تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

طرد السفراء اثبات على تورط الدول التي طردتهم في مجزرة الحولة النكراء

 

 

جاك خزمو/القدس الشريف

رئيس تحرير مجلة البيادر

 

منطق عجيب لانه مقلوب رأساً على عقب، وتصرف غريب لكنه مكشوف للمجتمع الدولي المزّيف الذي يرفع شعار "حماية المدنيين"، و"توفير الحرية والديمقراطية لشعوب العالم". سارعوا إلى ابعاد أو طرد سفراء سوريا من بعض العواصم الغربية محتجين على مجزرة "الحولة" البشعة التي راح ضحيتها سوريون عزل من أطفال ونساء وشيوخ، قافزين على بيان مجلس الأمن الدولي الذي طالب بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة من اقترف الجريمة وكيف تمت، وحمّلوا القيادة السورية مسؤولية اقتراف هذه الجريمة دون التحقق من ذلك، وهذا يذكرنا باتهام سورية بالوقوف وراء حادثة اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري يوم 14 شباط 2005 بعد دقائق من وقوعها.. وهذا يؤكد أن هذا "المجتمع الدولي" كما يدعونه، (وهو لا يمثل العالم ولا الغرب كله، بل أنظمة بعض الدول المرتمية بأحضان اميركا) يشارك في هذه المجزرة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وله ضلع واضح فيها من خلال تمويل وتسليح ودعم الارهاب الشرس المجرم الذي تواجهه سورية اليوم من أجل اضعافها وخدمة لاعدائها، وفي مقدمة هؤلاء الأعداء اميركا واسرائيل.

 

طردوا السفراء لأنهم وقفوا إلى جانب وطنهم بصلابة، ورفضوا كل الإغراءات والضغوطات الممارسة عليهم كي يؤيدوا الارهاب، وتفتيت وطنهم القوي الصامد في وجه مؤامرة "كونية" بشعة جداً، وطردوهم كي يجيشوا العالم ضد الدولة السورية، وطردوهم كي يخدعوا العالم بأن القيادة السورية هي من تتحمل مسؤولية هذه المجزرة المؤلمة والبشعة، وطردوهم لأنهم صمدوا كما وطنهم الأم في وجه هذه المؤامرة الخطيرة.

 

إذا أراد الانسان أن يكون عاقلاً ومتزناً من خلال تحليل من المستفيد من هذه المجزرة، فإنه حتماً سيجد أن هذا المجتمع الدولي المتآمر هو المستفيد الأول لأنه استغلها وحاول توجيه المزيد من الطعنات للصدر السوري الصامد القوي، ولانه هو الذي يتعاون ويتعامل علانية وبكل وقاحة مع الارهاب.

 

لم تقم أية دولة من دول هذا المجتمع الدولي المزيف بسحب سفيرها أو حتى استدعائه بعد اقتراف اسرائيل للعديد من المجازر البشعة والكثيرة بحق الشعب الفلسطيني، أو بحق أبناء لبنان في قانا مرتين عامي 1996 و2006. لم تقل كلمة واحدة منتقدة للسياسة الاسرائيلية، أو للعدوان الاسرائيلي الوحشي المستمر على قطاع غزة!

 

لا يستطيع هذا المجتمع الفاسق أن يحاسب الجيش الاميركي على ما يرتكبه من جرائم في أفغانستان وباكستان بحق المدنيين في تواصل قصفه للاحياء المدنية. ولا يستطيع أن يقول لاميركا اغلقي سجونك السرية الـ 16 المتواجدة على أراضٍ غير اميركية، على أراضي اوروبا وبقية أنحاء العالم.. ولا يستطيع الانتظار لأيام أو أسابيع حتى يعرف نتيجة التحقيق حول هذه المجزرة، لأنه يدرك مسبقاً أن الجريمة ارتكبها ارهابيون موالون له ويعملون لحسابه، وهو، من خلال طرد السفراء يظن أنه قد يؤثر على المحققين ويجبرهم على الانحراف عن الحقيقة المعروفة للجميع بأن من يقترف مثل هذه المجازر هم ارهابيون لا ينتمون لسورية ولا للعروبة، هم فئة من المأجورين الذين تم غسل أدمغتهم مقابل حفنة من الدولارات..

 

ومن المؤكد أن ارتكاب مثل هذه المجزرة، أو ارتكاب مجازر مستقبلية، وارتكاب فظائع بشعة جداً بحق الشعب السوري يأتي من باب تشويه صورة جيش وطني يحمي أرضه وشعبه بكل تفانٍ واخلاص ووفاء، ومن باب محاولة الايقاع الفاشلة بين الجيش والشعب، ولاحداث المزيد من الضغط الدولي على سورية.

 

والشعب السوري يرد على هذه التصرفات الرعناء والهوجاء، وعلى هذه الجريمة النكراء وطرد السفراء، بمزيد من التلاحم والتعاضد والتماسك والوحدة. وسينتصر هذا الشعب في النهاية لتبقى سورية كما عهدناها قلب العروبة النابض، والقلعة الحصينة التي ستتكسر على أسوارها كل سهام الأعداء، أعداء البشرية وأعداء الانسانية وأعداء العروبة. وسيندم المتآمرون قريباً، لأن الحقيقة تتضح أكثر وأكثر يوماً بعد يوم.. ولأن التاريخ لن يرحمهم بل سيُلقي بهم جميعاً في مزابله.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.