تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

إسماعيل مروة: الناطق بحكم الله وسماحة المفتي

 

سيدي سماحة المفتي العام

صديق كل سوري غيور مهما كان انتماؤه وولاؤه، ومهما خالفك الرأي

صديق كل مسلم صادق مهما كان بعيداً أو قريباً، لأنك لا تصادر رأياً

استغرب كثيرون الدعوة إلى حربك..!

استهجن كثيرون الفتوى بإقامة الحد!..!

لا يا سيدي أنت أوْلى الناس بالحرب، بل بالحرب الشديدة، لأنك لست ابناً للزمن الأغبر بل الأسود.. ولأنك جئت في غير أوانك كان عليهم أن يحاربوك، ولأنك أول.. وأعيد أول من فتح روحه وفكره، ولم يجلس منزوياً في برجه المقدس تستحق أن تحارب، وتستحق أكثر من الحرب..

لأنك لم تقنع سيدي سماحة المفتي بألفية أو أكثر تطوّق بها أعناق المريدين فإنك تستحق الحرب.. لأنك آمنت بأن الإفتاء مهمة وطنية وسياسية وإنسانية، ولا يقتصر على عدد النساء في الذمة أو الركعات فأنت يجب أن تحارب لموالاة السلطة!

لأنك لم تبنِ زاوية

لم تنتهج خطاً بعيداً عن السلامة

لم ترتبط بأحد مهما علا شأنه

يجب أن تحارب! فقامتك أكبر من القامات، وابتسامتك تجاوزت الحقد ومحنته أما صدرت الفتاوى بحقك من كل حدب وصوب..

جوبهت في الداخل

وها أنت تجابه في الخارج

طرائد الكون تنال منك أو تحاول

فهذا يحق له أن يحوّل الدين سياسة لأنها تنسجم مع الغريزة

يستثير الناس

يصفق له الناس

يمشون خلفه

يحلفون بحياته

ولا أحد يتحدث عن ولائه السياسي!

أما أنت، فإن قلت للناس أحبوا بلدكم كنت والعياذ بالله تركب مركب السياسة مع النظام!

وإن قلت: لا تقتل أخاك.. كنت ضد الناس..!

وإن قلت: طالبوا بحقوقكم وارفعوا المظالم بالحب.. كنت ضد الشارع!

وإن

وإن

كنت ضد الملّة، ويجب أن تخرج منها!

من هذا الذي يتجرأ على الله ليكفر هذا أو ذاك؟!

ماذا قدم للملّة؟

ماذا قدم لأهل السنة والجماعة؟

قدّم لحية وحسب، وبدأ يجوب بها البلدان علامة علم!

قدّم فتنة لا يعلم إلا الله منتهاها

صمت عندما ذبح أحد أبناء الملة أضحية في عيد الأضحى

وها هو يهب لأهل السنة!

أما أنت سيدي سماحة المفتي

قدّمت للمكتبة العربية والإسلامية الإمام الشافعي بكل أعماله وجهوده من الأم إلى الرسائل والمسائل..

قدمت ما عجزت عنه هيئات..

قدّمت صورة الإسلام الناصعة قولاً وفعلاً في كل مكان ومحفل لم تتجمل في كلمة أو صورة أو لقاء سواء كان اللقاء علنياً أم خاصاً كنت جميلاً حقاً.

أنت أول من أرسى دعائم اللقاء الدائم بين أفراد المجتمع، ولم يكن اللقاء طارئاً أو تزيينياً..

هل عرفت لماذا تستحق الحرب؟

ودّعت سارية صابراً محتسباً، سلمته لمن استودعك الأمانة لم تخرج عن صبرك!

لم يمنعك المصاب ويدفعك إلى الصمت! لكنك خرجت واقفاً صلباً.. فالفرد لا يهزم إيماناً أو وطناً، وإن آدم أماً وأباً وشقيقاً.

أول دعواتك كانت أن سارية شهيد الوطن وأنت مسامح

أرادوا أن يكون موت سارية فتنة لسماحتك

ألا يستحق هذا الصبر حرباً؟!

لا تعجب سيدي بما يدور حولك، فأنت تستحق الحرب فعلاً

يخرجون من كهوف..!

يلوذون بحماية الأقوياء..!

يتسللون عبر الجحور..!

ويصدرون الفتاوى

وأنت سيدي تخرج للناس جهاراً نهاراً

لم يمش خلفك أحد

لا تحتفظ بمرافقة

لا تلوذ إلا بخالق اختارك واخترته بإيمان

كنت مهدداً ولا تزال

نفذوا بحقك تهديداً

لكنك بقيت كما أنت ألا تستحق الحرب؟!

حوربت من قبل في شخصك والمعتقد، فكنت الصابر المحتسب، فقابلت كل ما اعترضك بابتسام

تركت الفعل للزمن

وكان الله مدافعاً عن الذين آمنوا..

ساءني كثيراً ما كنت أسمعه وما تتناقله المواقع ووسائل الإعلام في الظل، وما يحاول بعض الشداة وطلاب العلم إلصاقه بسماحتك أزعم أن سماحته خفف غلوائي وحدة غضبي

لم يحفظ أحدهم آية من كتاب الله، ولا يجيد إقامة صلاة، ومع هذا يقترب من سماحة المفتي، ويحاول أن ينتقد وينتقص..

وكنت كلما أرهقني مثل هذا الأمر بادرت للحديث معه، وربما شددت الرحال إليه في دمشق أو حلب، وما إن أسمعه أو أقابله حتى يرفع يده اليمنى بإشارة إلى أن الأمر لا يعنيه، بل أزعم أنني قريب من سماحته غاية القرب، أزعم أيضاً أنه لم يفتح حديثاً مع أحد يخصه أو يخص الاتهامات التي يوجهها إليه أحدهم سواء أكان مؤسسة أم شخصاً، فلم يلتفت إلى طعن أو تهمة أو أي قول، ولم يعمد في أي يوم إلى توصيف يغض من قيمة الآخر، أقصى ما سمعته منه: كلام.. والكلام سهل، وليس مطلوباً منك أن تحمل نفسك لتدافع عنها أمام جميع الناس! دع الكلام، الأيام تثبت، والله يدافع عن الذين آمنوا. أعجب كثيراً، وأنا أتابع هذا التسامح، وكان لا بد لي من الوقوف عند ملاحظته: إن لم تكن متسامحاً فلن تختلف عن غيرك! والتسامح يا صديقي – يتابع سماحته- ليس منّة على الآخر بقدر ما هي سعي من الإنسان ليعيش مرتاحاً، وأنا أفعل ذلك لأفكر أفضل، وأقدم خدماتي للناس وأعبد الله. ولا أنسى مقدار صبره وإيمانه عندما يتحدث إليه أحد هؤلاء هاتفياً أو وجهاً لوجه، ولكنه يبقى محافظاً على الاحترام للشخص ومكانته، نابذاً ما وصله، فقد يكون فيه نسبة من التزيّد! عرفت هنا لماذا كان سماحته مفتياً للديار الشامية، والسبب الذي استحق عليه أن يكون مشرع الفكر والروح، كما تأكدت من أن ما يقوم به تجاه السوريين على تعداد الشرائع ليس وقتياً أو سياسياً، بل هو إيمان منطبع في روحه وإيمانه، وهو الذي أعلن أنه يفتي للسوريين بكل سكانها وشرائعها وردد كثيرون: إنه مفتينا.. قد يختلف معه كثيرون، لكنه يبقى الشخص المؤمن بالآخر الذي لم يدّع النيابة عن الله.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.