بالصدفة فقط، شاهدت وتابعت برنامج "الشارع العربي" الذي تقدمه المذيعة السورية زينة يازجي من قناة "دبي" الاثنين الموافق 17/9/2012. وأقول بالصدفة لأني لا أتابع مثل هذه القنوات الفضائية، ولكن عندما كنت أبحث عن محطة لمشاهدتها "جاءت" دبي ورأيت باتريك سيل.. ولأن هذا الشخص باحث وكاتب معروف قررت متابعة البرنامج.. وصدمت لأجد زينة يازجي مذيعة في دبي، مع أني كنت أعلم أنها كانت في قناة العربية.. طبعاً لم أعرف متى تم انتقالها. ولكن ليس هذا المهم في هذه المقابلة بل فحواها..
في هذه المقابلة التي تمت في منزل سيل حاولت زينة جرّه لقول ما يعجب الخليج وأعداء سورية، فلم تفلح، إذ حاولت الاستفسار عن أن قيادة الرئيس بشار الأسد ليست كقيادة والده، واجابها لا أعتقد ذلك، وأصر على مبدأ الحوار لحل الأزمة السورية، وأوضح الأمور وقال أن اسرائيل عامل أساسي في الصراع. وعندما سألته عن سبب مقاطعة النظام السوري الآن من كل الدول العربية، أجابها وبكل وضوح أن هذا ليس صحيحاً، فهناك الجزائر، ولبنان والعراق تقيم علاقات جيدة، ولا تتفق هذه الدول على ما تتخذه الدول العربية من قرارات. وأكد أن أكثر من 30 بالمائة من الشعب السوري يؤيدون الرئيس بشار، في حين أن 40 بالمائة هي الأغلبية الصامتة التي ترجح كفته، وأن غالبية السنة في سورية هم من مؤيدي وداعمي الرئيس بشار الأسد.
لقد حاولت استدراج سيل لقول ما يرضيها عدة مرات فلم تفلح، فكان "العبوس" يسيطر على وجهها... وهناك ملاحظة مهمة جداً وهي أن الترجمة للقاء لم تكن دقيقة، إذ كان المترجم يتغاضى عن قصد أو غير قصد بعض جمل قالها سيل، ولذلك كان يترجم على مزاجه ولم تكن الترجمة حرفية ومهنية.
الكاتب الأجنبي سيل يعترف بأن سورية تتعرض لمواجهة من الخارج، ويعترف أن الهدف من كل ذلك تقسيم سورية، ويدعو الى الحوار بين كافة السوريين لحل هذه الأزمة، ولماذا لا يعترف بقية القادة العرب بهذه الحقيقة الواضحة المكشوفة للجميع.
لم تستطع زينة اليازجي وأمثالها من الصحفيين من تغيير الواقع أو المس بالحقيقة. فهذه الحقيقة بائنة وظاهرة لكل إنسان عادي. ولذلك نقول للمحطات المعادية لسورية، كيف ستكون مواقفها وأوضاعها وسمعتها ومصداقيتها أمام الرأي العام العالمي بعد أن تجتاز سورية هذه المؤامرة، وتسقطها وتنتصر عليها؟
جاك خزمو
