تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أعداء سورية ورغم فشلهم ما زالوا ينشدون تدميرها..معركة حلب حسمت الوضع ضد الارهاب

 

معركة حلب مستمرة منذ عدة أسابيع، والتساؤل الذي يطرح نفسه هو: لماذا لم يتم الحسم العسكري النهائي فيها حتى الآن مع أن الجيش العربي السوري يحقق إنجازات ميدانية كبيرة!

 

معركة "حلب" ليست بالمعركة السهلة أو البسيطة، فقد تم التخطيط لها منذ سنوات عدة، وهذا ما تثبته المعارك على الأرض بين الارهابيين وقوات الجيش العربي السوري. ومدينة حلب ليست صغيرة فيها أحياء كبيرة، ويبلغ عدد سكان المدينة أكثر من خمسة ملايين نسمة، ويقطنها أبناء الشعب العربي السوري من جميع أطيافه وشرائحه السياسية والدينية والفكرية.

لقد تم اختيار "حلب" لأسباب عدة، وأعدوا لها بكل ما أُوتوا من قوة، ولكن الجيش العربي السوري الوطني يخوض معركة قوية يحررها رويداً رويدا وبصورة تدريجية.

 

لماذا حلب

لم يتم اختيار حلب لوحدها فقد حاولوا السيطرة على حمص، واستطاعوا تدميرها، والسيطرة على بعض أحيائها، لكن الجيش العربي السوري استطاع سحق الارهابيين، وتطهيرها من قوى الظلام.. واعادة الحياة الطبيعية اليها.

وحاولوا كذلك السيطرة على حماة وفشلوا، وحاولوا درعا وفشلوا.. ويوم 18 تموز هجموا بالآلاف على العاصمة دمشق، وقد تصدى لهم الجيش وسحقهم خلال أقل من 48 ساعة، ففر من فر إلى ريف دمشق، وقد سحق أعداداً كبيرة منهم، وما زال الجيش يلاحق فلول المعتدين المجرمين.

اختاروا حلب بعد أن فشلوا في تحقيق مآربهم في دمشق العاصمة السياسية لسورية. وحلب هي العاصمة الاقتصادية، وهي قريبة من الحدود مع تركيا، وهناك شوارع كبيرة، وأزقة صغيرة. وحلب هي عاصمة العلم والثقافة.

لقد ظنوا بأنهم إذا احتلوا حلب وسيطروا عليها بالكامل فيمكن لهم أن يحولوا هذه المدينة وريفها إلى نقطة انطلاق نحو تدمير سورية بالكامل، أي كان هدفهم تحويل حلب إلى "بنغازي" لكنهم فشلوا كما فشلوا في ذلك في كل من درعا وحمص وحماة. وظنوا أن معركة حلب ستكون أكثر سهولة بعد أن سيطروا على مناطق في ريفها، ولكن ظنهم كان خيالاً ووهماً لأن الجيش العربي السوري يسيطر على الارض، وهو يلاحق الارهابيين، وحرر معظم المناطق التي دخل اليها هؤلاء الارهابيون.

 

عشرات الآلاف من الارهابيين

لقد دخل إلى حلب حوالي 22 ألف ارهابي من مختلف الدول الاسلامية والأجنبية، من تركيا، والشيشان، وأفغانستان والباكستان والصومال، واليمن وغيرها من الدول، ومعهم العتاد والمال وأحدث أنواع أجهزة الاتصال.

الهجوم على حلب كان معداً له سلفاً، وغالبية هؤلاء يقودهم قادة أجهزة استخبارات أجنبية معادية لسورية. ولكن الجيش السوري قام بمحاصرة هؤلاء المعتدين، ووضع الخطط العسكرية لمواجهتهم والتصدي لهم وتحرير حلب من براثن القتل والارهاب.

المسلحون المهاجمون تدربوا في معسكرات أقيمت على الحدود التركية، وكان عدد كبير منهم قد تدريب في أفغانستان والصومال واليمن، وجزء كبير منهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة، التنظيم التكفيري الذي أسسته ورعته الولايات المتحدةو ليحارب الجيش الروسي الذي تواجد في أفغانستان قبل أكثر من ربع قرن.

 

عمليات عسكرية نوعية

لقد طالت المعارك، وتوقع كثيرون أن تحسم خلال فترة قصيرة ولكن ذلك صعب لعدة أسباب ومن أهمها:

·       الجيش العربي السوري يخوض معارك نوعية وضد مجموعات صغيرة، وقناص هنا وآخر هناك، ولا يرغب في تدمير عمارات وبنايات، ويقلل قدر الامكان من الخسائر البشرية، ولذلك يقوم بوضع خطط عسكرية مدروسة لقتال عصابات، وليس لخوض حرب كلاسيكية.

·       لقد احتاج الجيش السوري الى فترة من الوقت للحصول على معلومات عن هؤلاء المسلحين، وأماكن تواجدهم، وذلك لمواجهتهم إذ أنه لا يمكن أن يخوض معارك دون الحصول على معلومات عن أماكن تواجد هؤلاء، وعددهم وأنواع السلاح بحوزتهم.

·       قبل الدخول الى حلب قام الجيش العربي السوري بخوض معارك في ريف حلب، واستطاع أن يقطع خطوط امداد الدعم للمسلحين إلى داخل حلب.

·       بدأ الجيش خوض معاركه النوعية المدروسة الهادئة ذات الخطوات البطيئة المدروسة للإقلال من الخسائر والدمار. واستطاع سحق الآلاف من هؤلاء الارهابيين. وتحرير أجزاء كبيرة من أحياء حلب.

ولكن المعركة تطول لعدة عوامل ومن أهمها أن الجيش العربي السوري يسحق الآلاف من هؤلاء الارهابيين، ومقابل ذلك يتم ضخ كميات جديدة منهم مزودين بالسلاح والعتاد، وهذا يعني أن حلب وسورية كلها تتعرض لتدخل عسكري غير مباشر عبر ارسال هؤلاء المسلحين.

 

من اليمن إلى تركيا فسورية

عدد من المسؤولين اليمنيين، وكذلك مقربون من تنظيم القاعدة في اليمن، أكدوا أن السعودية مع قطر وقعتا اتفاقاً مع تنظيم القاعدة يتم بموجبه نقل الآلاف من عناصر تنظيم القاعدة إلى تركيا للقتال في سورية، وأن تنظيم القاعدة وافق على ذلك وتم نقل هؤلاء المسلحين عبر طائرات سعودية.

وهذه المعلومات تؤكد أن الجهات المعتدية على سورية عبر ضخ هذه الكميات الكبيرة من المرتزقة لا تريد أن يهدأ الوضع في سورية، بل تريد تدمير سورية قدر الامكان حتى لا تقوم لها أي قائمة، وحتى تضعف، وحتى تنهار، وتقسم الى دويلات.. وهذا بحد ذاته لا يخدم الأمة العربية بل يخدم الاستعمار، ويخدم اسرائيل التي سترتاح لعشرات السنوات من دون القلق من أي تهديد عربي جاد، لأن العرب يكونون قد انشطروا إلى دويلات وكيانات صغيرة تتصارع فيما بينها، ونست القضية الفلسطينية، وحتى أنها  تنازلت عن الانتماء العروبي مقابل الانتماء الديني أو العرقي أو "القومي".

 

من لبنان أيضاً

ويتم ضخ وارسال هؤلاء المسلحين إلى سورية عبر الحدود اللبنانية مع سورية، وهناك معلومات واثباتات أن تيار المستقبل في  لبنان بالتعاون مع تيارات اسلامية سلفية يوفرون الدعم للمسلحين، تحت شعار أنهم يدعمون "الثوار"، وكأن الثوار يدمرون وطنهم، ويقتلون أبناء شعبهم، ويعيثون في وطنهم فساداً وانشقاقاً، ودماراً.

في لبنان يتم حماية عناصر ما يسمى بالجيش السوري الحر، وفي لبنان يتم ايواء الهاربين من العدالة، وخاصة المسلحين الذين تلطخت أياديهم بالدماء وفروا من المعركة في سورية، ومستشفيات لبنانية وعلى حساب جهات خليجية توفر العلاج للمصابين من المسلحين في المعارك مع الجيش العربي السوري.. فالحدود مع سورية ليست مضبوطة بالكامل مع أن الجيش السوري يحاول ذلك، ولكن لأن هناك من يدعم المسلحين ومعني بسقوط سورية، فإنهم يحاولون تهريب هؤلاء من لبنان الى سورية، ويوفر الغطاء للذين يصابون ويفرون من المعركة أو المواجهة.

فالمسلحون يأتون من لبنان وتركيا، وكانوا قد دخلوا عبر العراق. والحدود السورية مع دول الجوار تتعدى الألفين وثلاثمائة كيلومتر، ومن الصعب حمايتها وضبطها ما لم يتم تعاون بين سورية والدول المجاورة.

 

اللاجئون السوريون

تحاول عدة جهات معادية لسورية استخدام قضية اللاجئين لاثارة الرأي العام العالمي ضد سورية. ولا بدّ من الاشارة إلى أن اللاجئين المتواجدين في الاردن ينقسمون الى قسمين:

القسم الأول فروا من المعارك والمواجهات التي جرت في درعا، ولم يكونوا يخططون لذلك، ولربما وصلوا الاردن وهم يسيرون مع لاجئين آخرين يمثلون القسم الثاني.

القسم الثاني هم الذين فروا من سورية بعد أن قتل أقاربهم في مواجهة الجيش، أو هم عائلات المسلحين الذين يعيثون في الارض فساداً، فأرادوا العيش في الخارج لتأمين حياتهم من أي انتقام حتى من الشعب السوري نفسه، ولكي يدعموا اخوانهم وأبناءهم من خلال تقديم افادات وشهادات ضد الدولة السورية، وهذه الشهادات مفبركة ومختلقة ومعدة سلفاً.

اللاجئون في الاردن هم لاجئون حقيقيون، أما المخيمات التي أقيمت على الاراضي التركية، فهي معسكرات الى حد كبير.. وهذه المخيمات تشهد مواجهات باستمرار إذ أن بعض المسلحين المرتزقة يعتدون على النسوة في المخيم، زوجات أو أمهات المسلحين الذين يقاتلون في سورية.. وعندما يعود هؤلاء الى المعسكر ويتم ابلاغهم عما وقع لاخواتهم وزوجاتهم وبناتهم تقع المواجهات والصدامات التي تعكس أن هؤلاء المخيمات، ولولا هذا "الاجبار" أو "الالزام" فهل سيبقى هؤلاء في المخيم يعيشون ظروفاً صعبة وقاسية سواء أكانت معيشية، أو سياسية؟

 

غسل دماغ

الذين يشاركون في تدمير سورية هم من الذين غرر بهم، لأنهم محدودو الفكر، وشبه أميين لأنهم لم ينهوا سوى الصف الرابع أو السادس الأساسي على الأكثر. ومن السهل غسل دماغهم دينياً لأنهم سذج.

أحد المرتزقة الافغان أصيب بجراح في مواجهات حلب. وقد التقى به صحفي روسي. وسأله عن بلاده الأصلية وتعليمه ومن هم أعداؤه، فأجاب قائلاً أنه من أفغانستان، وانه أنهى الصف الرابع الابتدائي فقط. وأن أعداءه هم اميركا واسرائيل وسورية. فسأله الصحفي الروسي إذا كان عدوك الأول اميركا، فلماذا لا تحاربها في أفغانستان، في بلدك بدلاً من القدوم الى سورية. أجاب بصورة ساذجة تعبّر عن مدى سذاجته، وعن غسل كامل لدماغه: إذا "استشهدت" في افغانستان لن أجد 40 حورية في السماء مقابل "الاستشهاد" في سورية.. أي ان الشهادة في سورية أكثر "حلالاً" ولها ثواب أكبر في سورية. ومما يعكس بساطته أنه يضع سورية عدوا إلى جانب اميركا، علماً أن اميركا هي التي تقود المؤامرة والتدخل العسكري غير المباشر على سورية.

وصحيفة لوموند ديبلوماتيك الفرنسية كشفت النقاب عن تضليل اعلامي، وان المرصد السوري لحقوق الانسان في لندن يقدم معلومات غير صحيحة، وان وكالات الانباء مستاءة من ذلك ولكنها "مضطرة" لنشر ما يرد من هذا المرصد التابع للمتآمرين على سورية. وهذا المرصد يشارك في التضليل، وفي غسل دماغ المشاهد حول الاوضاع في سورية، وبصورة مغايرة عن الواقع على الارض.

 

تدخل سافر واثباتات على ذلك

وسائل الاعلام الغربية وخاصة الاوروبية، وبالتحديد البريطانية كشفت النقاب عن سَفر مائة اسلامي متشدد من اصول باكستانية الى تركيا، ودخلوا سورية وهم يقاتلون ضد الدولة السورية بحجة دينية. ووسائل اعلام عديدة كشفت النقاب عن وجود مسلحين تونسيين حتى أن احدهم قتل في هذه المؤامرة، فقام أهله في تونس بفتح باب عزاء.

وسائل الاعلام ذكرت أيضاً ان الاستخبارات الفرنسية هي التي ساعدت عدداً من "الضباط" على الانشقاق عن الجيش العربي السوري، وساعدت في هروبهم أو خروجهم من سورية، ومن بينهم الضابط مناف طلاس.

المدعو مالك الكردي، نائب ما يسمى قائد الجيش الحر وفي برنامج "الاسبوع في ساعة" يوم الأحد 9 أيلول 2012 في قناة الجديد اللبنانية اعترف بأن اجتماعاً عقد لتوحيد صفوف "الجيش الحر" والجماعات المقاتلة على الأرض السورية في استانبول بمشاركة السفيرين الاميركي والفرنسي، وكذلك عدد من المسؤولين الاتراك. ولم ينتج عن هذا الاجتماع أي أمر جديد، وهذا الخبر وعلى لسان أحد قادة "الجيش الحر" يؤكد أن من يقود المؤامرة هي جهات خارجية معادية لسورية، وان هذا الجيش غير الحر يضم مسلحين ارهابيين، وان من يدعم هذا "الجيش" بفئاته ومجموعاته الارهابية المرتزقة هم من يريدون تدمير وخراب سورية لاسباب كثيرة وعديدة ومن أهمها لا يريدون أن تكون هناك دولة علمانية مستقلة قوية قادرة على الدفاع عن نفسها، وتعتمد على ذاتها في الانتاج وتوفير الغذاء، وليس هناك دين عليها، بل هي في حالة اكتفاء ذاتي.

 

الابراهيمي والمهمة الصعبة

عندما قدم كوفي عنان استقالته، ولم يرغب في تجديد مهمته كمبعوث خاص للامم المتحدة، بدأ البحث عن خليفة له. الدول المعادية لسورية أرادت شطب والغاء هذه المهمة، لأنها هي من ساهمت والى حد كبير في افشالها من خلال تمويل الارهابيين ودعمهم، وكذلك ضخ أعداد كبيرة الى الداخل السوري. وعارضوا تمديد فترة المراقبين الدوليين، فانسحبوا من سورية. اكتشف عنان أنه اختير كي ينفذ مؤامرة معينة، ولذلك آثر الابتعاد عن ذلك لأنه عرف الحقيقة. قائد المراقبين الدوليين الأول روبرت مود كان متحفظاً في الادلاء بأي تصريح، ولكنه أدلى بتصريح بعد أن ترك مهامه قائلاً: أن العنف لن يتوقف في سورية ما دامت الجهات الخارجية تدعم المسلحين وترسل أعداداً منهم الى سورية.

أرادوا من مهمة عنان أن يوفر أرضية للمسلحين الذين يطلق عليهم اسم ثوار دعماً من خلال الزام الحكومة السورية بوقف العنف لعدة أيام. وأوقفت الحكومة السورية ذلك لأيام معدودة، وهذا بالطبع أعطى المجال للمسلحين في الانتشار، ومن هنا أصرت الحكومة على أن يتوقف العنف بشكل متزامن، أي في نفس الوقت.

اختير وعين الاخضر الابراهيمي ليكون مبعوثا دولياً الى سورية ولكن بعد ان استفحلت الأمور أكثر وأكثر، وبعد أن توفر الدعم اللامحدود للمسلحين من دولتي قطر والسعودية عبر تركيا ولبنان، وقد عاث المسلحون في سورية دماراً الى حد كبير.. وصرح الابراهيمي، الدبلوماسي الجزائري المخضرم، بأنه يشعر بأن مهمته شبه مستحيلة لأنه يعرف الحقيقة، وهي أن التدخل الخارجي هو وراء كل ما يحدث في سورية لأنها مؤامرة كونية.

قبل أن يتوجه إلى دمشق، زار الابراهيمي عدة عواصم وآخرها كانت الدوحة عاصمة قطر، واستمع للآراء العديدة.

ويقول المعارضون المرتمون بأحضان الخارج أن الابراهيمي لن ينجح في مهمته، لأنهم يعرفون أن أسيادهم لا يريدون نجاحاَ له، بل يريدون استمرار الدمار والتدمير، وتواصل الاجواء المؤلمة في سورية حتى تضعف أكثر وأكثر.

وإذا أراد الابراهيمي أن ينجح فكيف يمكن له أن يوقف عنف المسلحين إذا لم تتوقف تركيا وقطر والسعودية عن ارسال السلاح، وارسال "مقاتلين" مرتزقة الى سورية. وكيف سينجح إذا الادارة الاميركية لا تريد توقف العنف، لأنها تستغله لتتهم الحكومة السورية والجيش السوري بأنهما وراء هذا العنف، حتى إذا قام المسلحون بأية مجزرة فإن اميركا تبرر ذلك وبسرعة.

سورية منفتحة على الابراهيمي، ومستعدة للتعاون معه قدر المستطاع، ولكنها ترفض التهاون مع الارهابيين، وترفض اعطاءهم أية فرصة لاعادة لم شملهم، واعادة تموضعهم، وأي وقف للعنف سيكون متزامناً وفي نفس الوقت.

الابراهيمي سييبذل جهوداً كبيرة، ولكن ان لم تتعاون معه قطر وتركيا والسعودية، فإن مهمته ستكون صعبة، وفاشلة، وهذا يشير الى أمر خطير وهو أن هذه الدول متورطة في الداخل السوري، ويعني ذلك الاعتداء على السيادة السورية ، ومن هنا، واستناداً لكل القوانين الدولية يحق لسورية الدفاع عن نفسها أولاً، ومعاقبة الذين يتدخلون بشؤونها ثانياً ولاحقاً.

وينجح الابراهيمي في حالة واحدة إذا أصدرت الادارة الاميركية أمراً الى هذه الدول بوقف العنف، لأنها هي المتآمر الأول، وهي من أشعل فتيل هذه الأزمة أو شن هذه المؤامرة وهي تقودها لربما الوضع قد يتغير بعد اجراء الانتخابات الرئاسية الاميركية، مع أن السياسة الاميركية ثابتة سواء أكان في البيت الابيض اوباما أو رومني؟ ويجب ألا ننسى أن لاسرائيل دوراً في ذلك، فهي تريد أن تتمزق سورية، وان تعاني، وان تضعف لذلك فهي ستشجع الادارة الاميركية حليفتها على افشال مهمة الابراهيمي.. وهذا هو المتوقع كما تتوفر المعطيات، ولكن إذا أصر الابراهيمي على النجاح فإن يستطيع ذلك برفض ابتزاز الدول الخارجية المعادية لسورية من خلال التلويح بطرح الحقيقة على الرأي العام العالمي، وكشف تورط هذه الدول في كل ما يحدث في سورية.

لا بدّ من الانتظار لمعرفة ماذا سيحققه الابراهيمي، وكل ما نريده هو أن ينجح لما فيه مصلحة للشعب السوري، ولكل أبناء منطقة الشرق الأوسط.

 

تواصل "الهجوم" الاعلامي البشع

رغم أن العالم كله كشف زيف الاعلام الخارجي المضلل والمشارك في المؤامرة، إلا أن هذا الاعلام ما زال مستمراً في بث الاكاذيب في اطار التحريض من أجل ابقاء الوضع متوتراً.

وبدلاً من معاقبة هذا الاعلام الكاذب، تقوم جامعة الدول العربية باتخاذ قرارات مجحفة بحق الاعلام السوري الصادق الناقل للحقيقة والواقع وما يجري على الارض من خلال قطع بث القنوات السورية الاساسية الثلاث عن البث عبر القمرين الصناعيين أراب سات ونايلسات..

وهذا الاجراء هو اثبات آخر على أن ما يجري في سورية هو مؤامرة. وتشارك فيها قوى الظلم والطغيان والزيف والنصب والاحتيال. ولكن الشعب السوري أقوى من كل هذه المؤامرات وسيتجاوزها.

 

وماذا بعد

معركة حلب مستمرة، والنتائج محسومة، وكما قال الرئيس بشار الأسد "نتقدم الى الأمام، ولكن الحسم بحاجة الى مزيد من الوقت".

وستتواصل عمليات الجيش السوري النوعية لملاحقة وسحق الارهابيين في كل أنحاء سورية.

وسيبقى الشعب السوري متماسكاً يلتف حول قيادته وجيشه وحكومته، وهو الذي يوفر المعلومات حول هؤلاء الارهابيين ويتصدى لهم، لانه يعرف أن هؤلاء يريدون تدمير سورية.

صحيح أن سورية دفعت ثمناً غالياً في مواجهتها لهذه المؤامرة، ولكن المؤشرات الدولية والميدانية تؤكد أن الامور تتجه لصالح سورية، ولا بدّ لقادة العالم كما فعلت كاثرين آشتون، مفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي، بالاعتراف بأن اسقاط هذا النظام، اي الدولة، أمر صعب، ولا بد من الاعتراف بوجوده، ولذلك عليهم أن يوقفوا دعم مرتزقة من الارهابيين الذين بعد سورية سينتقلون الى اوروبا أو دول أخرى عربية، وقد يحرقون الأخضر واليابس في الدول الجديدة.. وبالتالي سيدفع كل من دعمهم الفاتورة في بلده.

قد تحتاج عملية استئصال الارهاب في سورية فترة من الزمن، ولكن من المؤكد أن سورية عصية على كل المؤامرات. وصمود سورية وافشال هذه المؤامرة يعني بدء مرحلة جديدة في الشرق الأوسط اضافة الى بناء نظام عالمي جديد.. وهذا كله يعني أن القطب الأوحد في العالم قد فلّ، وحلت الى جانبه أقطاب أخرى تقف له بالمرصاد.

 

                                                                                    جاك خزمو

                                                                       رئيس تحرير البيادر المقدسية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.