تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

سوريا .. سيناريوهات المستقبل ..أشدها صعوبة هو متى يقتنع السوريون أن الحوار وسيلتهم الوحيدة

مصدر الصورة
SNS - الوطن

محطة أخبار سورية

أكثر الأسئلة التي يرددها السوريون.. إلى أين؟! والمقصود إلى أين تسير سورية، وإلى أين ستأخذنا الأزمة ومن ثم استنتاجاً متى نخرج من الأزمة وكيف وبقية الأسئلة المحيرة؟!

في حقل إشارات الاستفهام هذه تبدو الأمور مفتوحة على احتمالات متعددة ولأن الإنسان مطبوع على توقع ما يتمناه كنوع من حاجز حماية من الخوف على المستقبل فإن كل فريق ينظر إلى السيناريو الذي يرغب فيه سواء كان هذا السيناريو واقعياً أم لا..

هنا.. لا أرغب وأنا أتحدث عن سيناريوهات المستقبل أن أتبنى أحد هذه السيناريوهات منقاداً لفقه الواقع الذي يأخذ اللقطة الراهنة كبداية لصناعة المستقبل..

وأبدأ من سيناريو الأمل.. أو السيناريو المثالي الذي يقوم على مبدأ أن الأزمة ستأخذنا إلى دولة ديمقراطية مدنية وأن كل الأطراف تشارك في حوار بناء يقود إلى هذا الانتقال نحو الدولة العصرية.

نسبة الأمل في هذا السيناريو كما هو واضح من خطاب كل الأطراف نسبة ضئيلة.. بمعنى أن سيناريو الأمل بلا أمل.

والسبب أن هذا السيناريو يحتاج إلى تنازلات وتقديم المصلحة الوطنية العليا على صغائر المصالح الشخصية.. أضف إلى ذلك أن القسم الأعظم من المعارضة ليس حر اليدين في الذهاب إلى حوار داخلي يأخذ المصالح السورية بعين الاعتبار ويضعها الأولوية العليا.

أما السيناريو الثاني فهو استمرار الأزمة إلى فترة أطول تستمد قوتها من الخارج ويتلاعب بنيرانها وقود الآخرين ومصالحهم، وفي مثل هذه الحالة فإن حياة السوريين ومصالحهم معرضة دوماً للخطر.. وستأخذ الأزمة وفق هذا السيناريو أشكالاً دموية مثلما يحدث الآن وهي بالاستناد إلى إطالة الأزمة ستزيد المقابر والجراح. وتقدير طول الفترة التي يمكن أن تستمر فيها الأزمة لا يرتبط بالداخل إلا بحدود ضيقة وإنما يرتبط بإمكانات الخارج وبمدى قدرته على الاستمرار باعتبار الأزمة السورية شاغلاً له يستدعي المتابعة، مثل هذا السيناريو يقود حكماً إلى سيناريو ثالث تصبح فيه الفوضى سيدة الموقف وتتحول الدولة إلى هيكل دولة بينما تفتقر إلى مؤهلات الدولة، وأيضاً في مثل هذه الحالة فإن السوريين على اختلاف توجهاتهم هم الأكثر تضرراً من تداعيات الفوضى التي عاشت بعض المناطق تفاصيلها.

كثير من الدول قريبة وبعيدة ستكون سعيدة بإضعاف الدولة وكأنها تشاهد مسرحية تعجبها.. بينما سيكون الشعب السوري دافع الثمن الأكبر من حياته ومعيشته واستقراره ومستقبله.

مع استبعاد سيناريو أن يلغي طرف ما الطرف الآخر فإن مصلحة السوريين جميعاً الذهاب مبكراً إلى السيناريو الأول والذي يقوم على رمي السلاح والذهاب إلى الحوار.. وباليقين إن استمرار الأزمة سوف يأخذ الأطراف إلى الحوار رغماً عنها بفعل التعب الذي يصيبها ويصيب المجتمع معها.

بالتأكيد إذا تركت لعقلك حرية قراءة احتمالات أخرى فسيكون هناك الكثير لكن السيناريو الذي نستبعده الآن فقط لأنه لم يحن وقته.

إن الإجابة عن سؤال.. إلى أين؟ مرهونة بتشكل طبقة سورية ضاغطة على كل الأطراف تلزمهم بالجلوس إلى الطاولة.. ما عدا ذلك فإن سيناريو استمرار الأزمة فترة طويلة والوصول إلى حالة دولة ولا دولة سيكون السيناريو الأكثر احتمالاً والأكثر ضرراً للجميع.

إشارات الاستفهام في الأزمة السورية كثيرة جداً.. لكن أشدها صعوبة هو متى يقتنع السوريون أن الحوار هو وسيلتهم الوحيدة للخروج من الأزمة؟!

 

أقوال معاصرة:

الذين يرقبون في قلق مستقبلهم نادراً ما ينتبهون إلى «حلاوة» اليوم.

قـد يـرى الناس الجرح الـذي في رأسـك ولكـنهم لا يشعـرون بالألـم الـذي تعانـيه.

الجزع عند المصيبه مصيبة أخرى.

الخبرة.. هي المشط الذي تعطيك إياه الحياة.. عندما تكون قد فقدتَ شعرك.

لا يحزنك أنك فشلت مادمت تحاول الوقوف على قدميك من جديد.

*- عبد الفتاح العوض 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.