أسيراتنــــا وأسرانـــا.. الهامات تنحنـي أمامكم يا رمز الكرامة والتضحية ..

                                                                                      د. ندى الحايك خزمو

ورغم كل الظروف المزرية تصميم وارادة قوية على ايصال صوتكم للعالم  من خلال اضراب عن الطعام غير مسبوق ومعركة امعاء خاوية.. 

كتاب جينيس دخلتم وبعضكم سجل أعلى الأرقام.. فوق السبعين يوم صمدتم، وتصميم لآخر المشوار.. ونجحتم وحققتم مطالبكم.. مع انهم حاولوا أن يكسروا ارادتكم أو يحكموا عليكم بالاعدام. 

وانتم قلتم بكل عزيمتكم : " عن الارادة والتصميم  لا راح نغيّر ولا راح نحيد، شعارنا نجوع ولا نركع، نموت ولا نخضع، كرامتنا اغلى من الطعام ، وارادتنا أقوى من جبروت السجان، حتى نغيّر أوضاعنا، ونحصل على مطالبنا، وحقوقنا التي نصت عليها المواثيق، والاتفاقيات للأسرى والمساجين،  التي تطبق للأسرى في العالم ، إلا لأسرى فلسطين"..

وبإرادكم انتصرتم وحققتم معظم مطالبكم

الله يعينكم  يا أسرى على الذي يحصل والذي يجري.. معاناة ما بعدها معاناة، وعذاب ما تحمّله انسان.. 

محرومون من كل شيء، من كل عزيز على قلوبكم ، ومن دفء وحنان عائلاتكم.. حتى في أوقات الزيارة، حرمتم أن تحضنوا أطفالكم.  حتى صورة تذكارية،  محرومون يتصوروها معكم.

والزيارة للقريب الأول والثاني والثالث ممنوع، أي أن الواحد منكم يشتهي أن يرى أبناء العموم..

والزيارة لكم مشكلة .. عذاب للأهل في الوصول.. الأهل في مدينة والأسير في أخرى بعيدة عن مكان سكنهم مسافات ومسافات..  من ساعات الفجر يخرجون حتى يصلوا في الميعاد.. وتأخير في رؤية احبائهم ، ساعات وساعات.. وما أصعبها من فترة ، لحظات الانتظار،  بعد أيام وشهور عذاب من الفرقة والحرمان..

أسير في سجن، وشقيقه في آخر، لا يحق لهم لقاء..  كم هي صعبة على عائلاتهم، عندما يوزعون أنفسهم عليهم، من يذهب عند من، ومن سيحرم من رؤية من!!

الله يعينكم  يا أسرى على الذي يحصل والذي يجري.. معاناة ما بعدها معاناة، وعذاب ما تحمّله انسان.. 

تعيشون في عتمة الزنازين .. قهر وعذاب ومرض وتعتيم، وممارسات مهينة بحقكم والضغوطات عليكم تزيد ..

كثيرون من أسرانا مرضى والأكامول هو العلاج .. منهم على فراش الموت، ومنهم انضم للشهداء.. المريض يوضع في "مستشفى"، حتى عيادة لا تصلح أن تكون، مكبلين بأسرتهم حتى وهم عن الوعي غائبون.. 

أمراض سبّبها السجن، أو تعذيب السجان، لا رحمة ولا شفقة، ولا مراعاة لحقوق الانسان.

أشخاص عذبهم السجان ، في عرف العالم هم أطفال بحاجة للحب والحنان.. لم يتعدوا الخامسة عشر وبعضهم صبية صغار.. كانوا يلعبون في الحارات فحرموهم من طفولتهم وزجوهم بالمعتقلات.. هل تعلم يا سجان أن هذا الطفل سيتحول بعد تجربة السجن وعذاباته الى رجل ناضج له بطولاته ..

أسيرات عانين كثيراً .. منهن من أنجبن في السجن.. هل تتخيلون امرأة تلد طفلاً وهي مكبلة بالقيد.. أي قانون يسمح بهذا يا أصحاب القوانين.. وبعد عام أو عامين يسلبوها حق حضانة طفلها ويختطفونه من بين يديها ويحرمونه من عطفها وحبها وحنانها .. ويلقونه الى عالم غريب عليه، فأين أنتم يا أصحاب القوانين ، مما يحصل ومما يجرى ، ليس في القصص والحكايات وانما لأطفال فلسطين..

وأين النشامى والملايين ليهبوا لنجدة المساجين.. أين العالم أين الناس، كأنهم صاروا بلا احساس!!

أسرانا يعانون كل يوم من القهر والعذاب والحرمان.. ارادة اقوى من الصخر وتصميم على نيل مطالبهم،  لحين حصولهم على حريتهم ويتخلصون من عذاب السجان ، ومعاناتهم خلف القضبان .

وبإرادتهم انتصروا وحققوا معظم مطالبهم

ارفعوا الصوت وعلّوه، لا تستكينوا والصمت ممنوع.. أسرانا بحاجة لنا ، نقف معهم وندعمهم..وهم أمانة في أعناقنا ويجب أن ندافع عنهم.. وأن لا نصمت بعد ان انتهى اضرابهم، انما نستمر في دعمهم حتى ينالوا الحرية ويعيشوا مع عائلاتهم .

أسرانا ما أروعكم في الصمود وفي العزيمة.. أعطيتم العالم دروساً في الكرامة والبطولة.. الهامات تنحنـي أمامكم يا رمز العزة والتضحية ..