تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

حرب الاستنزاف على سورية!!

خاص/ محطة أخبار سورية

بدأ الحديث يتزايد في بعض وسائل الإعلام العربية عن حرب طويلة في سورية، بعد أن كانت هذه الوسائل نفسها تتحدث عن سقوط سريع للنظام السوري وتلوّح وتهلل لقدوم بعض شخصيات المعارضة السورية الموجودة في الخارج، وبعد أن كانت تحدد أياما أو أسابيع أو أشهراً لذلك. وهذا التغيير في الخطاب الإعلامي المعادي لسورية يشير إلى جملة ملاحظات، نلفت إلى بعضها؛

أولاً، اعتراف أعداء سورية من العرب والإقليميين والدوليين، دون قصد، أن كل الوسائل التي استخدموها؛ الإعلامية والتضليلية والمالية واللوجستية والقتالية والإرهابية والتخويفية...الخ لم تجد. وبمعنى آخر، هم أكدوا قوة سورية وقدرتها على الصمود والتحدي وأنهم لم يكونوا على دراية بالواقع السوري وعناصر القوة السورية، والتي تستند إلى الشعب السوري الذي يعلن كلّ يوم في مسيرات حاشدة أنه على استعداد "لأن يأكل خبراً وماء، على قول أحد المتظاهرين في الحسكة أمس"، ولا أن يخضع أو يركع أو أن تهان كرامته أو أن تمسّ سورية بأي أذى. وهذه القوة تؤشر أيضاً إلى ثبات مواقف أصدقاء سورية المخلصين إلى جانبها على الصعيد الإقليمي والدولي وبشكل إستراتيجي وليس مؤقت أو تكتيكي ولخدمة مصالح آنية. ويأتي في هذا السياق، وبشكل أكثر وضوحاً موقف إيران وروسيا وإلى حدّ كبير الصين الذي خلق نوعاً من التوازن الدولي في المنطقة بعد الهيمنة القطبية الأمريكية الأحادية منذ قرابة عقدين.

ثانياً، إن ما بدأ يبديه الإعلام المعادي لسورية، يعكس أن هناك أساليب جديدة وربما أكثر مباشرة وخطورة للتدخل في سورية، وأكثر قسوة من كلّ ما جرى حتى الآن؛ وقد تشمل تلك الأساليب إرسال العصابات وزيادة تسليحها وتمويلها ودعمها من دول فاعلة في الإقليم مثل تركيا أو ممولة مثل قطر، وهذا لن يكون مفاجئاً أبداً للقيادة السورية؛ فقد أكد الرئيس بشار الأسد في وقت سابق أنه حتى بعدما تخرج سورية من الأزمة الحالية فإن الضغوط لن تتوقف في المستقبل طالما تقول سورية "لا" لأمريكا. وعليه، من الطبيعي أن تكون القيادة السورية قد استعدت لمرحلة طويلة من الاستهداف والاستنزاف الدولي والإقليمي والعربي لسورية لإجبارها على تغيير مواقفها وسياساتها، وبغض النظر عن الحملات الإعلامية المستعرة والتي لاتهدأ.

ثالثاً، إن تصريحات رئيس ما يسمى بالمجلس الوطني السوري، برهان غليون قبل يومين لصحيفة وول ستريت الأمريكية، أنه وجلسه سيسير باتجاه الابتعاد عن إيران وحزب الله وحركة حماس، تشير الاتجاه الذي ستكون عليه سياسة سورية لو قيّض لهؤلاء الوصول إلى الحكم في عاصمة الأمويين. وما يطرحه غليون ويقرّ به للمرّة الأولى يشير إلى التوافق مع سياسة داعميه من الغرب والعرب، لاسيما عندما يؤكد أيضاً أن تحرير الجولان العربي السوري من الاحتلال الإسرائيلي سيكون عبر المفاوضات وليس عبر المقاومة المسلحة، وهو بذلك يتماشى ويتشابه مع سياسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي تدعمها واشنطن وإسرائيل. وهو ـ إذ كشف القناع ـ  يؤشر أيضاً إلى أسباب الدعم الغربي له وهو يُسقط أوراقه من يديه ويسلمها حتى قبل الدخول إلى سورية وقبل الاعتراف به وبمجلسه. وهذا يعطي مؤشراً آخر أيضاً عن سبب كره الغرب وبعض الراكبين في قطاره من العرب، للرئيس بشار الأسد ولسياسته، وبالتالي يكشف حقيقة الأسباب التي تدفعهم للضغط على سورية والقيادة السورية، وكذبة حقوق الإنسان وحماية المدنيين التي يتسترون بها.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.