تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

اعلام في خدمة الأعداء

 

بقلم: جاك خزمو

عندما شنت الولايات المتحدة حربها على العراق عام 2003 تحت ذرائع كاذبة ووهمية، قامت أولاً وأخيراً بالسيطرة على وسائل الاعلام الاميركية وغير الاميركية كاملاً، وفرضت تعتيماً كاملاً على كل ما كانت تعده وعن سير العمليات العسكرية، وكان هناك عدد من وسائل الاعلام التي ترافقها وتبث الاخبار التي تريدها القوات الاميركية فقط. أي أن اميركا ومنذ اجتياح العراق وهي شبه مسيطرة على الاعلام العالمي تزوده بما تريد من معلومات من أجل خدمة مصالحها وأهدافها.

كنت أتساءل دائماً عندما كانت قناة "الجزيرة" تبث تسجيلاً صوتياً لزعيم "القاعدة" أسامة بن لادن، وكانت وزارة الدفاع تصدر بياناً بعد عشر دقائق أو نصف ساعة تقول فيه أن ما جاء في الشريط هو حقاً صوت بن لادن، وان الجهات المعنية درست ما جاء فيه كاملاً.. وكنت أتساءل أيضاً هل الشريط وصل الى الجزيرة أولاً وقد ارسلت نسخة منه الى الادارة الاميركية لتأخذ الإذن ببثه، أم أن الادارة الاميركية كانت تحصل عليه وتمرره لقناة الجزيرة لبثه، ومنح هذه القناة شعبية كبيرة.

وكنت أحياناً بريئاً عبر تساؤلي: هل من المعقول أن يرسل بن لادن الشريط إلى محطة الجزيرة خصيصاً، وكيف وصل الشريط الى هذه القناة إذا كان هو المطلوب الأول.. كيف أن مراسل الجزيرة تيسير علوني يحاكم ويسجن في اسبانيا بتهمة أن له علاقة بتنظيم القاعدة، بينما محطة الجزيرة تتسلم شريطاً من بن لادن، وليس هناك من تساؤل كيف حصلت عليه، وكيف يمكن أن تبث هذا الشريط ان لم يكن ما جاء فيه يخدم المصالح الاميركية... تساؤلات مبررة، ولكن في النهاية نقول أن "الاعلام" سلاح خطير إذا كان يدعم الأعداء، ويخدم مصالحهم

وفي المؤامرة على سورية، وارسال عشرات الآلاف من المقاتلين المرتزقة لتدميرها، والادعاء بأن هذه "ثورة" مع أنها تدخل "عسكري" سافر ضد سورية شعباً وارضاً.. وها هي هذه المحطة الفضائية وغيرها تبث الاخبار الملفقة والمعلومات ضد سورية ولصالح الارهابيين المرتزقة، وتساهم مع غيرها من القنوات في سفك الدم العربي السوري، كما ساهمت في سفك الدم العربي في ليبيا واليمن وغيرها من المناطق.

من هنا يمكن القول أن "الاعلام" هو سلاح فعال في الحروب، وهو سلاح حاد جداً. والمؤلم والفضيحة في آن واحد أن "الاعلام" الذي ينطق بالعربية يساهم في سفك الدم العربي.. وتساؤل أخير: هل لمن يعملون مع هذه الوسائل الاعلامية المعادية والمضللة ضمير أو انسانية؟ نشك في ذلك.. وفي الوقت نفسه نؤكد أن المشاهد المواطن العربي بدأ يدرك دور كل وسيلة اعلام من هذه الوسائل.. وبدأ بالابتعاد عن تلك التي تخدم الأعداء.. وسيسجل التاريخ حتماً وصمة عار في جبين كل من تآمر على أمتنا العربية.

 

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.