تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الحيتان المهاجرة

حيتان البحار تهاجر للتزاوج والإنجاب وتقطع عشرات الآلاف من الكيلومترات لخدمة معشر وأمة «الحيتان» وكتعبير عن الشجاعة.

 

رجال الأعمال السوريون و«الحيتان منهم» هاجروا مع بداية وأثناء الأزمة مؤكدين مقولة «المال جبان»..

 وقبل أن نتحدث عن المال والأزمة السورية أريد أولاً بإنصاف أن أقول إن رجال الأعمال السوريين وجدوا أنفسهم في موقف صعب يحار فيه الحليم..

 فهم غير معتادين على إرضاء طرفين.. بل تدربوا على إرضاء طرف واحد يسيرون إليه بأساليبهم الخاصة التي جربوها وعرفوها واختبروا نجاحها..

 الذي حدث.. أن الأزمة جعلتهم في موقف صعب إن أرضوا هذا الطرف غضب الآخر.. وكلا الطرفين خطر في غضبه!!

 وإن كنت ولا أزال مؤمناً أن لقاء المال والسياسة ليس أمراً حكيماً وهو وصفة فساد مؤكدة إلا أنه من المهم الاعتراف.. أن المال والسياسة يتحدثان لغة واحدة هي لغة المصالح وغالباً ما تتعارض لغة المصالح مع لغة المبادئ والأفكار.

 لكن كان من الممكن أن يقوم رجال الأعمال بجهود إنسانية مهمة حتى وهم في بلاد الشمس الدافئة.. انسجاماً مع المبادئ والمصالح معاً.

 لم نسمع أبداً عن جهد جماعي منظم يقوم فيه رجال الأعمال بدور إنساني لدعم «المهجرين» سواء خارج أم داخل سورية.

 ربما تجد من يبرر ذلك بأنواع مختلفة من المبررات لكنها هي أعذار غير مقنعة.. فرجال الأعمال السوريون اختاروا الابتعاد إلى تخوم «الرذيلة» فإن من أسوأ الرذائل أن يكون واجبك أن تقدم المساعدة ثم تختار الهرب حتى من المساعدة!!

 وكان من الممكن أن يشكل رجال الأعمال السوريون «المهاجرون» لجنة منهم غايتها تقديم دعم للهلال الأحمر السوري أو لمنظمات شبيهة ولجمعيات خيرية تعمل لخدمة «المهجرين» حتى يصبح «المهاجرون يساعدون المهجرين» و... حتى لا يشعر السوريون أن رجال أعمالهم يتعاملون مع الوطن على أنه مشروع استثماري لم يعد يحقق لهم الأرباح فغادروه إلى مشروع آخر!!

 أيضاً.. وكما يبدو في علاقة المال والأزمة السورية.. أن أموالاً كثيرة تنفق على القتل.. وكان من الممكن أن تنفق على الحياة.. سواء تلك التي أنفقتها الدولة أو تلك التي جاءت كـ«مساعدات الموت» التي تقدمها الدول السمينة بالمال والتي ساهمت بصب الزيت على النار المشتعلة بأموالها وسلاحها.

 ثم أيضاً.. محاولة إسقاط النظام بالعقوبات التي تطول الناس هي أسوأ طريقة لمساعدة «الشعب».. إن التأثير في حياة الناس ومعيشتهم بالعقوبات تمثل قتلاً إضافياً وبطرق أخرى لا تختلف بنتائجها عن وسائل القتل الأخرى..

 لاشك أن في علاقة المال والأزمة مسارات كثيرة تتلاقى فيها المصالح عند نقاط معينة وفيها شراء للذمم وبيع للأخلاق.. وكلها خسائر من دم السوريين حتى بات الدم السوري الأرخص في مجريات الأزمة وتداعياتها.

 من عجائب المال أنه فعال لتخفيف أحزان الناس.. في بلادنا حتى المال غير فعال في تسكين الألم.. لأنه يتقن الهرب!!

 نشاط!!

 من المفارقات المحزنة أن ورشة عمل ضمت وزارات الزراعة والبيئة و الداخلية والسياحة و العدل ومجلس الشعب...اجتمعوا كلهم مع برنامج الأمم الإنمائي والجمعية الملكية البريطانية ليتحدثوا عن البيئة و يدرسوا شجون وشؤون «الطيور المهاجرة»؟

 كان من الممكن تغيير طفيف على العنوان ليصبح «الناس المهجرة»؟

 

أقوال غير ثمينة:

بعض الرجال يصنعون نقوداً مزيفة وبعض النقود تصنع رجالاً مزيفيين.

قوام الحروب ثلاث.... المال... والمال.. والمال.

الجميع أمام المال من مذهب واحد.

عندما يتكلم المال يصمت الصدق.

القيم الحقيقية لأي إنسان هي كم يساوي إذا فقد كل أمواله.

المال بحر مالح كلما شربت منه ازددت عطشاً.

                                                                                                             عبد الفتاح العوض

 

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.