تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الوطن: إعلام آل سعود اعتذرواسابقاً وسيعتذرون ثانية

مصدر الصورة
sns - الوطن

 

محطة أخبار سورية

منذ أكثر من عام يتابع السوريون ما تنشره وسائل إعلام آل سعود وتحديداً صحيفتهم المدللة «الشرق الأوسط» وقناتهم التي تدعي أنها «العربية» من سموم وحقد ومصطلحات وأوصاف لا تمت للصحافة بصلة لكنها ترضي ملاكها وتشفي غرورهم وعقد النقص المزمنة التي أصابتهم مع نعمة النفط وتخدم في الوقت الأسياد من محافظين جدد عرب وأجانب ومروجي مشروع الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة التي ستصيب مملكة آل سعود قبل غيرها، ولعل الأيام المقبلة كفيلة لإثبات غباء كل من اعتدى ويعتدي على سورية وشعبها لأنه سيحترق بنيران الحق وسيسقط كورقة الشجر مع انتهاء دوره.

منذ أكثر من عام، ولا يزال هذا الإعلام مستمراً في حملاته وتحريضه وأكاذيبه التي لا تعد ولا تحصى يضاف إليها جوقة الكتاب المأجورين الذين «يلقنوننا» الدرس تلو الآخر في الحريات والديمقراطيات وحقوق الإنسان وثروات الشعوب دون أن ينسوا طبعاً تمجيد «طويل العمر» والأمير «المفدى» ومن «حفظهم اللـه ورعاهم» من أسر ومشايخ وأمراء ومن اختارهم اللـه لقيادة شعوبهم لما في ذلك من خير للأمتين العربية والإسلامية!!.

ما يحصل منذ عام لا يختلف كثيراً عما حصل عام 2005 و2006 حين شنت الصحيفة ذاتها والإعلام آل سعودي عموماً حملاته التشهيرية بحق سورية والسوريين بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري وخلال العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان مستخدماً الكتاب ذاتهم والأدوات ذاتها والعبارات والمصطلحات التي تتكرر اليوم مع اختلاف بسيط هو انضمام مشايخ آل ثاني إلى جوقة النابحين مع ما تملكه من ذرائع إعلامية معروفة وأخرى لم تكن معلنة بدأت تتكشف تباعاً منذ بداية الأزمة في سورية.

في 2005 و2006 التف الشعب السوري حول قيادته وحصنها وحصن بلاده من أي اعتداء أو مؤامرة قد تصيبها نتيجة تآمر بعض المشايخ والأمراء عليها، واليوم، الشعب ذاته يلتف مجدداً وللأسباب ذاتها مع اختلاف بسيط هو أن الشعب السوري، ما دام حياً، لن ينسى دماء شهدائه التي سالت بتحريض وتمويل وتسليح آل سعود وآل ثاني، ولن يسامح، بل سيمضي حتى محاسبة كل من تسبب بقتل الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ وجنود وضباط كان من المفترض أن يستشهدوا في معركة تحرير الجولان وفلسطين، لكن مشيئة اللـه كانت أن يستشهدوا دفاعاً عن وطنهم ووحدة أراضيه وشعبه في معركة الكرامة والعزة التي سطر فيها الجيش السوري أجمل البطولات في مواجهة كل من تآمر على سورية.

وبالعودة إلى إعلام آل سعود وصحافته الصفراء لا الخضراء، أذكر أنه حين قرر ملك السعودية زيارة سورية نهاية عام 2009 بعد أن بادر إلى مصالحتها في قمة الكويت الاقتصادية، وخلال التحضير للزيارة طلبت المراسم السعودية من المراسم السورية بأن يقف في الاستقبال الرسمي رؤساء التحرير وكبار الكتاب المرافقين للملك في زيارته، فكان الرد السوري بأنه ليس من تقاليد المراسم السورية بأن يقف إعلاميون في الاستقبال الرسمي وهناك قاعات مخصصة لهم لمتابعة مراسم الاستقبال، إلا أن المراسم السعودية صممت على طلبها وقال مديرها إنه طلب خاص من الملك عبد اللـه بن عبد العزيز وبعد التشاور وافقت المراسم السورية على طلب السعودية ووصل الملك ورافقه الرئيس بشار الأسد في الاستقبال الرسمي وصافح الملك الوزراء السوريين وبدوره صافح الرئيس الأسد الوفد المرافق للملك السعودي ومن بينهم رؤساء التحرير والكتاب الذين كانوا ينحنون أمام الرئيس الأسد قبل مصافحته علماً أنهم قبل أشهر كانوا يشتمون سورية وقيادتها بكل مفردات الشتائم المدونة في معاجمهم تماماً كما يحصل حالياً!! وعند سؤال إعلاميين سوريين أحد المسؤولين السعوديين عن سبب وجود الإعلام السعودي في الاستقبال الرسمي كان الجواب: أنه مبادرة من الملك ليعتذر الإعلام السعودي من الرئيس الأسد ومن خلاله للشعب السوري.

بعد الزيارة بأشهر توسط أحد زعماء الإعلام السعودي الذي يشن اليوم حملة غير مسبوقة من السموم على سورية ولم يكن يرافق الملك آنذاك، توسط زميلاً لبنانياً لزيارة سورية ولقاء الرئيس الأسد برفقة كاتب سعودي من كتاب الأعمدة اليومية، وفعلاً زارا سورية وتناولا الغداء مع الرئيس الأسد وتحدثا عن مشاريع واستثمارات بمئات الملايين من الدولارات في سورية وفي القطاع الإعلامي تحديداً وحصلا على موافقة الرئيس الأسد المبدئية على مشاريعهما بعد أن قدم طبعاً الاعتذار لسورية قيادة وشعباً.

نذكّر بهذه الأحداث لنؤكد للقارئ السوري أن حملات «كتبة» آل سعود وبعض «أمرائهم» تجاه سورية ليست بجديدة فهي قديمة منذ أن بات للمملكة إعلام ينفق مئات الملايين من الدولارات، ونقول أيضاً إن من اعتذر في السابق سيعتذر مجدداً لأنهم ليسوا بإعلاميين ولا صحفيين ولا حتى كتاب بل مجرد أدوات يستخدمهم آل سعود لتنفيذ سياساتهم وأجنداتهم وما يمليه أسيادهم.

إن من يتابع إعلام آل سعود وآل ثاني في الأشهر الأخيرة بات يعرف أن هذا الإعلام عرته سورية والشعب السوري وجعلت منه أضحوكة في قطاع الإعلام العربي والعالمي، فكل هذه الصحف والقنوات والمال والنفوذ سقط أمام إرادة الشعب السوري وتصميمه على حل مشاكله بنفسه، وكان من الأجدى لحكام آل سعود أن ينفقوا مالهم على الشعب السعودي الذي ينهبون ثرواته منذ عقود دون رقيب وحسيب، ونختم بالتنويه أنه في حال قـُبل الاعتذار في الماضي فحتماً لن يـُقبل اليوم ولا غداً فالدم السوري غال وسيكون على من عمل على سفكه أن يسدد ثمن أفعاله، ونؤكد لإعلام آل سعود وآل ثاني ومن لف لفيفهما، أنه من السهل جداً علينا في سورية أن نستخدم لغة الشتائم لوصف حكام المملكة السعودية ومشايخ قطر، والأسهل أن نقارن بلادنا ببلدانهم ونملأ صحفنا في الحديث عن القمع وانتهاكات حقوق الإنسان وغياب كل الحريات والحكم الديكتاتوري لأمراء آل سعود، وكيف استولوا على ثروات شعوبهم وكيف ينفقونها في الملاهي والكازينوهات وعلى ملذاتهم الخاصة، والأكيد أيضاً أننا أكثر قدرة من أي إعلام آخر على استخدام لغة التحريض والمصطلحات الطائفية والعرقية والقبائلية، لكن كما علمكم أجدادنا وآباؤنا القراءة والكتابة فنحن مصممون على أن نعلمكم مهنة الصحافة ولغتها ومهامها، وأما فيما يخص الإعلام القطري وأتباعه وأزلامه فلا داعي لأي سوري أن يعقب، فهو إعلام فضح نفسه بنفسه، وهو مفضوح أصلاً، ولعل وثائق ويكيليكس كافية لإثبات مدى ارتباط هذا الإعلام بالمؤسسات الاستخباراتية الإسرائيلية والأميركية وهو إعلام لا يخجل أصلاً مثل ملاكه من الاعتراف بأنه خادم لمصالح إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.