تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

قلقلة "مؤقتة" قبل أن يعود الشرق الأوسط إلى طبيعته!!

خاص/ محطة أخبار سورية

يدفع التأملُ بالشرق الأوسط المرء إلى الشعور بالغثيان لأنه لايتيح المجال أبداً للشعور بالاستقرار الدائم والطمأنينة. ربما هو موقع هذه المنطقة الجغرافية أو ربما تلك الثروات التي تمتلكها المادية والروحية والفكرية، وربما كلّ هذه وأشياء أخرى أيضاً. وربما هذا يفسّر أسباب الحروب التي دارت وتدور وسوف تدور رحاها على هذه البقعة في المستقبل.

الشرق الأوسط أمام استحقاقات كبرى وربما مصيرية، وهذا ليس سرّا. فمن مغادرة القوات الأمريكية المحتلة للعراق بعد أن تركت بلداً متهالكاً وهزيمة كبرى تعرضت لها، إلى الثورات أو الاضطرابات التي تشهدها البلدان العربية إلى المطامع الغربية وغيرها في هذه البقعة من العالم، ناهيك عن الخلافات والاختلافات الكبيرة، ومن كلّ الأنواع، التي يتم رشّ بذورها وسقايتها، لتنبت الخراب والدمار والتدمير واستحالة التعايش الذي كان قائماً؛

تركيا تبحث عن دور عثماني جديد مدفوعة بأحلام إمبراطورية قديمة يغذّيها الغرب الأمريكي، وبخيبات أمل فرضها الغرب الأوروبي؛ إيران تتعرض لمحاولة التدمير من كافة القوى الغربية لأنها تجرأت على ان تقول كلمتها وتعلن مناهضة هذا الغرب الاستعماري، بعدما كانت ساحة له وحديقته في شرق الشرق الأوسط. أما سورية فقدرها المواجهة لأنها لا تريد أن تركع للغرب الجائع دائماً للسيطرة وإخضاع الآخرين والتحكم بهم، وسورية تكافح لتعيد وصل خيط حضارتها ورفع منارتها التي هدت العالم يوم لم تكن هناك منارة واحدة في الشرق والغرب، وهي تحاول التقدم إلى الأمام رغم كلّ العراقيل والنكبات والضغوط والترهيب والتحديات التي تحاول منعها من الصمود.

وفي الخليج العربي هناك مشيخات ومشايخ يرقدون على الدولارات كما ترقد الدجاجة على بيضها، ويعتقدون أنهم يتحكّمون بالعالم عبرها ويحلمون بأن يكونوا سادته، وقد يتأخرون زمناً قبل أن يستفيقوا من أوهامهم الثقيلة. أما المملكة العربية السعودية، فقد بدأت سنين العزّ تميل نحو الزول بعدما توقفت عن مواكبة التطور والحياة، وهي لو تركت أو تعرضت للضغوط التي تتعرض لها سورية "ربما" لانفجرت من داخلها وتشظت كالقنبلة على ما يؤكد مقيمون هناك. أما اليمن فيسير بقدميه نحو التشظي والتقسيم وعلى أيدي أهله، بعدما ضاقت البلاد بمحبتهم.. السودان يتآكل والصومال لم يعد موجوداً إلا على الخارطة. ومصر تحاول الحفاظ على الحد الأدنى مما تبقى لها من دور وعظّمة وتاريخ عريق، بعدما أنهكت بالحصار والجوع وكلّ أنواع الضغوط....الخ.

الاتحاد الأوروبي أصبح "حقيقة" العجوز الذي يريد "السلبطة" على الآخرين وهو لا يقدر على ذلك، والدول الأوروبية التي أعلنت اتحادها قبل سنوات، مثل عجوزين أعلنا زواجهما في التسعين من العمر وأصبحا عبئاً على بعضهما، ويحتاجان لمن يخدمهما، ولكن "الميت لا يجرّ الميت". وفي أقصى الغرب تسير الولايات المتحدة نحو نهاية الحقبة الأحادية التي كانت زعيمتها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. هي مثل ابن السلطان الذي ورث المُلك والثروة فجأة، فأضاع المُلك والثروة وبدأ "يفـتأت" على الآخرين وحقوقهم، ولكن هيهات أن تعيد العربدة المُُلك الضائع.

وهناك في الشرق والشمال الشرقي، تلمع نجمتا روسيا والصين، وربما الهند، قادمتان في هذا الزمن المضطرب، لتعلنان، بهدوء وثقة وثبات أنهما ستغيّران المعادلة الدولية من جديد، وكان هذا الإعلان قد بدأ في مجلس الأمن بالفيتو المشترك لمصلحة سورية.

وقبل أن يستقر العالم والشرق الأوسط معه، ستكون هناك قلقلة مؤقتة؛ مؤقتة على الانحدار الأمريكي، ومؤقتة على الساعة الروسية الصينية، ومؤقتة على موت العجوز الأوروبي، ومؤقتة على اللحظة الحاسمة التي يفهم الجميع فيها ماذا عليهم فعله وفي أي موقع يجب أن يقفوا وأي قرار يجب أن يختاروا وكم ستكون كلفته!! أيُّ رهان خاطئ قد يقتل صاحبه... مع أنّ الخيارات باتت محدودة وربما بعد قليل لم يعد ممكنا أو مسموحاً تغييرها!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.