تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

المساعدات "الإنسانية" ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية

 

 

 

منذ اللحظات الأولى لبدء المؤامرة الكونية على سورية، بدأنا بسماع مصطلحات عديدة هدفها الأول والأخير ايجاد ثغرة أو مبرر أو ممر للتدخل في شؤون سورية الخاصة والداخلية، ومن هذه المصطلحات "المساعدات الانسانية".

يَدعون أن هناك حوالي 50 ألف لاجىء سوري في تركيا وارتفع العدد، وادعت تركيا أنها لا تستطيع ايواء أكثر من مائة ألف لاجىء. وهناك لاجئون في لبنان والأردن.. وبدأت دول الجوار بمطالبة العالم بتوفير مساعدات انسانية لهؤلاء اللاجئين لأن هذه الدول بحاجة هي نفسها إلى من يساعدها.. ولكن الأنكى أن هناك من يطالب بإقامة ممرات انسانية لتقديم المساعدات "الإنسانية" لأبناء الشعب السوري الذين يعانون نتيجة الأزمة أو المؤامرة الحالية.

في البدء لا بدّ من القول وبكل صراحة أن سورية استضافت حوالي 2 مليون لاجىء بعد احتلال العراق، ولم تحدث ضجة كبيرة حول هؤلاء، ولم يجتمع مجلس الأمن، ولا المجالس "العربية" لبحث ذلك.. واستضافت سورية أكثر من نصف مليون لبناني على أراضيها خلال حرب تموز 2006، ولم تقم لهم مخيمات، ولم تشكو، ولم تطلب مساعدات انسانية لهم، بل رحّبت بهم واستوعبتهم.. أما لبنان فهو يصيح ويستغيث للحصول على مساعدات انسانية لعشرات الألوف من هؤلاء اللاجئين. واستغل عدد من أركان وأذناب الاستعمار الغربي في لبنان هذا العدد من اللاجئين لاستثماره في مواقفه السياسية اللاأخلاقية ضد سورية.

وما يلفت النظر أكثر وأكثر أن هناك من يطالب بممرات لتقديم مساعدات انسانية للشعب السوري.. وهذا الذي يطالب بذلك يدرك أن مثل هذه الممرات لن تقوم لها أية قائمة لأن من يحاصر ويقتل الشعب السوري هم الارهابيون الذين يرسلهم اولئك الذين يدعون إلى إقامة ممرات إنسانية، ويعرفون دعاة اقامة "ممرات انسانية" ان الجيش السوري يوفر هذه الممرات لابناء شعبه من خلال انهاء الحصار على هذه البلدة أو تلك.. ويوفر كل ما يحتاجه أبناء هذه البلدات من مساعدات.

إن من يدعو إلى إقامة ممرات انسانية للشعب السوري، ومعني بهذا الشعب عليه أن يتحلى بأخلاق أولاً، وهذا يعني عليه أن يوقف القتل وسفك الدماء من خلال وقف كل أنواع الدعم للإرهاب وأدواته وعناصره.. وعليه ألا يتدخل في الشأن الداخلي السوري، فالشعب السوري يقرر مصيره بيده، ويعرف مصالحه ومصلحته وما ينفعه، ويعرف أن يميز بين الغث والسمين.. فاتركوه يمارس حقوقه، وكفى استخدام ذريعة "انسانية" لتحقيق أهداف لا أخلاقية، أهداف شيطانية، وأهداف خبيثة عدائية ضد سورية وضد أمتنا العربية!

                                                                                                                                                                  مجلة البيادر المقدسية

 

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.