تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مجزرةدمشق عنوان جديد للعدوان الخارجي على سورية

 

محطة أخبار سورية

وسّعت القوى الإرهابية حربها ضد سورية وشعبها، فنفذت أمس جريمة بشعة في دمشق ذهب ضحيتها عشرات المواطنين ورجال الأمن. وطرحت هذه المجزرة أسئلة عديدة حول أهداف الدول والجهات التي تقف وراء هذه المجموعات الإرهابية في المرحلة المقبلة.

ويأتي هذا العمل الإرهابي بعد يومين على كشف وزير الدفاع اللبناني فايز غصن، بناء على تقرير أمني وعسكري، دخول مجموعات من القاعدة إلى سورية عبر الحدود اللبنانية، وكذلك ورود تقارير عديدة تفيد بدخول مجموعات مماثلة عبر الحدود العراقية.

كما تأتي أيضاًَ مترافقة مع وصول المراقبين العرب، الذين تفقدوا موقعي التفجيرين، لتشكل دليلاً واضحاً وجليّاً على الهجمة التي تتعرض لها سورية قيادة وشعباً، والتي تؤكد أن ما يجري هو مؤامرة كبيرة تستهدف أمن واستقرار سورية والسوريين، وهي بعيدة كل البعد عن "المعارضة السلمية" كما تروّج الأوساط الأميركية الغربية وبعض الدول العربية المعروفة.

ويقول مرجع لبناني بارز إن ما حصل في دمشق هو جريمة إرهابية منظمة تحمل بصمات تنظيم "القاعدة" والمنظمات الإرهابية، وهي تأتي غداة انسحاب القوات الأميركية من العراق لتؤكد أيضاً ضلوع واشنطن والقوى المتضررة من هذا الانسحاب بمثل هذه العمليات، أكانت في العراق أو دمشق، كردّ انتقامي على هذا الانسحاب المذل الذي توّج هزيمة المشروع الأميركي العدواني على المنطقة.

ويرى المرجع أن الغاية من هذه التفجيرات في العاصمة السورية هي توسيع رقعة الجرائم والقتل التي ترتكبها المجموعات المسلحة والقوى الإرهابية، للتأثير على سورية قيادة وشعباً ولخلق حالة دائمة من عدم الاستقرار في سياق الضغط عليها واستهداف الاقتصاد السوري بعد أن فشلت كل المخططات السابقة. ويقول إن هناك محاولة تتضح أكثر فأكثر لإغراق سورية في مسلسل دموي بعد أن فشلت واشنطن في استصدار قرار من مجلس الأمن يمهد للتدخل العسكري، ثم فشلت أيضاً في إقامة ما يسمى بالمناطق العازلة على الحدود التركية أو الأردنية أو اللبنانية، وأصيبت بعد ذلك بخيبة شديدة عندما فشل حلفاؤها من الدول العربية في تحويل الجامعة إلى جسر للعبور إلى التدويل، وقطعت دمشق الطريق عليهم بتوقيعها على البروتوكول مع الجامعة العربية، بعد نجاحها في إدخال تعديلات عليه تضمن السيادة السورية.

وفي تقدير المرجع، أن جريمة دمشق أمس تؤشر إلى مرحلة جديدة من حرب القوى الإرهابية على سورية، لا سيما أن النظام السوري استطاع بالجيش والقوى الأمنية والتفاف الشعب حوله أن يحقق نجاحاً واضحاً كبيراً في محاربة المجموعات المسلحة في مناطق الأطراف على الحدود التركية والأردنية واللبنانية، وتمكن من تضييق رقعة العمليات.

ويشير أيضاً إلى أن الجيش والقوى الأمنية نجحت في استئصال المجموعات المسلحة من مدن وبلدات وقرى في مناطق واسعة، وتمكنت من تفكيك وتفشيل عدد كبير من عمليات التفجير التي كانت تستهدف مواقع حيوية ومناطق سكنية. وهذا النجاح الأمني ساهم مساهمة كبيرة في تحسين الوضع في العديد من المناطق، ولا شك أن جريمة دمشق أمس جاءت في سياق الرد الانتقامي المزدوج، أي الرد على هذا النجاح الميداني، والرد على نجاح السياسة السورية الخارجية في مواجهة الحملة الكبيرة التي تتعرض لها منذ بدء الأحداث.

وفي رأي المرجع، ما جرى في دمشق أمس يشكل أنصع دليل على دخول مجموعات إرهابية إلى سورية، ويؤكد أن هناك استهدافاً خارجياً تقف وراءه دول وجهات كبرى، وبالتالي فإن الجامعة العربية مدعوة الى تصويب وتصحيح أدائها بدءاً من مهمة المراقبين الذين يفترض أن ينقلوا بأمانة وبكل شفافية هذا المسلسل الإجرامي الذي تتعرض له سورية قيادة وشعباً، وانتهاء بالأمانة العامة للجامعة التي يفترض أن تمارس دورها الحقيقي في الدفاع عن أمن واستقرار سورية في وجه العدوان الخارجي الذي تتعرض له.

 

البناء

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.