تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

نورالدين الجمال: السيناريو"الاسرائيلي"والعقبة الكأداء

 

محطة أخبار سورية

لماذا تريد الولايات المتحدة الأميركية ومعها "إسرائيل" "إسقاط" النظام في سورية؟.. هذا التساؤل مطروح وبصورة جدية، منذ بدء الأحداث على الساحة السورية، وهو تساؤل مشروع من وجهة مصادر دبلوماسية عربية، خصوصاً وأن الجواب واضح جداً عند بعض المراقبين المتابعين لسير الأحداث في المنطقة، منذ صدور القرار 1559 والذي قضى بسحب قوات الجيش العربي السوري من لبنان، ظناً من المخططين والمتآمرين، بأن هذا الانسحاب سيكون بمثابة مقدمة لانهيار النظام في سورية، والتي كانت شراراتها اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.

ومواكبة لهذه المعطيات، ترى المصادر الدبلوماسية، أنه في الثمانينات نشرت مجلة صهيونية سيناريو لمصير دول المنطقة، تحدث بشكل صريح عن مصير كل من مصر وليبيا والسودان وسورية والعراق، لجهة تفتيت هذه البلدان وتقسيمها إلى دويلات، منها ما هو طائفي، ومنها ما هو قبلي وعشائري، ومنها ما هو عرقي وقومي، والسيناريو المذكور يشير إلى أهمية إشغال مصر بالصراعات المذهبية والطائفية، لأن مصر تشكل خطراً استراتيجياً على الدولة الصهيونية، والأمر نفسه ينطبق على السودان، وما حصل اليوم من تقسيم للسودان يصب في خانة السيناريو المرسوم من قبل الاستراتيجية "الإسرائيلية"، كما أن ما حصل في ليبيا حتى الآن لهو دليل واضح على إلغاء وتدمير كل ما هو دولة ومؤسسات في هذا البلد بحيث تتوقع المصادر الدبلوماسية عدم استقرار الوضع السياسي والأمني في ليبيا حتى عشرات السنين المقبلة، أما العراق وبحسب السيناريو "الإسرائيلي" فكان مطلوب تدميره عسكرياً واقتصادياً، باعتباره خزاناً وخط دفاع عن سورية حيال أي عدوان "إسرائيلي" وجاء الاحتلال الأميركي للعراق ليكرس مفهوم ومضمون السيناريو "الإسرائيلي" الذي نشرته مجلة "اﭬـيم" في حينه وهذه المعطيات المرافقة للمخطط الصهيوني ضد العالم العربي، تحقق الجزء الكبير منها، من خلال ما سمي بـ"الربيع العربي" وهو في الحقيقة ما هو إلا "ربيع إسرائيلي" بكل معنى الكلمة، فالرسالة تقرأ من عنوانها، على الرغم من أنه في مصر لم تستقر الأمور على قاعدة راسخة وثابتة، ولكن ما هو منتظر، أن تبقى مصر في حالة من الإرباك والضياع حتى لو جرت فيها انتخابات لمجلس الشعب، وما هو مرتقب لانتخاب رئيس جمهورية.

وتعتبر المصادر الدبلوماسية، أنه لم يقف في طريق هذا السيناريو "الإسرائيلي" إلا عقبة كأداء وهي سورية ولبنان، والأهم طبعاً للأميركيين والصهاينة هو سورية، من هنا جاءت الهجمة الكونية والعالمية التي استعملت كل الأسلحة، من ضخ للأموال والسلاح على مختلف أنواعه، والإعلام الذي لم تشهد له مثيلاً أي دولة في العالم، أكان على صعيد التضليل والفبركات الإعلامية والضخ المتواصل عبر محطات تلفزيونية مرسوم لها الدور من قبل الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني، بهدف ممارسة الضغط على سورية من أجل إجبارها وإخضاعها للإملاءات الأميركية والغربية و"الإسرائيلية"، حول ملفات أصبحت معروفة لدى الجميع.

وتشير المصادر الدبلوماسية، أنه في ظل الانهزام الأميركي في العراق والمعركة الخاسرة له في أفغانستان، ومعه انهزام "الإسرائيلي" في لبنان وفلسطين في عامي 2006 و2008، كان لا بد لأصحاب المخطط التآمري على سورية أن يدفعوا بكل أوراقهم الى الساحة، آملين أن يحققوا ما فشلوا في تحقيقه عن طريق الحروب، من خلال إحداث حرب طائفية ومذهبية وفتنة داخلية، شاركت فيها مجموعات تكفيرية وجماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى المجموعات المأجورة، أي التي تعمل وتنفذ عمليات قتل وتفجير واختطاف واغتصاب، مقابل دفع الأموال لها.

من هنا، وفي محاولة من الأميركيين ومشاركة حلفائهم العرب والإقليميين، لتأديب سورية على مواقفها القومية، وعلى وجه الخصوص دعمها لقوى المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق ما قبل هزيمة الأميركي، وفصل عرى التقارب والتحالف الاستراتيجي عن الجمهورية الإسلامية في إيران، حيث استعملوا كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة من وجهة نظرهم، لإسقاط النظام في سورية، لأنه إذا تحقق هذا الهدف لا قدر الله، فهذا يعني في رأيهم ضرب العمود الفقري لجبهة المقاومة والممانعة الممتدة من إيران فالعراق، وصولاً إلى سورية ولبنان وفلسطين. ولكن، بعد مرور حوالى عشرة أشهر على الحرب الكونية على سورية بدأت الجهات المتآمرة تدرك قوة النظام وتماسك مؤسساته والدعم الشعبي الكبير للرئيس بشار الأسد في مسيرة الإصلاح الحقيقة التي يقودها، ولم يجد هؤلاء من مخرج لهزيمتهم أمام صمود الشعب والقيادة والجيش في سورية، إلا اللجوء إلى الجامعة العربية على أمل أن تستطيع هذه الجامعة، من خلال المراقبين، إيجاد مخرج يحفظ لهم ماء الوجه، وهذه المراهنة على دور المراقبين ما زالت حتى الآن في مرحلة ضبابية، ستتبلور أكثر من خلال أول تقرير ترفعه بعثة المراقبين التي زارت حتى الآن معظم المناطق التي شهدت مواجهات مسلحة بين المجموعات الإرهابية والقوى الأمنية السورية، إضافة إلى مناطق أخرى لا تزال تعاني من إرهاب هذه المجموعات، حيث اطلعت البعثة على بعضها، ولكن الأهم من كل ذلك هو أن تتجاوب بعثة المراقبين العرب مع مطالب السوريين الذين التقوا أعضاءها والقاسم المشترك لهؤلاء المواطنين هو نقل الحقيقة كما هي على الأرض، والتعاطي مع الأمور بصورة حيادية ومهنية، ولا يطلب الشعب السوري والقيادة في سورية، أكثر من ذلك.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.