د. ندى الحايك خزمو
تتعرض القدس العربية لأكبر هجمة اسرائيلية شرسة ضدها، وكل ذلك بهدف تهويدها والاستيلاء على كل شبر منها.. يريدون أكل الكعكة كاملة.. ولن يبقوا منها شيئاً للمقدسيين.
متى سيستيقظ العرب لحماية القدس وانقاذها من براثن الاحتلال والتهويد؟! يتركون مثل هذه القضية الخطيرة ويهبون مسارعين لتدمير بلد عربي كما يفعلون في سورية لتفتيته وتقسيمه تنفيذا لمخططات الاستعمار الأميركي الغربي الصهيوني، كما فعلوا في العراق ومصر وليبيا والسودان و... والحبل على الجرار.. فالى متى سيظل بعض الزعماء العرب الأداة الطيعة التي تنفذ مخططات الاستيلاء على وطننا العربي؟ هل يظنون انهم بذلك سيحفظون ماء وجههم أمام الغرب فلا تصلهم مخططاتهم.. بالعكس فكم فعل مبارك من أجل ارضاء أمريكا والغرب، وها هو قد سقط..
اصحوا يا عرب، فكفاكم تخريباً في وطننا العربي .. جهودكم يجب ان توجه الى القدس وفلسطين المحتلة التي تعاني من أكبر مخططات تدميرية ومجازر وحشية، وليس الى بلد عربي تعيثون به فساداً وخراباً..
ففي خبر نشر في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في موقعها على الشبكة، يوم الثلاثاء 29/5/2012، جاء أن بلدية القدس بالتعاون مع وزارة السياحة الإسرائيلية سترصد 4 ملايين شاقل لمشروع استيطاني جديد في حي سلوان الواقع جنوبي المسجد الأقصى في القدس، تحت يافطة تشجيع السياحة في ما تسمى "مدينة داوود" في إطار المشروع "الحديقة الوطنية" والذي تقوم عليه جمعية تشجيع الاستيطان الإسرائيلي "إلعاد" تحت مراقبة "سلطة الطبيعة" و"سلطة الآثار". ويوم 11/6/2012 نشر في معاريف خبر عن هذا المشروع مفاده : "ان هذا المشروع الضخم والذي سيبنى في منطقة موقف سيارات جفعاتي وحول الاسوار هو نطاق أثري اكتشفت فيه مخلفات من عهد الهيكل الثاني. وحسب الخطة سيكون طابق أثري تعرض فيه المكتشفات التي ظهرت حول الاسوار، قاعة حفلات موسيقية، قاعة مؤتمرات ومعبرين تحت أرضيين. كما سيبنى موقف سيارات لـ 250 سيارة، لمن يأتون الى حائط المبكى".
هذا الموضوع الخطير الذي نشر في صحيفتي هآرتس ومعاريف يثير عدة تساؤلات وأهمها : اذا كانت اسرائيل ترصد ملايين الشواقل لمشروع واحد من ضمن مئات المشاريع التي تستهدف تهويد مدينة القدس، والاستيلاء على اراضيها ومقدساتها ومناطقها الأثرية ونسبها إليها، فماذا نفعل نحن في المقابل؟ ولماذا لا ترصد الأموال لتعزيز البنية التحتية للقدس الشرقية ومؤسساتها ومقدساتها ومناطقنا الأثرية لمنع تهويدها؟!
أين المشاريع السياحية التي نقيمها من أجل جذب السياح الى المدينة المقدسة، بينما الاسرائيليون يجذبونهم بكل طريقة ووسيلة، ويستغلون تراثنا ومقدساتنا ومواقعنا التاريخية ويقيمون مواقع سياحية على أرضنا وفي قدسنا العربية من أجل ذلك ؟!
أين هم من يدعون الاهتمام بالقدس والقلق على مصيرها، ولماذا لا نرى فعلاً واحداً على أرض الواقع لمنع تهويد القدس ومقدساتها في الوقت الذي ينفذ فيه الاحتلال أكبر حملة حفريات أسفل المسجد المبارك ومحيطه ؟!
ما رأيناه وما سمعناه سوى شعارات وخطابات ومؤتمرات واحتفالات و... الخ، وكلها لا تسمن ولا تغني من جوع، ولم تساهم ولو بقليل في النهوض بالمدينة المقدسة والحفاظ عليها من التهويد.
تفاءلنا كثيراً عند اعلان القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009 ، وقلنا لعل وعسى أن يفتح هذا الاعلان العيون على القدس وأن يقوم العالم العربي بمبادرات لدعم قضية القدس ثقافياً واجتماعياً وسياحياً، والاسراع لحمايتها من خطر التهويد الثقافي والانساني والاجتماعي و... الخ، ولكن "تيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ما جيتي" لم تساهم الفعاليات - التي أقيمت في كل مكان الا في القدس- في دفع العجلة تجاه القدس وحمايتها والعمل من أجل تعزيز صمود أهلها والحفاظ على مقدساتها التي تستباح كل يوم، أو في اقامة مشاريع حيوية تجذب السياح اليها...
اسرائيل أيضاً تقيم كل يوم مستوطنة جديدة في قدسنا، وتطور المستوطنات الموجودة حالياً عن طريق اضافة وحدات استيطانية جديدة اليها، وكان آخرها إقرار بلدية القدس الصهيونية خطة مبدئية لتوسيع مستوطنة "جيلو" جنوب القدس وإقامة 2500 وحدة استيطانية جديدة، وأطلقت البلدية على الخطة اسم "شيلد غيلو مزراح" .وتقضي الخطة الإسرائيلية التي أقرت في لجنة البناء الفرعية في الثلاثين من أيار الماضي، ونالت موافقة ومصادقة مهندس البلدية "شلومو اشكول" ببناء الوحدات المذكورة انطلاقا من مستوطنة "جيلو" باتجاه طريق الأنفاق، وفقا لموقع "واللا" الالكتروني الذي أورد النبأ يوم الخميس 7/6/2012. هذه المخططات التي تقام كل يوم وبوتيرة متسارعة تهدف الى احاطة القدس العربية – عدا عن الجدار العنصري الذي أقيم حولها- بجدار استيطاني يطوقها وتخترقها ببؤر استيطانية تغلغلت قلب المدينة ، في القدس القديمة وخارجها..
ان القدس بمقدساتها وآثارها وتاريخها وانسانها ستذهب الى غير رجعة ان لم تستيقظوا لنجدتها.. فأين أنتم يا عرب؟!استيقظوا وهبوا لنجدتها ، فهي التي يجب أن تكون على سلم أولوياتكم، ويجب أن تسارعوا لإنقاذها على كافة المستويات الأممية والدولية، أم ان تخريب دولنا العربية هو أولى اولوياتكم لذلك تهبون الى الأمم المتحدة وغيرها من أجل اتخاذ قرارات تدميرية بحقها ؟!
سؤال برسم الاجابة .
