محطة أخبار سورية
طالما اعترفنا بوجود الأخطاء.. فلماذا إذا لم نحاسب عليها... وهل يمكن أن نتوقع مثلا أن تسجل كل هذه «الخطايا» ضد مجهول؟؟؟
هو سؤال شارع يستمد منطقه من كوننا بحاجة للالتزام بواجب المحاسبة أكثر من السماح بحق الأخطاء... وأقول حق الخطأ من القاعدة العامة التي عبر عنها الحديث الشريف «كل ابن آدم خطاء» كلنا عاين بنفسه أخطاء ارتكبها بحق الآخرين وأخطاء مقابلة ارتكبها الآخرون بحقه مما حوّل ارتكاب الخطأ إلى حق بشري لا يمكن تجنبه مهما بالغ البشر في الحذر من الوقوع فيه.
لكن هذه المقاربة عامة و«مطاطة» فلا يمكن مقارنة خطأ إملائي بخطأ طبي... ولا يمكن أبدا حتى عنوان حق الخطأ أن ترتكب حكومات أو بعض الأفراد في هذه الحكومات قرارات خاطئة تؤثر في حياة ملايين الناس ويمر تحت لافتة حق الخطأ.. والآن ثمة أمثلة كثيرة عن هذا النوع من القرارات التي قد تكون ليست مجرد أخطاء في الرأي الاقتصادي بل تدخل في شبهة الفساد... ومع ذلك ستمر على أنها أخطاء ينبغي تصحيحيها وغالبا ما نتأخر كثيراً في اكتشاف حجم الخطأ ونتأخر أكثر بالاعتراف به.... ثم وهنا لب المشكلة نتأخر حتى النسيان في محاسبة «المخطئ»!!!
بتنا على قناعة أن أكثر ما يغري بارتكاب الأخطاء هو عدم الخوف من المحاسبة عليها.... وهذا التواطؤ الخفي بين من يحاسب ومن يخطئ جعل كما من الأخطاء يتراكم حتى بات من الصعب الدخول في متاهة اسمها المساءلة!!!
... وثمة إشكالية أخرى لها علاقة بالأزمة الحالية إذا كان وقت الأزمات وقتا مناسبا للمحاسبة أم لا؟؟؟ وفي ظني أن ارتكاب الأخطاء في وقت الأزمات هو جزء من الأزمة نفسها وبالتالي فإن من وسائل معالجتها المحاسبة عليها دون تأخير....
أخيراً... مع كل هذا فإن التسامح دوما ينبغي أن يغلف أحكامنا على الأخطاء ودوما كان الصفح والعفو هو «خير لكم» وكلي يقين أن ثمة يوماً سيقف السوريون جميعاً تحت ظل العفو والتصالح... وسنسميه عندها «يوم التسامح السوري» وأدعو اللـه أن يكون قريبا.
استعارة من التاريخ:
• تستطيع أن تكسب ثقة الجاهل إذا لم تعارضه في آرائه. سقراط.
• من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه. سيدنا علي بن أبي طالب.
• النزاع الطويل يعني أن كل الأطراف على خطأ. فولتير.
• سئل حكيم بم ينتقم الإنسان من عدوه؟ قال: بإصلاح نفسه.
*- عبد الفتاح العوض
