تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مازن البندك يعود بروحه ... إلى بيت لحم

 
       
       
... ولما أيقن مازن البندك أن لا أمل في العودة إلى مسقط رأسه بيت لحم، حياً، انطوى على وجعه الوطني وعلى آلام جسده، وارتحل إلى خالقه من موطنه الثاني في بيروت.
وهكذا انطوت صفحة هذا الثلاثي من الإخوة البنادكة الذين لم يقصّروا في النضال وظلت فلسطين رايتهم وهدف جهدهم في السياسة وفي الصحافة كما في الفن، فأعطوا كثيراً ولم يأخذوا إلا المزيد من الرصيد كمقاومين ومجاهدين عرب من أجل الحرية والوحدة والعودة، وفلسطين تختزلها جميعاً.
اختار كل منهم دار عودته الذي تحوّل إلى مهجعه المؤقت في انتظار تحرير فلسطين والعودة إلى «البيت».
سبق الثلاثة الملحن المميز رياض البندك الذي عاش وقضى في دمشق بوصفها عاصمة سوريا الطبيعية التي تشكل فلسطين جناحها الجنوبي... ثم تبعه يوسف البندك الذي ناضل في المهاجر جميعاً كما في العواصم العربية، وإن ظلت قاهرة عبد الناصر سيفه والترس. وها هو ثالث الثلاثة مازن، الذي اتخذ من الصحافة رسالة يحاول أن يرسم بها وعلى صفحاتها طريق العودة إلى فلسطين.
ولقد ظل الصحافي في مازن حياً، برغم ابتعاده عن الصحافة السياسية، فأنشأ «دار القدس» للنشر في بيروت، ثم أصدر مجلة «الجيل» شهرياً من بيروت ثم من باريس لما تعذر عليه مواصلة إصدارها من المدينة التي كانت عاصمة الكلمة عربياً.
وكان مازن البندك قد صاهر لبنان، وتولت زوجته السيدة صونيا سلوم ابنة خربة قنافار معاونته في أداء هذه المهمة التي رأى فيها بعض الطريق إلى فلسطين، وهكذا فإنها جعلت من بيتها مكتباً لهذه المجلة التي وصلت إلى آلاف القراء العرب في ديارهم المختلفة لأنها «لا تكتب في السياسة المباشرة» مع أن كل حرف فيها كان يستدعي فلسطين وشعارات التحرير.
رحم الله مازن البندك الذي عرفته صحافة مصر وصحافة لبنان والمنتديات العربية جميعاً، مناضلاً من أجل «القضية المقدسة».. مع خالص العزاء لأسرته وأهله وأصدقائه جميعاً في الوطن الأسير كما في الدنيا العربية الواسعة برغم اشتداد قيود الأسر عليها جميعاً.
 
                                                                                                      طلال سلمان


ادارة موقع محطة أخبار سورية تتقدم باسمها وباسم جميع منسوبي المحطة وتسمح لنفسها بأن تقدم العزاء الحار جدا باسم جميع الاعلاميين والصحفيين السوريين الى عائلة فقيد الاعلام العربي وفقيد سورية كما هو فقيد فلسطين الاعلامي العربي الكبير مازن البندك ..راجين له الرحمة والعزاء لاسرته وأهله وأصدقائه في الوطن العربي والعالم.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.