلوب تبريرها وغاياتها المعلنة والمضمرة أن الغرب محاصر بفشل حملته على سورية رغم كلّ الحشد الذي أعده لها. وهذا الحنق الغربي يترجم بالعقوبات والتهديدات اليومية المتواصلة التي كشفت أن الادعاء بحماية الشعب السوري زائف ومخادع.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.