تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

سعيد الصبّاح: أردوغان = طول لسان في الهوا

 

محطة أخبار سورية

من سخريات القدر أن يتحدث رئيس الوزراء التركي عن تخاذل في فتح جبهة الجولان المحتل!!! وتناسى هذا الطوراني ـ الجديد، تاريخ الصراع العربي ـ الصهيوني على فلسطين ودور سورية المركزي في معمعته، منذ نشوء الحركة الاستيطانية الصهيونية في فلسطين أواخر القرن التاسع عشر، وصولاً إلى حرب فلسطين في العام 1948 والدور المشرَّف للجيش السوري الفتيّ في هذه المعركة، وما بعدها من مواجهات دامية على خطوط الهدنة. وخلال العدوان "الإسرائيلي" على العرب في العام 1967 حيث سطَّر الجيش السوري أروع صفحات البطولة والتصدي للعدو المهاجم للجولان الذي قاتل هذا الجيش في تلالها شبراً شبراً، وقد سجل هذه البطولات كبار الخبراء العسكريين الأجانب ونذكر منهم إدوار أوبالانس الذي ترجم كتابه عن هذه الحرب المرحوم مازن البندك، وما تلاها من حرب استنزاف.

هذا الجيش السوري الذي خاض حرب تشرين/أوكتوبر 1973 بقيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد، بالتحالف مع الجيش المصري، واستطاع الجيش السوري البطل تحرير الجولان، لكن خيانة السادات وتصريحه بالفم الملآن، أنه خاض حرب تشرين/أوكتوبر بهدف التحريك وتسليم مفاتيح الحل لعزيزه كيسنجر، ما أدى إلى النتائج غير المرجوّة من هذه الحرب.

ألم يسمع هذا النيوـ طوراني أردوغان بحرب المئة يوم التي خاضها الجيش السوري في مواجهة الجيش الصهيوني عقب حرب تشرين؟ وأدت إلى تحرير أجزاء هامة من الجولان، وبينها مدينة القنيطرة؟!

ألم يقرأ أردوغان أفندي عن العمل الدؤوب لسورية الأسد على بناء صروح الوحدة مع العراق، وإرساء أسس تحالف مع إيران الثورة والاتحاد السوفياتي (قبل انهياره ومنظومته الاشتراكية.

وكذلك التآزر مع حركات المقاومة في لبنان وفلسطين وكل أرجاء دنيا العرب؟

هل نسي هذا الطوراني ـ المتغرب الذي يرتدي "قناع الإسلام" زوراً وبهتاناً، المساعي التي بذلها الرئيس بشار الأسد من أجل إقامة تحالف عربي ـ إسلامي يضم إلى سورية، إيران وتركيا وسائر قوى المقاومة بهدف مواجهة المخططات الصهيونية ـ الامبريالية، وإقامة منظومة اقتصادية ـ سياسية مُمانعة؟!

فماذا فعلتم يا أردوغان أفندي؟

لقد عملتم على تأجيج نيران الفتنة في سورية، ورعيتم مجموعات من المجرمين والفارين والقتلة وقمتم بتأمين وكر لهم في أراضيكم تحت اسم "جيش سورية الحر" برئاسة ضابط ميكانيكي ملفوظ من جسم الجيش السوري المدعو "رياض الأسعد" الذي أعلن من دياركم قيام جيشه المزعوم بقتل كوكبة من نسور الجو السوريين، غيلة وغدراً؟!!

ونسأل هذا الأردوغان عن موقف الحكومات التركية المتعاقبة من الصراع العربي ـ الصهيوني؟ ألم تكن تركيا هي الدولة الإسلامية الأولى التي اعترفت بـ"إسرائيل" وأقامت معها أوثق العلائق، العسكرية والسياسية والاقتصادية والتقنية والأمنية؟!

وماذا قدمت يا أردوغان أفندي للقضية الفلسطينية، أنت وحزبك الميمون؟!!

لقد وجّه لكم العدو الصهيوني الصفعة تلو الصفعة، كان من أبرز تلك الصفعات ما جرى لسفينة الحرية وإذلال سفيركم في "إسرائيل" ورفض الدولة العبرية تقديم أي اعتذار لتركيا!!

لقد لوّحتم بإرسال سفن حربية تركية لحماية "سفن الحرية" التي أراد منظموها كسر الحصار على غزة، ولكنكم اكتفيتم بالكلام ليس إلا!!

وتحدثتم عن زيارة تعتزمون القيام بها إلى هذا القطاع المحاصر، لكنكم خشيتم العواقب!!

ومن ثم عزمتم على نشر الدرع الصاروخية الأطلسية في دياركم العامرة بهدف حماية أمن "إسرائيل"، وعملتم على ترتيب صفقة أميركية ـ "أخوانجية" تهدف إلى قيام منظومة من الأنظمة "الأسلاموية" المتصالحة مع "إسرائيل" والغرب، بهدف إيصاد الأبواب أمام جبهة المقاومة والممانعة العربية ـ الإسلامية التي أخذت بالتشكل من جبال بلوخستان وصولاً إلى الناقورة وغزة هاشم.

تتحدثون بصوت عالٍ عن المواجهة مع "إسرائيل" وتأخذون على الممانعين والمقاومين الحقيقيين عدم المواجهة مع هذا العدو، وأنتم الحلفاء الأوثق للعدو الصهيوني وأسياده في الغرب الأمبريالي وفي الوقت عينه يسعى بدأب على تخريب منظومة دول وقوى المقاومة والممانعة!!

غريب حديث هذا الأردوغان عن حماية حيوات الشعوب وحرياتها!! أوليس الجدير به أن يعتذر من الشعب الأرمني على المجازر التي ارتكبها أسلافه العثمانيون، بحق هذا الشعب، ويعيد إليه ما أغتُصب من أرضه، وكذلك بالنسبة للأكراد.

أما أمتنا فلها مع دولته حساب قديم، فهي المغتصبة للواء الإسكندرون والمهجِّرة لأهله وكذلك فعلت بكليكيا وجوارها!!

يسدي بعض المطلعين نصيحة "مخلصة" لأردوغان وأركان حزبه، بأن يعجِّلوا بمغادرة تركيا، لأن مصيراً مشابهاً لذلك الذي لحق بسلفه عدنان مندريس، ورئيس جمهوريته جلال بايار بانتظارهم.

يتحدث أردوغان عن أمور كثيرة يحاول الظهور فيها بمظهر البطل الأسطوري وقد صدق في حال "بهوراته" قول الشاعر:

طول لسان في الهوا....

 

البناء

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.