تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

نور الدين الجمال: سورية .. وخيوط المؤامرة

 

محطة أخبار سورية

خيوط المؤامرة على سورية تكشّفت بصورة علنية، ولم يعد بالإمكان إخفاء قيادة الولايات المتحدة الأميركية لها مع بعض الدول الأوروبية والعربية والإقليمية، حيث أصبحت هذه الخيوط الممتدة إلى السياسة والإعلام والأمن، وصولاً إلى العقوبات الاقتصادية التي لجأت إليها الجامعة العربية، وهي في الحقيقة جاءت بتوجيهات وتعليمات أميركية، في محاولة لتدفيع سورية فاتورة دعمها للخط المقاوم في المنطقة، وتحالفها الاستراتيجي مع إيران، وما نتج عن الموقف السوري هذا من انتصارات، حققتها المقاومة في لبنان في العام 2006، والمقاومة الفلسطينية في غزة في العام 2008، بالإضافة طبعاً إلى ترسيخ التحالف مع الجمهورية الإسلامية في إيران والموقف الداعم للمقاومة العراقية، الذي أثمر انسحاباً أميركياً في نهاية الشهر الحالي.

وتعتبر مصادر سياسية لبنانية واسعة الاطلاع، أن الخطوات المتلاحقة التي بادرت إليها جامعة الدول العربية بقيادة دولة قطر، بخصوص معالجة الوضع في سورية، والتي تستهدف الشعب السوري بجميع شرائحه، وذلك من خلال العقوبات الاقتصادية والمالية، وصولاً إلى منع شخصيات وقيادات سورية مسؤولة من زيارة الدول العربية، ومنع حركة الطيران من هذه الدول إلى سورية وبالعكس، هذه الخطوات برأي المصادر، سيكون تأثيرها محدوداً على سورية ككل، وهذا ما يؤكّده خبراء اقتصاديون وماليون.

أن العقوبات ضد سورية، جاءت على خلفية زعم اللجنة الوزارية العربية بأن سورية لم تلتزم بمضمون الاتفاق الذي تم بين سورية واللجنة المذكورة، إلى أن عقد وزير الخارجية السوري وليد المعلم مؤتمره الصحافي الأخير، الذي كشف فيه تفاصيل المؤامرة التي تورّطت فيها بعض الدول العربية بتوجيه أميركي وغربي، وأن اللجنة الوزارية هي التي أخلت بالاتفاق الذي تم في قطر مع العلم أن سورية بادرت إلى اتخاذ خطوات ملموسة على هذا الصعيد، في حين أن اللجنة الوزارية بدلاً من أن تنفّذ ما هو مطلوب منها إذا بالحملة الإعلامية تزداد شراسة، وبالعمليات الإرهابية ترتفع وتيرتها، مستفيدة من انسحاب بعض وحدات الجيش العربي السوري من بعض المدن، تنفيذاً لما التزمت به القيادة السورية.

وبالأمس، جاءت حكومة أردوغان لتستكمل خيوط المؤامرة على سورية فبادرت من جانبها إلى فرض عقوبات عليها متعددة الجوانب، على الرغم من أن شريحة كبيرة من الشعب التركي غير موافقة على سياسة حكومة أردوغان بهذا الخصوص، بالإضافة إلى طبقة النخبة التركية التي أعلنت صراحة وقوفها إلى جانب الشعب السوري، في أكثر من مناسبة. ان الموقف التركي الرسمي المكمل لموقف مجلس الجامعة العربية، يأتي في السياق التآمري على سورية، متناسياً قدرة وقوة الشعب السوري، ووقوفه إلى جانب قيادته، وهذا ما شهدته ساحات المدن السورية منذ إعلان العقوبات عليها، من قبل مجلس الجامعة العربية، فكانت هذه الحشود المليونية السورية بمثابة رسالة واضحة إلى كل من يعنيهم الأمر، وخصوصاً لأعداء سورية الذين يخطّطون لتدميرها وخرابها كدولة مؤسسات، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ولكن على ما يبدو هم لا يريدون رؤية هذه المشاهد الجماهيرية الممتدة على ساحات جميع المحافظات السورية، ولم يقتنعوا حتى اليوم بأن سورية دولة قوية وقادرة على مواجهة كل الاحتمالات والمخطّطات التي تحاك ضدها، من الغرب والعرب على حد سواء.

وترى المصادر السياسية، أن تجاهل دور الشعب السوري في حسم المعركة ضد المؤامرة التي تستهدف سورية، سيجعل الأطراف المعادية لها تقع في الرهانات الخاطئة والقاتلة في الوقت نفسه، وأن هذه الرهانات التي كان عنوانها الكبير في مرحلة من المراحل تكرار التجربة الليبية في سورية، فشلت أمام صمود وتحدي الشعب السوري لكل المؤامرات والوقوف إلى جانب قيادته التي هي بدورها تأخذ قراراتها من نبض هذا الشارع السوري الوطني والعروبي الرافض لكل محاولات إذلال وتجويع كل السوريين، من خلال تلك الصعوبات التي تحمل طابع التآمر.

وإلى جانب هذا الموقف الصلب من الشعب السوري لحماية وطنه من الهجمة الأميركية ـ "الإسرائيلية" والغربية عليه، فقد ظهر الموقف الروسي بكل وضوح إلى جانب القيادة في سورية، مع حرصه على إقامة الحوار بين الحكومة والمعارضة، بهدف استكمال عملية الإصلاح في كل مستوياته، وتطور الموقف الروسي ومعه الموقف الصيني إلى درجة رأت فيه القيادة الروسية أنه بات من الضروري الوقوف إلى جانب سورية هذه المرة عسكرياً، وذلك من خلال إرسال البوارج والسفن الحربية الروسية إلى الموانئ السورية، وهذه الخطوة، كما قال بعض الخبراء الروس العسكريين، إنها بمثابة رسائل واضحة إلى كل من يفكّر بالاعتداء على سورية، والموقف الروسي هذا من وجهة المصادر السياسية، ليس وليد الظروف الحالية فقط، فهناك اتفاقيات عسكرية بين البلدين، يمكن وصفها بالاستراتيجية، لأن المصالح الروسية في المنطقة، لا يمكن أن تتأمن إلا من خلال وجود حليف لروسيا في المنطقة، وسورية منذ الاتحاد السوفياتي كانت تعتبر حليفاً استراتيجياً، واليوم يتكرّس هذا الموقع عبر الإعلان الروسي عن زيارة بوارج حربية روسية إلى سورية مع نهاية الشهر الحالي. هذه المعطيات جميعها، بالإضافة إلى الموقف الرائع للشعب السوري، والذي يتجلى كل يوم، سيجعل سورية تخرج من محنتها أقوى، رغم أنوف المتآمرين على دورها وموقعها في المنطقة.

 

البناء

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.