تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رسالة مفتوحة من كاهن عربي سوري ساركوزي

محطة أخبار سورية 

ترى هل جلالة النفط الليبي تستحق أن ينحط إلى مثل هذا الدرك واحد من خلفاء الجنرال ديغول؟

السيد الرئيس ‏

هذا الصباح، تسلمت في دمشق، رسالةً الكترونية من فرنسا، في تاريخ 15/9/2011، بُلّغت فيها أنك أعلنت على الملأ، في اليوم نفسه، أنك تتمنى لسورية أن يحدث فيها ما حدث في ليبيا. ‏

وأضاف مراسلي الفرنسي: ‏

« إذاً! أترانا لم نُعطَ كل هذا العمر، إلا من أجل هذا الكم من الدناءات (infamies)؟!». ‏

السيد الرئيس ‏

مَنْ يقول لك مثل هذا الكلام، هو إنسان فرنسي. ‏

وهو يقوله لك في صيغة الجمع، لأنه مطّلع، من دون أدنى شك، بوصفه فرنسياً، على «الدناءات» التي تتعلق برئيس جمهوريته.

 

من جهتي، فأنا سوري، وسأجيبك بوصفي سورياً. ‏

إلا أنّي لن أتوقف اليوم، إلا عند ثلاث وقائع تخص مسيرتك الرئاسية، «الطافحة بالفضائح»، كما وصفها فرنسي آخر.

الواقعة الأولى: ‏

منذ سنتين، كنت في فرنسا، يوم 14 تموز. فشاهدت على تلفاز بعض الأصدقاء، الاستعراض الوطني الذي كنتَ تترأسه. في الحقيقة كان مدهشاً. إلا أني، عندما رأيتك تصرّ، تحت الأمطار الغزيرة، على مصافحة المتبقين على قيد الحياة، من المقاومين القدامى، لم أستطع أن ألجم ما اجتاحني من غضب واحتقار، حيالك وحيال الغرب كله، وقد نقلني خاطري، على الفور، إلى المقاومين الفلسطينيين واللبنانيين، الذين تصرّون، في خسّتكم، على وصفهم بالإرهابيين، بسبب عبوديتكم المطلقة والسافلة لإسرائيل. مع أنكم لا تجهلون أن ما فعلته إسرائيل، وتفعله منذ أكثر من ستين عاماً، يتخطى جميع الفظاعات التي ارتكبها الاحتلال النازي في فرنسا وأوروبا. ‏

الواقعة الثانية: ‏

يوم 10/12/2007، أتيح لك، كما قلت، «شرف» استقبال الرئيس الليبي، معمر القذافي. في ذلك اليوم، أقدمت على عملين شائنين، قام أولهما على تقبيلك يده في انحناءة عميقة أمامه، وقام ثانيهما على السماح له بنصب خيمته في حدائق القصر الرئاسي. ‏

ترى، هل جلالة النفط الليبي، تستحق أن ينحط إلى مثل هذا الدرك، واحد من خلفاء الجنرال ديغول؟ ‏

الواقعة الثالثة: ‏

أقرأ في بريد مراسلي الفرنسي، بالحرف الواحد: ‏

«شكراً لك لرسالتك الثانية إلى وزيرنا المزهو جوبيه... ‏

«إنه أفضلنا»، كما كان يصفه شيراك. ‏

إلا أن الغضب لم يفارقني منذ هذا الصباح. وذلك لأني سمعت أن السيد برنار هنري ليفي الذي تأتي زوجته، وهي مغنية، في عداد المقربين من السيدة ساركوزي، كان يرافق السيد الرئيس في ليبيا، حيث استُقبلا كمحرّرَين... وليس بعد كلِصّيَن!!! وإنّ وقتهما لآتٍ!...!!» ‏

إن مثل هذا الحكم بغنى عن أيّ تعليق. ‏

السيد الرئيس ‏

إن مَنْ يتابع أعمالك، ويتفحص أقوالك يجد البون شاسعاً جداً، بينك وبين فرنسي آخر، لم يكن سوى مدير لمتحف اللوفر، السيد أندريه بارو الذي قال عن سورية كلمة خالدة، أجدني مضطراً لتذكيرك بها. قال: ‏

«لكل إنسانٍ «متحضّرٍ» في هذا العالم وطنان… وطنه الأصلي، وسورية!». ‏

أفتكون من دون وطن؟ ‏

دعني، في الختام، أقول لك:

أشفِق على فرنسا.. فإنها «وطنك»! ‏

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.