تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

حان وقت التسامح

محطة أخبار سورية

 « حطم سيفك وتناول معولك واتبعني لنزرع المحبة والسلام» هذه المقولة المذهلة هي جزء من التعاليم السورية التي وجدت في أوغاريت. إنها نموذج لعقل السوريين الذي يؤمن بالمحبة.

 التسامح يسبق التفاهم وهو في أغلب الأحيان شرط لا غنى عنه لأي حوار ينتج عنه حل حقيقي ودائم.

منذ بداية الأزمة وتحت صراخ الرصاص وأنين الدم ضاعت كل الدعوات التي تنادي بالحوار وبدت عند كثير من الناس كما لو أنها دعوات رومانسية على حين رآها آخرون طوباوية وخيالية أما آخرون فكانوا وربما لا يزالون يرونها عبثية ومثيرة للسخرية....

الآن يبدو أن القناعات بدأت تأخذ شكلاً جديداً... لم تتشكل بعد بشكل نهائي وما زالت في طور الاستعداد للبدء في التحول إلى حالة من الأمل الذي يلوح بعيداً....

لكن حتى يصبح الأمل قريباً علينا أن نبدأ الآن بصناعته.. لقد تأخرنا كثيراً وفاتنا أكثر من قطار والقبض على اللحظة الآن مهم جدا... واقتراحي ببساطة «إعلان تسامح» بحيث يعبر كل أفراد المجتمع السوري بطرق مختلفة عن إعلان تسامحهم في مقدمة لتفاهم عام ينتج عن حوار تأخرنا في انجازه.

إعلان التسامح يقوم على أفكار أخلاقية... وأعتقد أن المجتمع السوري هو أكثر المجتمعات قابلية للتسامح... لأن التسامح هو جزء من فطرته وأحد تقاليده فضلاً عن كونه أحد نواتج حضارات عمرها آلاف التجارب والسنين.

إن خلافات أشد من خلافاتنا وصراعات أشرس من صراعاتنا وصلت دوما إلى نقطة واحدة كما لو أنها قانون بشري لا يمكن تجاوزه وهو حتمية «التسامح» وصولا إلى حتمية الحوار والتفاهم... لهذا نحن الآن أمام مفترق طرق، واحد تقوده مشاعر الثأر والانتقام والحقد وعقلية «يا قاتل يا مقتول»، وطريق آخر شعاره التسامح والحوار والتفاهم وخلق الحلول والمخارج لهذه الأزمة.

والسؤال: إذا افترضت أننا نسير نحو «إعلان تسامح» فمن يسامح من؟ ومن الذي يطلق المبادرة ويتبناها؟

أما من يسامح من؟ فالجواب البدهي أننا جميعاً ارتكبنا ما يكفي من الأخطاء التي تحتاج إلى التبرؤ منها فالجميع يسامح الجميع وتصبح المسامحة إرادة عامة على حد تعبير «روسو».

أما إطلاق المبادرة فيحتاج إلى النخبة التي لم تشارك في الاصطفاف المرضي... وهنا أتحدث عن فئات في المجتمع ظلمها الجميع لأنها لم تشارك في حفلة الدم والشتائم!!

وأعتقد أن أصحاب مبادرة أهل الشام يمكن أن يكونوا قادرين على تبني «إعلان التسامح» مع ما يلزم لإنجاحه بحيث تكون لكل من فقد شخصاً خلال الأزمة حقوق خاصة تميزه عن غيره لأن خسارته غير قابلة للتعويض إلا من أجل قيمة عليا مثل التسامح.

باختصار... حان وقت التسامح.. وحان وقت التصالح.... وحان وقت الحوار.. وفي كل منها تأخرنا أكثر مما يطاق.

 

أقوال من ذهب

علينا أن نتعلم العيش معاً كإخوة أو الفناء معاً كأغبياء. لوثر كينغ

«من عاشر الناس بالمسامحة، دام استمتاعه بهم». أبو حيان التوحيدي

«الحياة أقصر من أن نقضيها في تسجيل الأخطاء التي يرتكبها غيرنا في حقنا، أو في تغذية روح العداء بين الناس». برتراند راسل

«إذا قابلت الإساءة بالإساءة فمتى تنتهي الإساءة؟» غاندي

«عظمة الرجال تقاس بمدى استعدادهم للعفو والتسامح عن الذين أساؤوا إليهم». تولستوي

شكلت لجنة الاعتراف والمسامحة وجلس المعتدي والمعتدى عليه وتصارحا وسامح كل منهما الآخر... إنها سياسة مرة لكنها ناجحة.

إذا سمعت كلمة تؤذيك فطأطئ لها حتى تتخطاك. عمر بن الخطاب

في سعيك للانتقام احفر قبرين، أحدهما لنفسك. دوج هورتون

 

عبد الفتاح العوض   

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.