بين فينة وأخرى يطل وزير خارجية تركيا داود اوغلو بتصريحات منافية ومخالفة ومناهضة للواقع إذ يدعو إلى إقامة مناطق عازلة داخل سورية، وإلى تحمل العالم مسؤولياته لوضع حد لـ "النظام السوري" الذي يستخدم دباباته ومدرعاته وطائراته ضد شعبه – حسب ما يقوله اوغلو – وان ما يجري في سورية يشكل خطراً كبيراً على الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط.
والرد على مثل هذه التصريحات بسيطة وهي: إذا كان يعرف أن ما يجري في سورية يهدد الاستقرار والأمن في المنطقة، فلماذا تدعم تركيا الارهاب وتضخ مجموعات تلو مجموعات وبعشرات الآلاف من المسلحين إلى داخل الأراضي السورية ليعيثوا دماراً وتخريباً؟ ولماذا توفر الحكومة التركية كل المساعدات العسكرية والمالية لهؤلاء المسلحين؟ أليست تركيا مصدر عدم الاستقرار في المنطقة بشكل عام وفي سورية بشكل خاص؟ واذا كانت معنية بمصلحة الشعب السوري، فلماذا لا تساهم في وقف نزيف الدم السوري بدلاً من المساهمة الفعالة في سفكه؟ وهل يحق لاوغلو وحكومة أردوغان أن تستخدم الطائرات والدبابات وكل الامكانيات العسكرية لضرب أبناء تركيا من الشعب الكردي لأنهم يطالبون بالاستقلال؟ هل من حق اوغلو وأردوغان وغول ضرب الشعب التركي تحت حجة وذريعة الارهاب، أما الجيش السوري فلا يجوز له مواجهة الارهابيين حاملي جنسيات دول عديدة، وليسوا سوريين والذين يعيثون في سورية خراباً وفوضى وقتلاً..
لا يا اوغلو، أنت منافق، وأنت المسؤول عن عدم الاستقرار في المنطقة، وأنت التابع للسياسة الاميركية التي تريد فوضى "خلاقة" (عفواً فوضى مدمرة للمنطقة) وجعلت من تركيا رأس حربة ضد بلد جار كانت تربطنا به علاقة قوية ومتينة، وكان السوريون أوفياء في صداقتهم، أما أنت وزمرتك وحزبك فتحولتم إلى "خونة" وإلى أدوات بيد اميركا.. ألا تفكر يوماً بأن الشعب التركي سيزبلك على مواقفك، وفلسفتك المكشوفة والمرفوضة.. ألا تدرك أنك وحزبك ستكبد تركيا ثمناً باهظاً لأن من يدعم الارهاب، سيدفع ثمنه مستقبلاً.. وهؤلاء الارهابيون المدعومون من حكومة أردوغان وبعد الفشل في سورية والفرار إلى تركيا سيعملون ضد تركيا.
قبل أن تنظر إلى القشة في عين الآخر أنظر أولاً إلى الخشبة الكبيرة في عينك.. وكفى فلسفة وتصريحات منافقة، واهتم بأمور تركيا الداخلية قبل التدخل في شؤون سورية.. وإذا كنت مسلماً حقاً، فالنبي أوصى بالجار.. وأنت تطعن وتؤذي الجار الذي كان وفياً لبلادك.. ولكني أقول أن حزبك هو جزء من الاخوان الاميركيين لأنه حزب مطيع لاميركا.. وكفى تنظيراً يا فيلسوف، وعدوا للشعب الكردي.
مجلة البيادر المقدسية
