تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

(مع الناس)..كلمات بقلم المحبة وعدسة التسامح


كعادته الباحث د.مازن يوسف صباغ يستمر في تقديم وقائع الحياة اليومية وقد أصبح جهده التوثيقي علامة بارزة ويتسم هذا الجهد بتفاعل مع حياة ولغة الناس ولعله من هنا اختار عنوان كتابه الجديد (مع الناس) والصادر عن دار الشرق ـ دمشق، وفيه عكس حرصه على توثيق كل لحظة جميلة ومؤثرة في حياة الناس. من خلال تفاعله معهم وعبر مسيرة طويلة وغنية مع العمل الصحفي والتوثيقي حيث أصبح له نحو /31/ مؤلفاً* ونال العديد من الأوسمة وشهادات القدير ودأب على إغناء المشهد الثقافي والتوثيقي السوري ويقدم كل فترة ليست ببعيدة عن إنتاجه السابق عمل جديد يوثق الحياة السورية بمناحيها المختلفة محللاً وبلغة سلسة وبحس إنساني مرهف بعيداً عن السرد. وقد أتيح له بكل اعتزاز أن أقرأ العديد من الإصدارات للباحث الاستاذ صباغ وكان آخرها الكتاب الذي سبق (مع الناس) وهو بعنوان
(البناء السوري.. وحده التنوع والتعدد) والذي صدر العام 2011 وعن دار الشرق ت دمشق الذي ركز على التلاحم الوطني والوحدة الوطنية وقد احتوى لى دراسات تاريخية ومقالات معمقة ذات خصوصية عالية دونتها أفلام معاصرة لسياسيين، وقامات دينية وروحية ولمفكرين وأدباء وصحفيين أجمعت على تفرد الوطن السوري بعمق العلاقة بين أبنائه.

اختار مازن صباغ التوثيق في مختلف المجالات وحقق بذلك مجموعة من الكتب والدراسات المهمة فجاءت كتبه عن الحكومات السورية والبرلمانات والدساتير إضافة إلى العديد من الكتب والدراسات إضافة إلى العديد من الكتب الهامة والضرورية لأي دارس سياسي أو اجتماعي خلال حقبة تاريخية طويلة. ولعل العنوان الأبرز للجهد الوطني المميز للباحث مازن صباغ وهو توثيق البعد الحضاري لدى الإنسان العربي السوري عبر التاريخ ورسم ملامح الصورة الواضحة لسورية أرض المودة والتسامح وحرية العبادة وهذا ما بدا واضحا في كتابه
(البناء السوري.. وحده التنوع والتعدد) الذي ضم لقاءات إسلامية ومسيحية، سورية وغربية. لزيارات رسمية ذات طابع سياسي، ولقاءات غير دينية ذات طابع ديني متقارب في التعاطي مع قضايا الإنسان، إضافة إلى مشاركة السيد الرئيس بشار الأسد في عدد من الاحتفالات الدينية والمؤتمرات والمهرجانات واللقاءات ذات الطابع المشترك ومقالات ودراسات عن المودة والتآلف والمحبة عرض فيها الباحث لمجمل الآراء التي وثقها لمسيحيين ومسلمين ومن كل الطوائف والمذاهب والتجليات حول قضايا مشتركة في سياق العيش المشترك. إضافة لمجموعة من الملاحق التي تعزز موضوع الوحدة الوطنية. وفي كتابه (مع الناس) يبني الباحث والإعلامي مازن يوسف صباغ جسراً للتواصل والتفاعل ويوفر للقارئ مرجعاً للعديد من المقالات والوقائع التي لم يتيح له أن يتابعها في وقتها.

وأخيراً فإن الباحث صباغ يستحق التحية والتقدير والتكريم على دوره وجهوده الصادقة المتسمة بالحب والوفاء للوطن، وفي تعميق وتوثيق والتأريخ للوحدة الوطنية والعمل بدأب ونشاط في التقارب والتآخي (الإسلامي ـ المسيحي) وتحقيق ونشر التراث العربي الأصيل. ولذلك فإن من بين أجمل ما قيل عنه أنه ليس مؤرخاً وأكاديمياً وباحثاً فحسب بل هو (فناناً) احترف رسم (البانوراما السورية) الواسعة للمشهد الحضاري السوري المتنوع والمتعدد فأطل على هذا العالم من بوابة الصدق والدقة والموثوقية ولكن دائماً مع المحبة والمحبة الدائمة والوفاء لسوريا.

                                                                                                                                     بقلم: يونس خلف

younessgg@hotmail.com



* عدد المؤلفات اليوم (39).

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.