تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رادارات وليد جنبلاط

هذا الرجل ، لا يحتاج الى نشر رادارات غربية او شرقية ، فراسه رادار يتحرك بطريقة اوتوما تيكية. ولذلك قد تنفع متابعة تحركاته لاستشراف القادم في المنطقة وليس في لبنان فحسب. رغم ان توقعاته لا تصيب مئة بالمئة ،ولكنها مؤشر لا باس به .

ها هو ينتقل بسرعة من موقف التشدد ضد الحكومة اللبنانية الميقاتية وضد حزب الله وسوريا الى  خروج واضح على تيار المستقبل والى موقف وسطي معتدل. انتقال لا يفسر فقط بالحرص الغربي على استقرار لبنان ، وباصطفاف السفراء الخمس الى جانب ميقاتي غداة الهجوم على السراي الحكومي  الذي كانت طليعته من الجيش السوري الحر. واخيرا بزيارة هولاند وتاكيده على الموقف نفسه . نقول لا يفسر بكل ذلك ، لان بوصلة وليد جنبلاط لا تتوقف على لبنان وانما تمتد الى البعد الدرزي في المنطقة ( وكم هو مؤلم ان نضطر الى استعمال هذه المصطلحات في التحليل) ، كما ان زعيم المختارة لا يحسب حساباته خارج المعادلة الاقليمية والدولية . وفي هاتين ثمة تحول ، يبدا ولا شك من استراتيجية واشنطن اوباما ، تلك التي لخصها الرئيس الجديد بعبارة واحدة : " الحروب اصبحت من الماضي " وهو انما يقصد بذلك دون شك الحروب العسكرية النظامية . اعلان كان واضحا ان الرئيس الديمقراطي تبناه منذ اعلان تخفيض الميزانية العسكرية . مما يعني عمليا الغاء أي خيار للتدخل العسكري النظامي في سوريا. وتعويض ذلك بالتدخل الدبلوماسي، وباستعمل القوة الناعمة. ستراتيجية تواجهه فيها روسيا والى حد ما الصين ، ما يعيدنا الى مرحلة الحرب الباردة بكل ابعادها. وهنا يصبح التنافس ليس عمن يشن الحرب بل عمن يتحكم بمرحلة المفاوضات المؤدية الى الحل السلمي للازمة. هل ستكون تحكم جنيف 2 ام تحكم ما سيفرزه اجتماع قطر برعاية السفير الاميركي السابق في سوريا ؟    معادلة لا يمكن فيها تجاهل  الموقف السعودي الذي قد تكون له رؤية غير القطري ، خاصة بعد محاولات التظاهر في مكة المكرمة خلال الحج ، وتصريح سعود الفيصل لصحيفة لوموند الفرنسية :  " لا نعرف ما اذا كانت الامور ستؤول في النهاية الى ربيع ام الى شتاء. ما نعرفه ان دولا شقيقة تعيش مواجهة مع حركات اجتماعية وعليهم ان يجدوا الاستقرار من جديد. وبما اننا الدولة التي تضم الاماكن المقدسة ، فان علينا واجب مساعدتهم . وفي واقع الازمة الاقتصادية التي تعصف بالغرب، نكون نحن القادرين على المساعدة المالية "

لا ثقة بالربيع .. لا كلام عن التسليح، بل  كلام عن الاستقرار ... عن المساعدة المالية ....

ولكن ...

 المساعدات المالية لن تكون لاغاثة الشعب السوري ، ودعم المعارضة فحسب ، وانما يمكن لها ان توظف في خدمة ستراتيجية القوة الناعمة الاميركية ، بكل اشكالها ، وفي هذا السياق ستعمل مصر على استعادة دورها الديبلوماسي ، في حين تبدو تركيا الاكثر تخبطا لانها مضت بعيدا دون ان تحسب حسابا لاشكالاتها الداخلية .  

حسابات التقطها رادار وليد جنبلاط ، فتحول شمالا او يمينا حسب الرياح . رياح قد لا تخلو من نسمات السماح الغربي للبنان بمباشرة استخراج نفطه وغازه. واعلان هذا الانجاز التاريخي على لسان الوزير جبران باسيل ، فيما يعتبر انتصارا سياسيا اقتصاديا للحكومة الحالية ، لنجيب ميقاتي   ميشال عون ، نبيه بري وحزب الله.

 

 

 

                                                               د. حياة الحويك عطية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.