تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

حقيقة الاوضاع في سورية بلسان "شاهد عيان"

 

الأوضاع في سورية مغايرة تماماً لِما تبثه وسائل الإعلام العربية والعالمية، والتي تحاول من خلالها تضخيم الأمور والأوضاع وفبركة روايات وحكايات مختلقة للإساءة لصورة سورية أمام العالم العربي وكذلك الغربي، وبالتالي المساهمة الفعلية في المؤامرة التي تتعرض لها الآن سورية (شعباً وقيادة وجيشاً)، والتي تخوض غمار معركة سياسية إعلامية ضروس للدفاع عن سورية، ولابقائها قوية كما كانت دائماً وأبداً.

شهود عيان مزيفون يروون قصصاً "كاذبة"، وارهابيون يقتلون ويغتالون الطفل والشاب والجندي والمفكر والعالم تحت شعار ثورة "مزيفة"، ثورة تريد تدمير سورية والقضاء عليها، "ثورة" لا تخدم إلا أعداء الأمة العربية، وهي "ثورة" الفوضى الخلاقة الاميركية، وهي ثورة اللاإصلاح، واللاديمقراطية، هي ثورة القتل والنهب والتدمير.

في هذا التقرير نحاول إلقاء الأضواء على حقيقة الأوضاع في سورية، وتحليل القرار الجائر الذي إتخذه مجلس وزراء خارجية الدول العربية برئاسة الشيخ حمد بن جاسم "القطري"، وتداعيات هذا القرار، وما هو المتوقع خلال الأسابيع القليلة القادمة.

 

حقيقة الوضع بلسان شاهد عيان صادق

شاهد عيان حقيقي قال لـ "البيادر": "قمت بزيارة سورية مؤخراً، خلال شهر تشرين الأول المنصرم، ومكثت في دمشق حوالي عشرة أيام. وخلال هذه الزيارة لم أجد شيئاً مما يقال عن الوضع في سورية. ولا أخفي أني وضعت يدي على قلبي عندما توجهت إلى سورية عبر الحدود الأردنية مع أني كنت واثقاً بأن الاعلام العربي مضلل إلى أبعد الحدود، ولكن كانت رحلتي سلسة، من دون أي عوائق من مركز الحدود السوري في نصيب حتى دمشق".

"قررت زيارة الريف السوري، إذ قمت بزيارة معلولا وصيدنايا ومعرة صيدنايا يوم الجمعة، ولم أجد ما هو يُقال ويُشاع، قد تجد في الطريق بعض الحواجز الأمنية لقوات حفظ النظام، ولكن هذه الحواجز لا تعرقل حركة السير، وكذلك لا تتعامل إلا بهدوء، مع المارين.. ويبدو أن الهدف من وضع هذه الحواجز هو تواجد قوات حفظ النظام في أماكن حساسة، ولمنع الارهابيين من الهروب ومحاصرتهم في حال الاعتداء على مواطنين في تلك المنطقة، إذ أن هذه الحواجز ستساهم في محاصرتهم والقاء القبض عليهم".

"توجهت إلى منطقة جبلة حيث ذكرت هذه المنطقة مرات عديدة في وسائل الاعلام المعادية، وكان توجهي مساء وعدت إلى الفندق الساعة التاسعة والنصف مساء، لم أجد ما يزعج، وتأكدت أن الوضع مسيطر عليه كاملاً، وأن أجهزة الأمن السورية هي التي تبادر في بعض الأحيان إلى ملاحقة المعتدين الارهابيين على أبناء الشعب بعد توارد أنباء ومعلومات عنهم من خلال اعترافات زملائهم في القتل والارهاب التي يُبث الجزء القليل منها".

 

مظاهرات تأييد واسعة

"كنت في دمشق يوم الأربعاء 12/10/2011" يتابع شاهد العيان أقواله وافادته لـ "البيادر": "وشاهدت بعيني أمواج الجماهير السورية المتوجهة إلى منطقة السبع بحرات للتظاهر تأييداً للإصلاح وللرئيس بشار الأسد. أحدهم كان يحمل إبنه الطفل البالغ حوالي 3 سنوات على كتفيه، ويحمل الطفل صورة الرئيس بشار الأسد. اقتربت منه وسألته لماذا تُحضر ابنك الطفل إلى مسيرة مليونية، فأجابني بنبرة واضحة عالية: حتى يتعلم من الآن على الدفاع عن سورية، ويشارك في مظاهرات تأييد لوجودنا، ومسيرات دعم لمواقفنا الوطنية المشرفة".

"قالوا أن "النظام" يجبر المواطنين على التوجه إلى ساحة السبع بحرات، وهذا كذب ونفاق، فهل يستطيع النظام اجبار هذا الكم الكبير من الشعب على التظاهر.. لقد سألت عدداً من المواطنين، وقالوا ان مشاركتهم تنبع من انتمائهم للوطن، فهم ضد من يقف ضد سورية ويتآمر عليها. وقال أحدهم لي إذا كان النظام قادراً على حشد الملايين في الشوارع فهو نظام قوي.. وبالفعل هو نظام قوي لأن الجماهير وحدها هي التي تتوجه للمظاهرات والمسيرات لأنها تدرك حجم المؤامرة التي تتعرض لها".

"هناك من يقول أن هناك أخطاء، وهناك فساد، ولكن ليس في سورية وحدها، بل في كل دول العالم. وقال لي أحدهم: ألا يُقدم الرئيس الفرنسي جاك شيراك للمحاكمة بسبب فساده.. وهل الفساد موجود في سورية، وليس موجوداً في كل دول العالم.. إن الاصلاح أو محاربة الفساد، وتحقيق الديمقراطية هي مجرد يافطات يختبىء المندسون تحتها أو وراءها من أجل تحقيق هدف واحد ألا وهو تدمير سورية".

ويضيف شاهد العيان قائلاً: "لقد التقيت بعدد من رجال الدين المسيحي الذين أعربوا عن امتعاضهم الكبير والشديد مما تتعرض له سورية، وقالوا أنهم يؤيدون الرئيس بشار الأسد ويدعمونه، وهم مع سورية قلباً وقالباً لأنهم يدركون بأن سقوط سورية يعني دماراً لكل السوريين، ولكل أبناء المنطقة".

وسألت البيادر شاهد العيان عما إذا زار أماكن أخرى غير دمشق وريفها أجاب: "لم اقم بذلك، ولكني أجريت عدة إتصالات هاتفية، والتقيت أيضاً عدداً من الأصدقاء ممن يقيمون في حمص وحماة وحلب. وقالوا لي أبناء حلب أن الوضع هناك تماماً كما هو الحال في دمشق، وليست هناك من مظاهرات سوى تلك الكبيرة المؤيدة لسورية والداعمة للدولة ولخطوات الاصلاح التي تبناها وينفذها الرئيس بشار الأسد. أما الأصدقاء من حمص فقد قالوا أن الارهابيين يعيثون فساداً في الارض، وان تواجد الجيش يحد من أعمال هؤلاء، ولكن هناك سيطرة كبيرة على الوضع الأمني". ويضيف شاهد العيان: "سألت أصدقائي من أبناء حمص عن سبب الوضع المتوتر في حمص بشكل مغاير لما هو في المحافظات الأخرى، فأجاب أن عدة عوامل تلعب دوراً في ذلك ومن أهمها أن حمص قريبة من الحدود مع لبنان، وهناك تهريب للارهابيين والسلاح، وكذلك هناك عناصر تنتمي لتيارات دينية سلفية قادتها معارضون للنظام، وموالون للخارج، وفي منطقة حمص وريفها هناك "مهربون" كثيرون، وهؤلاء لا يهربون البضائع المسروقة أو غير المسروقة، بل يتاجرون أيضاً بالمخدرات. وعندما تدفع لهم جهة ما "مبالغ" يعتبرونها كبيرة ينفذون ما يطلبون منه طمعاً بالمال أو بتأثير المخدرات التي "يتعاطوها".

غادرت دمشق عائداً إلى عمان، ولدى وصولي عمان سألني العديد من الأقارب كيف الوضع في سورية فرويت لهم مشاهدتي الصادقة، فتعجبوا قائلين، وماذا عما يبثه الاعلام، أجبت انه مضلل بالفعل.. لقد كنت واثقاً بأن هذا الاعلام الخليجي مضلل ومزيف للحقائق، ولكني وبعد زيارتي هذه، ومشاهدة الوضع بأم عيني تأكدت أكثر وأكثر أن هذا الاعلام ليس كاذباً ومضللاً فحسب، بل هو مشارك في مؤامرة تستهدف النيل من سورية، لا بل تستهدف تدمير سورية، والقضاء على قلعة الصمود والممانعة في عالمنا العربي.

 

المعارضة السورية الوطنية

لا شك أن هناك معارضة سورية حقيقية، ولكن هذه المعارضة لا تريد اسقاط النظام، ولا تريد تدخلاً أجنبياً، تريد إصلاحاً.. وتريد مصلحة سورية، ولكن هذه المعارضة مرتبكة أولاً أمام حملات التضليل التي تسيء إليها، وتضعها في خانة أعداء سورية من خلال ترديد أخبار كاذبة عن هذه المعارضة واعتبارها جزءاً من المعارضة الرخيصة العميلة المدعومة من الخارج.

هذه المعارضة الوطنية لم تظهر حديثاً، وفقط خلال الاحداث، فهي كانت متواجدة على الساحة السورية منذ سنوات، وجل هدفها مصلحة سورية، ولكن عندما تفاقمت الأزمة منذ 15 آذار المنصرم ظهرت هذه المعارضة وبرزت.. وسارت مع الركب الاحتجاجي المطالب الاصلاح.. وعندما ارتفعت الأصوات من "الخارج" تطالب بتدخل أجنبي. وقفت هذه المعارضة موقفاً مشرفاً وصلبا،ً وقالت لا للتدخل الأجنبي الخارجي، ولا حوار مع عملاء مأجورين في الخارج، ولا لاسقاط سورية. وهم مع الاصلاح، ويريدون تطبيقه بأسرع وقت.

هذه المعارضة الوطنية هي ضد مجلس "استنابول" السوري الذي شكله وأسسه عدد من المعارضين المرتمين بأحضان الخارج، ويمول هذا المجلس ويدعمه عملاء الاميركان في المنطقة بقيادة حكام قطر، وبعض من القادة في حزب العدالة والتنمية التركي.. هذا المجلس "الاستانبولي" يواجه معارضة حتى من المعارضين السوريين الوطنيين الذين يعيشون في الخارج، ويكيلون له ولأعضائه التهم، ويصفونه بأنه مجلس عملاء، ومجلس "واطي"، ومجلس "الدمى" لخدمة الاهداف الاستعمارية.

المعارضة السورية الوطنية داخل سورية وبعد قرارات الجامعة العربية الأخيرة المناوئة لسورية والتي تأتي بخضم المؤامرة على الشعب السوري، فإنها، أي المعارضة، مضطرة إنطلاقاً من وطنيتها للوقوف ضد هذه المؤامرة والدفاع عن سورية لأن المعركة ليست لتحقيق إصلاح وديمقراطية، بل هي معركة حول "سورية تكون أو لا تكون" وجميع أبناء سورية مع بقاء سورية وصمودها، وتقف إلى جانبهم غالبية الشعوب العربية التي تحاول الأنظمة الرسمية تضليلهم، ولكنهم واعون، وعندما تشتد المؤامرة، فإنهم سيؤدون واجبهم وسيقفون إلى جانب سورية بكل حزم وقوة.

 

طبيعة الأحداث الجارية على الأرض

لا يمكن تجاهل وجود معارضة أو حركة احتجاج، ولكن هذه الاحتجاجات قل زخمها بعد أن توضحت المؤامرة ضد سورية، وبعد أن شعر الشعب السوري بأن وطنه كله في خطر.

الشعب السوري قرر مواجهة المؤامرة عبر التواجد في الساحات الكبرى للمدن والبلدات معلناً تضامنه مع وطنه وقيادته، ومستنكراً لقرارات الجامعة "العربية" المرتمية في أحضان القوى الغربية. وقرر الشعب السوري إملاء الساحات بالتأييد والدعم، ومؤكداً للعالم أنه ليست هناك احتجاجات أو مظاهرات معارضة، فكلها اليوم مظاهرات موالية للوطن.

وهناك أحداث من نوع آخر على الأرض إذ يقوم الارهابيون المختبئون في أحراش أو بين أشجار أو في أماكن عدة بالهجوم على سيارات ركاب أو حافلات جنود، أو حافلات طلاب فيقتلون، ولا يكتفون بذلك، بل يُمثلون بالجثث، وهذا يعكس حقدهم، وعدم إنسانيتهم، وغياب أي ضمير فإنهم يعملون مقابل أجر، وقد اعتدوا مؤخراً على حافلة تقل طيارين كانوا مغادرين لإحدى قواعدهم الجوية قرب حمص مما أدى إلى استشهاد ستة طيارين، ومهندس طيران، وهذا الهجوم يؤكد حقيقة واحدة أن هناك من يعمل لصالح العدو من خلال قتل طيارين وعلماء وأساتذة جامعات. وأن هذه العناصر المأجورة تعمل لتدمير سورية، وتنفذ أجندة معادية.

حتى أن الطفل "سارية" الذي قتل في حمص يوم السبت الماضي الموافق 26/11/2011 في منطقة البياضة حاولوا استغلال جريمتهم من خلال الصاقها بالجيش، لكن والدته أكدت أن الطفل أراد الذهاب إلى "المحل التجاري" لشراء بسكويت ولكن الطفل ابن الـ "9 أعوام" بكى وأصر على ذلك، فقررت الأم بناءً على تشجيع جارتها على الذهاب الى المحل التجاري برفقة جارتها وابن جارتها.. وما ان وصلوا الى المحل حتى قام الارهابيون بإطلاق النار عليهم. أصيبت الجارة برقبتها، واصيب "سارية" بعدة طلقات في جسمه، وقام عدد من الشبان باختطافه بسيارة سوزوكي بحجة نقله للمستشفى، لكنهم عادوا به بعد نصف ساعة مدعين أن المستشفيات رفضت استقباله، وتبين فيما بعد أن هؤلاء الارهابيين أخذوه الى مكان ما حيث صوروا جثته، وقالوا أن الجيش قتله.. هذه رواية من روايات التضليل الاعلامي. وهي صورة بشعة لما يقوم به الارهابيون، إذ أنهم يقتلون ويسيرون في الجنازة متهمين الآخرين بالقتل للإساءة لسورية ولتشويه سمعة جيشها الوطني القومي المتماسك.

 

المجلس الاستانبولي العميل المتآمر

لا شك أن تشكيل المجلس الاستانبولي العميل في الفترة الاخيرة بقيادة برهان غليون جاء لاتمام فصل من فصول المؤامرة الخطيرة جداً على سورية. وهذا المجلس هو الذي ينفذ ما يخطط له أعداء سورية. ومن مهام هذا المجلس:

·        المس بوحدتها الوطنية، واظهار أن هناك انشقاقاً داخل السلطة.

·        الحصول على اعتراف به وكأنه النظام "الشرعي" للشعب السوري.

·        أن يتحول الى منصة أو ذريعة للتدخل الأجنبي العسكري في سورية لتدميرها وتقسيمها.

·        محاولة شق الوحدة الوطنية عبر الفتنة الدينية.

لكن هذا المجلس لن ينجح إذ أن الشعب السوري يقف ضده، وكذلك المعارضة الوطنية، وبالاضافة إلى أن أعضاءه هم مطلوبون للعدالة في سورية إذ أن بعضهم ارتكبوا جنايات وجرائم وفروا للخارج منذ سنوات طوال. وها هم يستخدمون كدمى للدوس عليهم للدخول على أجسادهم وعلى مواقفهم الرخيصة لتحقيق هدف خبيث وهو اسقاط سورية.. لكن ذلك لن يحدث لأن الشعب السوري قوي ومتماسك، وسيواجه أي تدخل عسكري بقوة كبيرة.

وها هو المجلس التآمري الاستانبولي يتنقل من مكان إلى آخر للحصول على اعتراف به مدعوماً من قبل تركيا وقطر، ومعترفاً به أيضاً من المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي سلم البلاد الليبية للقوى الغربية.

 

دعم للارهابيين

من يتابع الوضع بصورة هادئة ومحايدة فيجد أن الدول المتآمرة بقيادة اميركا تدعم الارهابيين. فرغم الادعاء بأنه ليست هناك ثورة مسلحة بل هي ثورة "سلمية"، فإن الأمور تتكشف وتتعرى يوما بعد يوم.. فاعتقال الارهابيين واعترافاتهم تؤكد أنهم مدعومون من الغرب، ومن أعداء سورية، وأن هؤلاء الأعداء يوفرون لهم المال والسلاح.

واعتقال عدد كبير من هؤلاء الارهابيين أكد أن عدداً منهم هم ليسوا سوريين، وقد تم إعدادهم وتدريبهم لمحاربة سورية من الداخل.

والمجلس التآمري يتفاوض مع عدد من المرتزقة في ليبيا للحصول على سلاح ومقاتلين وارسالهم الى سورية لاشعال نار أهلية هناك. وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على عدة حقائق لا لبس فيها:-

1.     إن المعارضة الوطنية في الداخل هي ضد هذا التدخل وتقف ضد حرب أهلية بصورة قاطعة الى جانب غالبية الشعب السوري.

2.     إن الارهابيين الذين يعملون على الاراضي السورية محاصرون ولم يحققوا الأهداف الخارجية وبحاجة الى دعم.

3.     إن المجلس الوطني /الواطي عمليا/ ليست له شعبية، فهو يستنجد بقوى مرتزقة خارجية لدعمه.

وأغرب ما جرى أن وزارة الداخلية السورية دعت "السوريين" والمتواجدين على أرض سورية الأبية إلى تسليم أسلحتهم للجهات الأمنية مقابل عفو عام عنهم، فخرجت وزيرة خارجية اميركا هيلاري كلينتون بتصريحها القذر الذي دعا المسلحين إلى عدم تسليم أسلحتهم للنظام، ومواصلة القتال مما يؤكد أن اميركا تدعم هؤلاء المسلحين، وان هناك فئة مأجورة تمارس العنف والقتل والتدمير والتخريب في سورية، وان من حق الأجهزة الأمنية كلها معالجة ذلك لتوفير الأمن والأمان للمواطنين السوريين.

 

فشل المجتمع "الدولي" في التدخل

حاول المجتمع "الغربي" التدخل في شؤون سورية، فقد وقفت له كل من الصين وروسيا بالمرصاد، وعارضتا معا مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي.

هناك عدة اقتراحات للتدخل الغربي ومن بينها:-

1.     إقامة منطقة عازلة بين تركيا وسورية عرضها 10 كيلو مترات داخل الاراضي السورية، لكن الجيش السوري لن يسمح بذلك، وسيتصدى لهذه الخطوة. ويعني هدف اقامة منطقة عازلة هو اقامة مناطق حكم ذاتي للارهابيين لينتقلوا بعمليات تخريب داخل سورية. وهناك مخطط لاقامة منطقة عازلة على الحدود الأردنية السورية، لكن الأردن يرفض هذا المخطط ولن يسمح به، لأنه قرر عدم التدخل بالشأن السوري.

2.     إقامة ممرات "إنسانية دولية" لتوفير الغذاء والدواء للشعب السوري، وكأنه بحاجة إلى هذا العطف. وهذه الممرات تهدف أولاً وأخيراً تهريب السلاح والارهابيين الى داخل سورية.

3.     فرض حظر جوي على سورية، كما تم فرض ذلك على ليبيا، وبالتالي هذا الحظر يسمح بتدخل عسكري عبر الطيران في الشأن السوري، ومحاولة تدمير سورية، لكن ذلك لم تقبل به روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا، وتمنعان صدور مثل هذا القرار.

4.     بعد فشل المجتمع "الغربي" في تحقيق أهدافه، لجأ الى حلفائه أو أتباعه في العالم العربي لتهيئة الظروف لتنفيذ أي مخطط ممكن للتدخل في الشأن السوري. ولجأوا بالطبع الى ما يسمى بـ "الجامعة العربية".

 

بزعامة قطر

حصلت قطر على زعامة الجامعة العربية عندما تخلى الفلسطيني عن ذلك لاسباب عديدة وكثيرة لا بدّ من اجراء تحقيق فيها مستقبلاً. ومن هنا بدأت قطر بالتعاون مع تركيا باستخدام الجامعة العربية كمنصة لاطلاق صواريخ "سياسية" في المرحلة الحالية. وعقد اجتماع لمجلس وزراء خارجية الدول العربية طرحت من خلاله مبادرة عربية لحل "الازمة" في سورية، والحكومة السورية وافقت على ذلك يوم 5 تشرين الثاني المنصرم، ولم تمر سوى تسعة أيام ليقرر رئيس المجلس وزراء الخارجية الشيخ حمد القطري عقد جلسة جديدة يوم 14 تشرين الثاني أي أقل من المهلة المحددة لسورية بحجة أن هناك تجاوزات، وسورية لم تطبق المبادرة مع أن قطر هي التي لم تلتزم بتطبيق المبادرة، وتصاعدت الحملة الإعلامية ضد سورية. فاتخذ قرار بإرسال 500 مراقب عربي إلى سورية، وارسل "بروتوكول" الاتفاق لسورية لتدرسه وتقره، وسورية أرسلت عدة أسئلة استيضاح فقررت الجامعة تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية، وتبع ذلك قرار بفرض عقوبات اقتصادية وتجارية على سورية ومن بينها:-

·        منع المسؤولين السوريين من السفر إلى الدول العربية.

·        عدم التعامل مع البنك المركزي السوري.

·        وقف المشاريع التجارية العربية داخل سورية.

·        منع الطيران السوري من استخدام الأجواء العربية.

 

ضد الشعب وليس ضد النظام

هذه القرارات هي ضد الشعب السوري وليست ضد النظام، لذلك قام أبناء الشعب السوري بالتظاهر ضد الجامعة "العربية" التي تنفذ مخططات الدول المعادية للأمة العربية.

وزير خارجية قطر حاول أن يكون خفيف الدم وصريحاً جداً عندما ادعى ان الجامعة العربية تعمل على منع تدويل الوضع في سورية، وفي الوقت نفسه قال أن الجامعة العربية ستبلغ الأمم المتحدة بهذه القرارات، وستطالب الأمم المتحدة أيضاً بتبنيها. أي ما تم فشله في مجلس الأمن يمرر عبر الجامعة العربية، ويدّعي الشيخ حمد أنه لا يسعى "للتدويل"، بل بالواقع هو لا يسعى بل يدعم قلباً وقالباً ذلك.

العقوبات الاقتصادية لن تمس النظام من خلال منع الطيران السوري من التحليق في الأجواء العربية، ومنع التعامل التجاري والتحويلات المالية. إذن هذه المؤامرة تشتد لتأخذ طابعاً اقتصادياً اضافة الى الطابعين الاعلامي والسياسي.

وهذه القرارات كشفت حقيقة أن الجامعة العربية هي جامعة دمى تخدم المخططات الخارجية المعادية. وتم طرح العديد من التساؤلات: لماذا لم تتخذ خطوات مماثلة ضد البحرين وضد اليمن، وضد العراق عندما احتل جيشه الكويت؟ هل من المعقول أن تقوم الجامعة بتعليق عضوية دولة مؤسسة لها على يد دولة صغيرة جداً عدد سكانها لا يساوي سكان ضاحية من ضواحي دمشق. وهل المال هو الذي يصنع الرجال، لربما ولكنه في حالتنا يحول صاحب المال إلى أجير وعبد خوفاً عليه، ولذلك يلبي ما تفرض عليه من تعليمات ونصائح.

 

تداعيات هذه العقوبات الاقتصادية

لن تؤثر هذه العقوبات الاقتصادية على سورية إذ أن الدولتين الجارتين، لبنان والعراق، لم يدعما مثل هذه العقوبات وقررتا رفض تنفيذها، لأن العراق يستورد أكثر من 30 بالمائة من حاجاته من سورية، وكذلك الأردن، وكذلك لبنان.

والتداعيات السلبية ستكون على الدول العربية في منطقة آسيا إذ أن الخليج العربي سيضطر الى تحويل طيرانه فوق اسرائيل بدلاً من سورية في توجهه الى اوروبا، أو عبر مسار طويل جداً.. وكذلك فإن الشاحنات التي تنقل البضائع التركية الى الخليج العربي عبر سورية ستتوقف.

هناك شبه اكتفاء ذاتي في سورية.. وهذه العقوبات لن تزيد الشعب السوري إلا صلابة وتمسكاً بمواقفه. وهذه القرارات عرّت الموقف الرسمي العربي، وأكدت أنه ضعيف وجبان، استسلم للاغراءات والتهديدات وطعن سورية التي قدمت الكثير الكثير في الدفاع عن الوطن العربي، وعن العديد من هذه الدول.

التداعيات ستكون أيضاً على مؤيدي مثل هذا القرار الجائر. ومن حسناته أنه عرّى المؤامرة أكثر وأكثر.

 

الخطوات الآتية

هذه العقوبات الاقتصادية على سورية لن تثنيها عن مواقفها وستتمسك بها أكثر.. الجامعة العربية أرادت ارسال مراقبين الى سورية ليجمعوا معلومات، وليس للفصل بين الأخوة، ولا حاجة للفصل، فكل السوريين متحدين ضد فئة ضالة ارهابية تخدم الاهداف الخارجية. ويريد الوزير القطري أن يدعم الارهابيين أكثر وأكثر عبر هؤلاء المراقبين. تساؤلات سورية حول بعض نقاط البروتوكول أثار حفيظة الوزير القطري والعبد المأجور نبيل الغربي، لأنها تكشف أهداف إرسال المراقبين. وتم تعامل الجامعة مع سورية بصيغة الأمر، وهذا ما لا تقبله سورية أو أية دولة عربية لها كرامتها وتحافظ على سيادة أراضيها.

بعد فشل موضوع ارسال مراقبين، فإن الجامعة العربية ستدعم أكثر وأكثر وبصورة مكشوفة بما يسمى بالمجلس الوطني (الاستانبولي الرخيص)، وتعترف به لتمرير تدخلات، وهذا ما قد يصعّد ويوتر الوضع أكثر وأكثر.. واذا سارت الامور نحو مواجهة، فإن العديد من الدول العربية ستكون في خطر إذ أن لهيب النار المشتعلة في المنطقة سيصل إلى الخليج العربي ويحرق الأخضر واليابس هناك.

الجامعة العربية تقود إلى "الدمار" والى تنفيذ المؤامرات الخطيرة، فهي تدافع عن مصالح الغرب وتضرب المصالح العربية. فهي جامعة ليست عربية بل غربية، وهناك اقتراح من بعض المراقبين بأن تقوم الجامعة بدعوة أفيغدور ليبرمان، وزير خارجية اسرائيل، للمشاركة في اجتماعات مجلس وزراء الخارجية "العرب" القادمة إلى جانب داود اوغلو.. حتى تظهر الجامعة على حقيقتها.

 

ما المتوقع

لا شك أن الهجمة على سورية خطيرة وشرسة جداً، وان الشعب السوري سيدفع الثمن، ولكن كما يقولون "بعد الشدة هناك فرج"، وسورية ستتجاوز هذه الازمة، وستنتصر في النهاية، وسيتوجه القادة العرب إلى دمشق معبرين عن اعتذارهم وندمهم عن قراراتهم الجائرة.. ولكن السؤال الأخير: ألا يحق لسورية حينها أن لا تستقبل بعض هؤلاء القادة وان تزبلهم، والا تحترمهم؟ من حقها أن تفعل ما تشاء، ولكن بعد هدوء العاصفة الخطيرة وزوالها. وهذا الزوال قادم لا محالة عبر شهور معدودة، وستكون سورية أكثر قوة، وستبقى الدولة الرائدة في عالمنا العربي كما كانت منذ عقود.

 

                                                                                                                                                                         بقلم جاك خزمو 
                                                                                                                                                     رئيس تحرير مجلة البيادر السياسي
                                                                                                                                                                     القدس المحتلة
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.