بقلم د . رفعت سيد أحمد
.. نعم الرئيس المخلوع (مبارك) هو المستفيد الأول مما يجرى .. نعم هو الآن سعيد جداً بما وقع فى ميدان التحرير من دمار ودماء منذ جمعة (قندهار الثانية 18/11/2011) وإذا أضفنا إليه (إسرائيل وأمريكا وقطر والسعودية التى رفعت أعلامها ثانية فى المظاهرات !!) فسيكون المشهد أكثر وضوحاً فى معرفة المستفيدين (السعداء) بما وقع من قتل وجرح لمئات المصريين الغلابة ، الشرفاء ، الذين تصادف أنه ليس بينهم (ناشط سياسى واحد) أو رئيس حزب أو جماعة إسلامية إخوانية أو سلفية واحد ، القتلى والجرحى ، فقط من الشعب الغلبان ، أما قادة هذه الجماعات فلقد هربت بعد توريط الشعب الغلبان فى جمعة قندهار الثانية لهدف فى نفس (يعقوب) السعودى والقطرى والأمريكى !! ثم ظهرت قيادات هذه الجماعات فقط أمام شاشات الفضائيات ، وكأننا أمام (فيلم) صنع بدماء المصريين تبثه قناة الجزيرة التى تديرها الـ C.I.A ، وأخواتها من الفضائيات العربية والمصرية .
* لقد كنت شاهد عيان خلال مشاركة متواضعة منى بالتواجد فى قلب ميدان التحرير خلال الأيام الثلاثة الماضية ؛ لم أجد فى الميدان سوى فريقين (الشعب ونظام مبارك): الأول شعب مشتت لا قيادة له ، لديه نُبل فى المقاصد ، وإن أخطأ الوسيلة ، وفريق أمنى وسياسى آخر لايزال يقوده (حسنى مبارك) من داخل المستشفى (خمسة نجوم) وإن كان على رأسه منصور العيسوى وشرف وطنطاوى ، يديرونه بنفس العقلية وبذات الأساليب القمعية ، الأمر الذى دفعنى إلى الصياح وسط المعارف والأبناء والشباب الغلبان فى قلب الميدان (يا فرحة المخلوع فينا .. يا فرحة مبارك فى ضياع الهدف الأسمى لتحركات الشعب ، هدف الحرية والعدالة والكرامة والاستقلال ، ويا خيبة القوى الثورية التى لا تعرف ماذا تريد بالضبط فى هذه المرحلة العصيبة من تاريخ الثورة وتاريخ المنطقة) ، لقد صرخت ، ولاأزال أصرخ ، علّ أحداً من العقلاء الشرفاء يسمعنى ، ولكن يبدو أنك لم تعد تسمع أحداً لأن الجميع فى عقلهم وضميرهم عطب . على أية حال دعونا نؤكد الآتى :
أولاً : سيذهب عصام شرف بحكومته العاجزة ، بعد تقديم استقالته ، ولكن هل سيكون من يليه أكثر قدرة على إدارة المرحلة والخروج بالثورة إلى بر الأمان أم أنه سيفشل تماماً مثلما فشل سلفه الذى أتى به الثوار من قلب الميدان ؟ فى ظنى – وأرجو أن أكون خاطئاً - أن من سيأتى سيفشل ، وذلك لأننا نختار القيادات على أسس عاطفية ، وبلا دراسة وفهم خاصة من قبل من يسموا أنفسهم بثوار التحرير ، حيث يستطيع واحد مثلاً فهلوى مثل (عمرو حمزاوى) أو (عمرو موسى) أو (سعد الدين إبراهيم) ممن يعملون مع مؤسسات أمريكية وغربية مشبوهة ومعادية لأبسط قيم الثورة والتحرر ، أن يضحك على ذقون (ثوار التحرير) فيقنعونهم بأنهم ثوار ، وهم – وغيرهم من الـ 600 منظمة التى تعمل مع السفارة الأمريكية أو 35 مؤسسة وجماعة التى تعمل مع الوهابية القطرية والسعودية سيقنعون (ثوار التحرير) أنهم مثلهم ثوار ، رغم أنهم من ألد أعداء هذه الثورة الوطنية ، ولكن سذاجة وعاطفية ، بل قل سطحية بعض الثوار جعلتهم يضعون أمثال هؤلاء (المتأمركين) و(الوهابيين) فى طليعة الثورة وهذه مصيبة كبرى تعنى أن يظل حسنى مبارك يضحك علينا هو وفريقه الذى لايزال يحكم مصر حتى اليوم ويجعل الثورة تلفظ أنفاسها الأخيرة .
ثانياً : فى مصر الآن 225 ائتلاف للثورة و55 حزباً سياسياً ، وجميعها مختلف مع بعضه البعض ، لأسباب ولمصالح شخصية وليس اختلافاً من أجل الثورة والوطن ، كل هذه القوى تريد التهام (تورتة الثورة) كاملة ، لوحدها ، لا تريد أن تتقاسمها مع أحد ، هذه الائتلافات والأحزاب هى سبب البلاء والفشل ، فإذا أضفنا إليها غياب الرؤية الاستراتيجية والقدرة على المبادرة والفعل لدى من يدير البلاد (أقصد المجلس العسكرى) فإن هذا معناه مزيد من الفشل فى إنجاح الثورة، ومزيد من تراجع دور مصر الداخلى والقومى ، ومزيد من (فرحة صديق أمريكا وإسرائيل / حسنى مبارك) ومزيد من تكالب الأعداء على جسد مصر ، بعد أن حاصروه باسم الثورة الزائفة فى كل من ليبيا وسوريا ، ثورة حلف الناتو !! ، والمخرج فى ظنى كما قلنا بالأمس هو أن يتكرم علينا هؤلاء جميعاً بأن يرفعوا أيديهم عن ثوار التحرير الغلابة الذين يدفعون وحدهم (الدم) ويجنى فريق الانتهازيين (الثمار) ، ارفعوا أيديكم عن الثورة ، واتركوا للشعب من خلال ممثليه الحقيقيين أن يقول كلمته ، ويختار قادته ، وإذا لم يستمعوا لنصيحتنا ، وأظنهم لن يستمعوا للأسف ، فأحسب أن (الفوضى) ستظل قائمة وأن (الثورة) ستنتهى ، وأن المخلوع (المجرم) سيظل يقهقه سعيداً بهذه الحال المتردية الذى وصلنا إليه ، ولا عزاء إلا لشهداء الثورة الصادقين ولا حول ولا قوة إلا بالله !!
E – mail : yafafr@hotmail.com
عزت هلال