تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أين الحكماء؟

محطة أخبار سورية


كيف نقبل مراقبين دوليين وقبلهم عرب ولا نقبل مراقبين سوريين؟ أعرف أن السؤال بحد ذاته موجع لكنه الآن أصبح ملحاً إذا تعاملنا معه من مبدأ لن نختلف حوله ومؤداه أن حل الأزمة لا يمكن إلا أن يكون سورياً وسورياً خالصاً... بالنهاية حتى خطة أنان للحل «تلزمنا» كسوريين أن نجلس معاً لنتحاور ونتفاوض ونتفاهم...

 

من المؤكد أن حالة الاصطفاف التي حدثت خلال كل الفترة الماضية وما راكمته من أخطاء فادحة جعلت فئة من السوريين يقفون في حالة حيرة أكثر منها حالة حياد ولم يكن من الممكن الاستماع إليهم من كل الأطراف بل إنهم تلقوا من «التوبيخ» ما يكفي من الطرفين هذا يسميهم جبناء وذاك يسميهم رماديين ومنتظري الغالب.... الآن ربما حان الوقت للاستماع إليهم واعتبارهم مراقبين سوريين وإن شئت فإن التسمية التي تعبر عنهم بدقة «حكماء» سورية... فلا يمكن أن نصدق أن السوريين إما مندسون أو شبيحة ولا يمكن أن يتم تصنيف السوري إما متآمر أو بوق سلطة!!

الشعب السوري يملك شخصيات كثيرة وطنية ومخلصة وأمينة وموضوعية ولديها ما يكفي من الحكمة لتكون قادرة على إدارة حوار مثمر وفوق كل ذلك ليست مرتبطة بمصالح ولا أجندات... أتساءل لماذا لا نبدأ رحلة ثقة بين السوريين أنفسهم... لدينا أسباب كثيرة ووجيهة لنثق بأنفسنا ولدينا أسباب أكثر لعدم الثقة بالآخرين!!

منذ بداية الأزمة وحتى اللحظة أبعدت هذه النماذج عن التدخل في كثير من مناحي الأزمة وابتعدت لأنها غير قادرة على إيصال صوتها كما أنها لم تستطع لأسباب كثيرة من التأثير الإيجابي في الشارع أو في الشوارع التي احتلتها الأصوات العالية والمحتقنة والغاضبة لدرجة التطرف...

وباليقين المرئي لكل ضمير لم يستطع أحد حتى الآن أن يقدم أسلوبه وطريقته في الحل كنموذج صالح وقادر على الوصول إلى الحل المنشود فما زلنا في الأزمة مع اختلاف ألوانها وحدتها... لهذا فإن كل الأطراف التي كانت جزءا من الأزمة يجب أن تعترف أنها لم تستطع حل المشكلة.... وأن الذين ينظّرون علينا من الخارج ليسوا إلا أمراء دم سال في شوارع السوريين وليس في فنادق ومخابئ المنظّرين وطلاب السلطة...

الاقتراح ببساطة يقوم على تشكيل مجالس حكماء في كل المحافظات والهدف تخفيف الآثار السلبية التي يعيشها الناس سواء على مستوى أمنهم أو معيشتهم، ومنع الاحتكاك الذي عادة ما يكون شرارة لا يمكن السيطرة على ما تخلفه من نيران تحرق القلوب والأرواح.... ثم وهنا الهدف الرئيس البدء بالتحضير لحوار يقدم نموذجاً للحل السوري دون انتظار مراقبين لا يهمهم الموضوع بقدر ما هو «أداء واجب ثقيل» فالسوري عندما يقود الحوار بين إخوته في الوطن يكون أكثر تفهما لمشاكله وأكثر قدرة على انجازه... والمطلوب هنا تنادي مجموعة من السوريين الذين يحظون باحترام وتقدير في مجتمعاتهم المحلية للقيام بدور ذهبي لا أقول لحل الأزمة بطريقة سحرية لكن يمكن تحريك حجر في مياه أزمة تعفنت من التراكمات التي جعلت البعض يستخدم لغة مريضة زادت المشكلة سوءاً.

 

أقوال حكيمة:

الحكمة هي معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم، أو معرفة الحقّ لذاته، ومعرفة الخير لأصل العمل به.

المتفائل هو الشخص الذي يرى اللون الأخضر في كل مكان والمتشائم الذي يرى اللون الأحمر في كل مكان أما الحكيم فهو الذي لا يرى ألوان الأشياء بل حقائقها.

انس أخطاء الماضي ومرات الفشل وانس كل شيء ما عدا ما يجب أن تفعله الآن و..افعله.

المشاكل ليست هي المشكلة، التكيف معها هو المشكلة.

من يحيَ على الأمل وحده فسيموت جوعاً.

 *- عبد الفتاح العوض

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.