تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

المرشحون يتراقصون .. وإسرائيل تخترق !!

بقلم د . رفعت سيد أحمد

مع اقتراب انتخابات الرئاسة فى مصر المحروسة وارتفاع وتيرة الجدل ، واحتدام الصراع بين المرشحين الـ13 ؛ يتساءل الرأى العام أيهم سيفوز هل هو عمرو موسى أم أبو الفتوح أم مرسى ؟ وأين حمدين صباحى وأحمد شفيق من المعادلة .. وهل تأتى المفاجأة من حيث لا يحتسب أحد ومن حيث لا تدرى مراكز استطلاعات الرأى التى ملئت صحافتنا ضجيج ودجل علمى ، وتستطيع الطرق الصوفية (12 مليون عضو) أن تقلب هذه المعادلة وتحدث المفاجأة بالتصويت لحمدين صباحى .. فينتصر من الجولة الأولى أو تتم الإعادة بينه وبين أحد المحسوبين على النظام السابق (عمرو موسى مثلاً) !! .

* إنها التساؤلات الكبرى والحروب الكلامية ، والرقص على جثة الثورة ، من الجميع ، وفى انتظار لحظة الحسم بعد أيام قليلة .. إلا أن ما لفت انتباهى فى كل هذا المشهد العبثى هو أنه فى الوقت الذى انشغلنا فيه جميعاً بصراع " الديكة " بين المرشحين ؛ فإن الوطن تضربه عواصف المشاكل ، والتحديات ، وهم لا يقدمون له سوى الكلام المعسول ، بلا رؤية أو برنامج حقيقى للإنفاذ والمواجهة .

* على سبيل المثال ،فى الوقت الذى تجرى فيه هذه المعركة الانتخابية شديدة السطحية، تحشد إسرائيل 22 كتيبة على حدود مصر الشرقية استعداداً لعمليات مسلحة محتملة ضد مصر بحجة حفظ أمن إسرائيل القومى من خطر (القاعدة) المنتشرة فى سيناء كما يزعمون !! .

* وفى الوقت الذى يتراقص فيه المرشحون على إيقاع (منصب رئاسى) مهدد بعدم الدستورية ؛ تتزايد فيه الاختراقات الثقافية والسياسية والاقتصادية الإسرائيلية لمصر دون أن يدلى أحد برأيه ، ودون أن ينتبه أحد من السادة المرشحين إلى الأبعاد المستقبلية لهذا الخطر الزاحف من العدو الاستراتيجى لمصر ، دون ترتيب وإعداد للبيت من الداخل، وعلى سبيل المثال ، هذه هى احصائيات جديدة عن الاختراق الاقتصادى الصهيونى لمصر فى زمن الثورة ، تلك الثورة التى كان من المفترض أن تمنع أو تخفض – على الأقل – من هذا الاختراق لكن العكس هو الذى جرى ، لأن أصحاب الثورة مشغولون بمعاركهم الصغيرة ، فوفقاً لوثيقة جديدة نشرها مكتب الإحصاء التابع لوزارة التجارة الصهيونية الأسبوع الماضى فإن الصادرات الإسرائيلية إلى مصر ارتفعت هذا العام بشكل ملحوظ فى مقابل انخفاضها لكل من تركيا واليونان ، حيث ارتفعت الصادرات الصهيونية إلى مصر أربعة أضعاف خلال الربع الأول من العام الجارى (2012) والتى قدرت بمبلغ يصل إلى 92 مليون دولار مقابل 23 مليون دولار فى الربع الأول من العام الماضي.

وكشفت بيانات داخلية لقطاع التجارة الإسرائيلى عن مفاجأة فى تجارة مصر و"إسرائيل" خلال عام 2011 (الذى نسميه نحن بالعام الأول للثورة !!) حيث شهدت تجارة البلدين ارتفاعا كبيرا خلال ذلك العام مقارنة بالأعوام الثلاثة السابقة .

وبلغت قيمة التبادل التجارى بين مصر والكيان الصهيوني 834 مليون جنيه ، مقابل 828 مليون جنيه خلال عام 2010 ، و675 مليون جنيه خلال 2009 ، و624 مليون جنيه عام 2008 ، و بلغت النسبة فى زيادة تجارة البلدين خلال 2011مقارنة ب2008 نحو 33 % .

وأكدت البيانات أن الميزان التجارى المصرى مع "إسرائيل" حقق خلال العام الماضى عجزا بلغ 170 مليون جنيه حيث بلغت قيمة الصادرات المصرية إلى الكيان الصهيوني 332 مليون جنيه ، مقابل502 مليون جنيه واردات من الدولة العبرية.

وذكر التقرير أن الزيادة فى واردات مصر من الكيان الصهيوني خلال 2011 بلغت 57 مليون جنيه بنسبة 12 % مما كانت عليه فى العام السابق.

* ترى ما هو رأى المرشحين المتراقصين حول (جثة الثورة) فى هذه الحقائق ، التى تؤكد أن ثورتنا بدأت تسرق إسرائيلياً وهم عنها غافلون ؟! وهل بإمكان هؤلاء (الراقصون) أن يتداركوا الأمر ويبنوا لهذا الوطن المُبتلى بنخبته ، استراتيجية جديدة تليق بثورته النبيلة ، متبرأة من أخطر الأمراض التى ستفتك بها وبأية نتائج لانتخابات الرئاسة ؛ مرض العلاقات مع العدو الاستراتيجى لها ؛ إسرائيل ؟! أسئلة برسم المستقبل !! .

 

E – mail : yafafr@hotmail.com

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.