تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صحفي سوري يقترح هدنة وطنية حتى نهاية شهر رمضان

محطة أخبار سورية

دعا الصحفي السوري عبد الفتاح العوض إلى هدنة وطنية حتى نهاية شهر رمضان احتراما للدماء السورية وللشهر الفضيل، وجاء في الزاوية "كبير ساسة فرنسا بعد الثورة الفرنسية تاليران لديه مقولة معبرة جداً نصها يقول: «تستطيع بالحراب أن تفعل كل شيء إلا الجلوس عليها» والآن نحن بحاجة لهذه المقولة للاحتكام للعقل الذي وحده القادر على مساعدتنا على تجاوز أزمتنا الدامية والمؤلمة، ولعل البحث ما زال جارياً عن منفذ يساعد على إضاءة شمعة في هذا الظلام الذي نلعنه جميعاً دون أن نخلق شمعة أو حتى نبذل جهداً كافياً في إضاءاتها.

فمن المهم الآن أن يتنادى الجميع لهدنة وطنية فكرتها تقوم على التوقف كلياً ومن الجميع عن إيذاء سورية كرامة لها ولهذه الدماء التي نفقدها يومياً. ولا أملك من التفاؤل ما يجعلني أتوقع استجابة لهذا الاقتراح لاعتبارات كثيرة كلها غير مقنع، لهذا من المهم أن تقوم مجموعة من السوريين بتشكيل ما يمكن أن نسميه «حزب الهدنة» يتيح إلزام كل الأطراف السورية بالتوقف لإعادة التفكير بكل ما قامت به على مدار أشهر الأزمة المتعبة التي أنهكت المجتمع السوري برمته، ثم تكون الهدنة مقدمة لإرساء عقد اجتماعي جديد يمكّن الجميع من الخروج من الأزمة بفعل سوري خالص دون إملاءات أو مصالح خارجية وتجنيبا لبلدنا من أن يتحول إلى كرة في لعبة الأمم التي نعرف نحن السوريين كم هي مؤذية ومربكة وطويلة. إن فكرة العقد الاجتماعي تعود إلى ما قبل عام 1762 مع روسو لكنها صالحة دوماً لبناء المجتمعات العصرية ذلك أن فحواها يقوم على الاتفاق بين الحاكم والمحكومين على آلية الحكم وتبادل المسؤوليات والصلاحيات وتناظر الحقوق والواجبات."

وتابع العوض في زاويته:"إذا سألت السوريين الآن ماذا يريدون مع استبعاد الشعارات المتطرفة وغير الواقعية وشعارات الشتائم فإن الأجوبة التي تتلقاها تكاد تكون معروفة ومتداولة وتتلخص الآن بالأمن والمشاركة السياسية والديمقراطية والرفاه الاقتصادي. والواقع أن هذه المطالب هي الحاجات الرئيسية في أي مجتمع وهي مترابطة لحدود التداخل فكل منها يؤدي للآخر ويؤثر فيه. فمثلاً يرى مارتن سيمر لنسيت أن الديمقراطية تأتي نتيجة الرفاه الاقتصادي وليس قبلها بينما يرى آخرون أن الديمقراطية هي بوابة التنمية، ثم إنه لا ديمقراطية ولا تنمية من دون أمن واستقرار."

ومضى قائلا:"وبحالتنا فإن وصول الأزمة إلى هذه المرحلة المتقدمة يستلزم الاتفاق على عقد اجتماعي جديد يؤمن هذه الحاجات الرئيسة جميعها، فالديمقراطية ليست مطلباً ترفياً بل هي حاجة متقدمة عما سواها لأنها الوسيلة التي من خلالها نستطيع بناء مجتمع فعال وقادر على إنجاز الحاجات الأخرى،لهذا في ظل ما نحن فيه نحتاج إلى الهدنة الوطنية التي تقدم لعقد اجتماعي يساهم على تحقيق المشاركة السياسية والرفاه الاقتصادي والديمقراطية وكلها في ظل الأمن والاستقرار الذي يشكل الآن لهاجس الأكبر عند كل السوريين. وإذا أردنا أن نعود إلى مقولة تاليران فعلينا: الآن والآن وليس غداً أن نرمي الحراب جانباً ونتوصل إلى هدنة وطنية كرمى لسورية ولسورية فقط".

وختم زاويته بسؤالين:

هل نملك رجالات سورية قادرة على تشكيل حزب مؤقت اسمه حزب الهدنة لفرضها بإرادة سورية وبقرار من مجلس الأمن الشعبي السوري؟

والسؤال الثاني: هل أدرك الجميع أن الذهاب بعيداً وبعيداً في بحر الأزمة يصعب من مهمة الوصول إلى الشاطئ؟

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.