تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

30 عاماً نزداد..

منذ 30 عاماً اشتهرت مسرحية «كاسك يا وطن» بتجسيدها للأوضاع العربية المأساوية واستشرفت: «اليمن صار يمنين ولبنان أربعة والخير لقدام.. وإسرائيل صارت دوله شقيقة».

 

بسذاجة لا مصلحة لي مع أحد سوى المصالحة مع مستقبل وطني مارست حقي وواجبي الدستوري وانتخبت ممثلي إلى مجلس الشعب، في المركز الانتخابي صدمت بمشرفيه يخيّرون الناخب بلائحة فارغة أو لائحة «الوحدة الوطنية» مع دفشة عفوية للائحة الثانية وكأن مخالفة لم تكن، أي إن «الوحدة الوطنية» جاثمة أمراً واقعاً بجوار صندوق المركز الانتخابي، على حين يستجدي الأصوات خارج المركز مندوبو بقية المرشحين من لوائح «التفرقة الوطنية»، وأجزم أن ذلك يخالف الدستور والقانون ويستوجب استنفار المحكمة الدستورية العليا الجهة المخولة بالنظر في الطعون الانتخابية، ورُبَّ طعنة من غير طاعن.

لقد ألغيت المادة الثامنة من الدستور فقط، فالمادة ما زالت متجذرة تمتحن ذكاءنا وصبرنا، سبابتي الزرقاء الشاهدة على ضميري الديمقراطي تحولت مع الأيام سوداء حزناً عليه ومنذرة بأنني لم أنتخب وإنما لطختها بحبر أزرق، واللجنة القضائية كمياه الفيجة هذه الأيام لا نطمئن لشفافيتها وهي اجتهدت بلا حول ولا قوة، وهل إعادة الاقتراع ببعض المراكز يمحو الارتكابات؟

أزمتنا لو حلّت بغير بلدنا لحلّته وعلى مدى أكثر من عام الحزب غائب عن المجتمع وكذلك منظماته وشركاؤه، لم تكن لأي منهم مبادرة حل أو حوار أو حتى مساعدة إنسانية تذكر، على حين عمّت البلاد مبادرات أهلية مستقلة منها للحوار ومنها لوقف الدم ومنها لمساعدة المتضررين ومنها... وكلها نجحت في تخفيف المصاب عن بلد جريح، على حين الحزب ينجح فقط في الانتخابات وبأعلى الأصوات وفي اعتلاء المناصب كل المناصب، حزب كهذا ظاهرة تدرس.

تستحق سورية مجلس شعب بحق وليس مجلس «وحدة وطنية»، وإن انسحاب الأحزاب الناشئة (بغض النظر عن مضايقات تعرضوا لها) كان طعنة للديمقراطية وغمزاً نحو اللجنة القضائية، وإن مقاطعة المعارضة تشكيك بامتلاكها قاعدة شعبية ليس إلا، مجلس الوحدة هذا لن يعكّر خلوته سوى بضعة مغامرين ممن فازوا بالانتخابات، ترى هل خسرت سورية وفازت الديمقراطية؟ أم خسر الاثنان؟

لو أعيد عرض مسرحية «كاسك يا وطن» اليوم لتكررت الرسالة مع تعديلات: «السودان صار سودانين وسورية أربعاً.. وخادم الحرمين خادم حمدين.. وأم الدنيا يا دوب أم القيوين... وتركيا بين شقيق وشقيقة.. وإسرائيل.. دوله شقيقة»، ولكن كيف اكتب اسم بلادي؟.. عالشمس يللي ما بتغيب وأشرب كاسك يا وطني وهو يترنح بين خيبة أمل وخيبة وطن.. حقاً 30 عاماً نزداد شقاءً.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.