تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الحوريات السبايا!!

محطة أخبار سورية  

قائمة مثيرات القلق عند السوريين تزداد يوماً بعد يوم، وأرى أن واحدة مما ينتج عن هذه الأزمة حجم المرض الاجتماعي الذي أصابنا في مقتل.

 

إن فقدان أبناء وآباء وإخوة ليس حالة عابرة.. وأيضاً ليست أثراً قابلاً للنسيان إلا بفعل سنة الكون.. وغالباً فإن نجاح الزمن في محو هذه الآثار يكون جزئياً!!

لكن الأثر الذي لا يمحى هو ما يعيش مع الأحياء الذين عايشوا الأزمة في أعماقها..

وهنا أود أن أتحدث عن المهجرين داخل وخارج سورية..

والأخبار السيئة تأتي هذه الأيام مخزية من خارج سورية فإضافة إلى أن المهجرين يعيشون حياة غير طبيعية ومأساوية إلا أن ثمة ما هو أسوأ من مجرد المأساة.. إنه الذل والعار!!

حوريات الشام الآن دخلن ساحة نزوات الخليجيين هؤلاء الذين وجدوا في حوريات الشام سبايا وبدأت عروض «زواج العار» كماأسماها البعض تستثمر حاجات السوريين والسوريات.

ليس هذا كل شيء.. وجود المهجرين السوريين في هذه الدول أصبح مادة للتسول الدولي.. كل دولة أصبحت تستجدي التبرعات والمعونات بحجة أن إمكاناتهم لا تسمح بالإنفاق على ما كانوا يسمونهم «ضيوفاً»..

ورغم أن المسألة استثمار سياسي رخيص لأنه يقوم على مشاعر وحاجات الآخرين إلا أن في العملية بعداً إنسانياً يبدو أننا نفتقده في هذه الظروف الحرجة.

بعد كل ذلك.. لا أستطيع أن ألوم الآخرين لأنهم لا يستقبلون المهجرين السوريين..

نستطيع أن نلوم أنفسنا.. والمسألة أكثر من لوم.. لكن دعني أتحدث عن اللوم الآن على الحكومة التي لم تبادر جدياً بإعادة هؤلاء وإيجاد حلول ولو مؤقتة وخاصة أننا على مشارف الشتاء. وما أدراك ما قسوة الشتاء على أبواب اللئام!!

هنا أقترح:

أن تقوم وزارة المصالحة الوطنية بدور فاعل لإعادة هؤلاء من خلال إرسال وفود لكل مخيمات اللاجئين السوريين وإعادة على الأقل وفي المرحلة الأولى النساء والأطفال مع تقديم كل الضمانات لتهيئة أجواء آمنة لهم وتقديم دعم مالي يمكنهم من العيش بكرامة.

كذلك أقترح أن تقوم وزارة المصالحة الوطنية بإنشاء صندوق نسميه «صندوق الأخوة» تقوم فيه العائلة السورية إما بإيواء أسرة من المهجرين وإما بدفع مبلغ عشرة آلاف ل.س لمصلحة الصندوق المخصص لرعاية المهجرين حصراً.

«صندوق الأخوة» هذا.. صندوق مؤقت ريثما تحل الأزمة السورية ويمكن أن يساهم أيضاً في مساعدة الأسر المهجرة داخل السورية.. ويمكن أيضاً أن يصبح صندوقاً لإعادة الإعمار من خلال مساهمات الدولة ورجال الأعمال وخاصة أولئك الذين «هربوا» لقضاء عطلة الصيف والشتاء والربيع والخريف في دول العالم ويتابعون الأوضاع في سورية كما يتابعون مؤشرات البورصة!!

 

حكم غير معاصرة:

لا داعي للتشاؤم أليس اليوم هو الغد الذي قلقنا من أجله الأمس.

الإمارة حلوة الرضاع مرة الفطام.

تاج القيصر لا يمكن أن يحميه من الصداع.

خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إن مِتُّمْ مَعَهَا بَكوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.

*- عبد الفتاح العوض

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.