تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الدفاعات الجوية السورية أقوى .. ودمشق أرسلت رسالة للغرب أنها ليست ليبيا

محطة أخبار سورية

أسئلة كثيرة تطرح حول الخطوة القادمة التي ستتخذها تركيا بعد إصدارها التهديدات لسورية، على خلفية إسقاط الطائرة التركية يوم الجمعة الماضية، فبعد تناقضات في الرواية التركية عاد وتمسك طيب رجب أردوغان بالرواية التي تقول أن سورية أسقطت الطائرة عمدا، وربما أخفى أردوغان حقيقة أخرى وهي أن النظام السوري كان يهدف من استهداف الطائرة التركية إرسال رسالة تحذير إلى أنقرة أنها لن تظل تقدم الدعم اللوجستي والمالي للمعارضة المسلحة بدون أن تدفع الثمن.

وتظهر حادثة الطائرة التركية الآثار الكارثية التي قد تؤدي إليها الأزمة في سورية على جيرانها، فمن الخيارات المطروحة على الأتراك الآن ربما القيام بعملية عسكرية محدودة على الحدود مع سورية خاصة أن حلف الناتو وهي عضو به قدم لها الدعم لموقفها. ويضع التوتر التركي ـ السوري المنطقة على حد السكين، واعتبرت صحيفة ‘اندبندنت’ في افتتاحيتها أن تغير المزاج التركي الذي ظل منضبطا طوال الأيام الماضية لتبني لهجة تهديدية انه ‘نذير شر’ لما يمكن أن تقود إليه الإحداث في سورية. وقالت أن الحكومة التركية قامت بإعادة رسم قواعد الاشتباك مع سورية خاصة عندما اتهمت تركيا سورية بإسقاطها طائرة ثانية أرسلت للمشاركة في البحث عن الطيارين المختفيين. وتقول الصحيفة أن التطورات هذه مثيرة للقلق، مع أن العلاقة بين البلدين لم تكن في يوم من الأيام بدون توتر.

فقد ظلت الخلافات حاضرة بينهما حول قضايا المياه والحدود ودعم سورية للمتمردين الأكراد في جنوب تركيا وأخيرا استقبال تركيا لأكثر من 33 ألف لاجئ سوري فروا من الحرب المندلعة في بلادهم. وتصف الصحيفة لجوء تركيا لحلف الناتو وطلبها كعضو استخدام المادة الرابعة من ميثاق الحلف وتقول أنها حصلت على ما تريد من دعم حيث اصطفت الدول الـ28 الأعضاء مع تركيا وشجبت سورية. وترى ‘اندبندنت’ أن إحالة القضية على الناتو تمثل لتركيا سيفا ذو حدين، فهي من ناحية تدعو الناتو لاستخدام القوة ومن ناحية أخرى تدعو تركيا للحصول على نصيحة من دول الناتو التي ليس لدى بعضها شهية للتدخل العسكري في سورية. ولهذا فقد تجنبت استخدام المادة الخامسة من الميثاق والتي تنص على أن أي اعتداء على عضو من أعضائها هو اعتداء على الكل. ماذا يعني هذا، تقول الصحيفة أن تركيا حكومة وقيادة على الرغم من الكلام التهديدي فقد أكدت أن ردها سيكون عبر الدبلوماسية، وهنا فالحذر التركي من التصعيد العسكري حكيم لسبب بسيط تراه الصحيفة وهو أن المجتمع الدولي يواجه بإسقاط الطائرة التركية مشكلة اعقد من تلك التي واجهته في ليبيا وحتى في العراق فالدفاعات الجوية السورية اقوي من تلك التي كانت ليبيا تملكها. وتضيف انه أن كان التدخل العسكري خيارا بعيدا فان ما ظللته الأزمة هو الوضع المتفجر لسورية، مشيرة إلى أن التقارير التي تحدثت عن قتال بين القوات السورية والمعارضة المسلحة حول المنشآت العسكرية قرب دمشق، والتي يعتقد أن سورية تخزن فيها كميات كبيرة من ترسانتها من الأسلحة الكيماوية، قد تدفع أمريكا وإسرائيل للتدخل، خاصة أنهما مع الدول الغربية أكدتا على أهمية تأمين هذه الترسانة، وتضاف لهذه المخاوف إمكانية اندلاع حريق هائل على الحدود نتيجة لأحداث لا يمكن لأحد توقعها. وتختم بالقول أن التدخل العسكري للناتو في سورية خيار بعيد إلا إذا دعمته الجامعة العربية وصدر قرار من مجلس الأمن الذي ستصوت ضده روسيا ومن هنا فان ما يلخصه التوتر التركي ـ السوري هي طبيعة النزاع الذي بدأ يؤثر على امن المنطقة بشكل سيدخل فيه إضافة لسورية وتركيا، كل من إسرائيل وإيران، ومع مرور كل يوم يتأكد الخطر. وتعترف أن روسيا هي مفتاح الحل وعلى الغرب تركيز الجهود لإقناعها عبر التأكيد لها أن مصالحها الجيوسياسية لن تتأثر أبدا في حال ساعدت في تغيير النظام الذي سيجعلنا نرى ظهر الأسد الملوث بدم الأبرياء.

أسئلة

وعلى الرغم من تأكيد سورية أن الطائرة أسقطت وهي تحلق في المجال الجوي السوري، ونفي تركيا كون الطائرة عسكرية إلا أن هناك أسئلة تحوم حول رواية أنقرة، ولا يزال الأمريكيون يجهلون ماذا كانت الطائرة التركية تفعل فوق الأجواء السورية، حيث قال مسؤول لصحيفة ‘واشنطن بوست’ أن ‘هناك الكثير من المعلومات الناقصة’، ونقلت ‘نيويورك تايمز’ عن مسؤولين أمريكيين قولهم أن هناك تضاربا في المعلومات، مشيرين إلى أن الحادث قد يكون ابعد من كونه طلعة جوية روتينية من اجل فحص الدفاع الجوي التركي، وتساءلوا عن السبب الذي يدعو تركيا لإرسال طائرة تحلق قرب المجال الجوي السوري في ضوء التوتر الحاصل بين البلدين. وتقول أن الإدارة الأمريكية والناتو يقومون بفحص الرواية التركية عن طبيعة الحادث وظروفه لكنهم أشاروا أن الإدارة الأمريكية لا تحب تأييد تناقض رواية حليف في العلن. ونقلت عن مسؤول أمريكي قوله انه ‘على المستوى السياسي فالناتو يتقبل الرواية التركية’. وقال دبلوماسي في حلف الناتو انه حتى لو كانت تركيا تتجسس على سورية وتفحص قدرتها الدفاعية فان هذا يجب أن لا يغير من طبيعة الموقف الدولي الشاجب لسورية التي كان عليها إصدار إنذارات والتشويش على عمل الطائرة قبل أن تطلق النار، لأنه لا يمكن أن تتصرف هكذا وتسقط الطائرة مباشرة. وتشير إلى أن نفي الطبيعة العسكرية لعمل طائرة ‘اراف ـ 4 إي’ لا يعني تبديد أسئلة الحلفاء ولا حتى خبراء الطيران ومدوناتهم حيث تساءل بعضهم عن تشابه مهمة الطائرة مع مهام أخرى قامت بها الطائرات التركية فوق بحر ايجة للتجسس على الدفاعات اليونانية.

قوة الدفاعات الجوية السورية

وتتفق تقارير أمريكية على فكرة صعوبة خرق الدفاعات السورية فقد أشارت ‘واشنطن بوست’ أن الحادث هو تحذير للغرب من أن سورية ليست ليبيا وإنها قادرة على صد أي هجوم من الخارج. وقال مسؤول أمريكي أن الدفاعات السورية على الورق تبدو أكثر قوة من تلك التي واجهها الناتو في ليبيا، فقد عززت سورية من دفاعاتها الجوية من خلال صفقات أسلحة جديدة من روسيا بعد تدمير إسرائيل للمشروع النووي السوري عام 2007. فقد أنفقت سورية المليارات لتعزيز نظاماتها الجوية واشترت من روسيا نظام اس أي بانيستر لراجمات الصواريخ، وتضيف أن القدرات العسكرية السورية هي السبب الوحيد وراء عدم التدخل العسكري، وحتى يتم تدمير هذه القدرات فإنها هناك حاجة إلى عملية عسكرية مستمرة وقد تقود إلى خسائر في الأرواح. ويضاف إلى ذلك فان إرسال قوات عسكرية لسورية سيضع الجنود وسط حرب ذات طابع طائفي، وهناك نوع من التردد داخل البنتاغون للتدخل في سورية حيث لا يوجد فيها ما يهدد الأمن القومي الأمريكي مباشرة. ويعتقد مسؤولون عسكريون أن أمريكا قادرة على مواجهة النظام الجوي السوري مع أنها ستكون أكثر قوة من ليبيا، وأضاف مسؤول انه قبل التصدي لسورية علينا أن نسأل لماذا؟ وتقول أن عددا من المحللين يقول أن نظام الدفاع الجوي السوري مشابه لما تملكه إيران وقد يكون اقوي بسبب تركزها في مساحة صغيرة مقارنة مع إيران التي تحتاج لنظام اكبر لتغطية مساحتها الجغرافية الواسعة.

وعلى الرغم من الحديث عن هذه القدرات إلا أن الخبراء يتحدثون عن ملامح ضعف، من مثل قدرتها على الحفاظ عليه وفيما كان لدى سورية الطاقم المدرب كي يشغله، كما أن الناتو وأمريكا لديهما القدرة على استخدام أدوات التشويش من اجل تعطيل عمل الرادارات السورية وقطع الاتصالات.

وفي حالة قررت الدول الغربية إنشاء منطقة آمنة للمقاتلين على طول الحدود التركية فإنها لن تتعامل بالضرورة مع الدفاعات السورية لأنها مركزة كلها في الجنوب قرب الحدود مع إسرائيل.

القدس العربي

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.