تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الرئيس الأسد: أسد صامد حتى النهاية

جاك خزمو

 

رئيس تحرير مجلة البيادر / القدس

 

في الوقت الذي كانت ترعى فيه دويلة قطر مؤتمراً لما يسمى بالمعارضة السورية المرتمية بأحضان الخارج، والمتذيلة لأجندات وأوامر الدول المتآمرة على سورية، ظهر الرئيس بشار الأسد من على شاشة قناة روسيا اليوم مساء يوم الخميس الموافق 8 تشرين الثاني2012 ليؤكد وبكل حزم واصرار أنه صنع في سورية وسيبقى في سورية وسيموت في سورية، أي أنه لن يخنع لأوامر الغرب لأنه يعتمد على وقوف شعبه وجيشه إلى جانبه في التصدي للمؤامرة الكونية التي تشن على سورية منذ 15 آذار 2011، أي منذ ما يقارب 21 شهراً.

 

 

 

ذكاء في الرد

 

لقد كان ظهور الرئيس الأسد من على شاشة روسيا اليوم في مقابلة خاصة معه بمثابة ضربة معلم قوية وقاسية لكل أعداء سورية، وتعبّر عن ذكاء كبير في الرد على كل ما يشاع ويقال ويفبرك عن سورية، وعن الرئيس بشار الأسد.

 

فقد جاءت هذه المقابلة خلال رعاية أمير دويلة قطر لمؤتمر المعارضين الخونة الذين مدوا أياديهم للمتآمرين على سورية طمعاً في المال، وليس في المناصب لأنهم لن يحصلوا إلا على مناصب وشهادات الخزي والعار، وجاءت أيضاً بعد أن نشرت وكالات الأنباء، ووسائل الاعلام المضللة والظلامية أخباراً كاذبة عن تعرض القصر الجمهوري لقصف بالقذائف، فظهر الأسد وهو مرتاح وهادىء، وبكل برودة أعصاب يسير في القصر الجمهوري نحو مكتبه لاجراء المقابلة. وقال جملة مهمة وهي أنه إذا حاولوا الاعتداء على سورية عسكرياً، فإن أحداً لا يستطيع التنبوء بنتائج هذا العدوان، وقد يطال المنطقة من المحيط الهادىء حتى بحر العرب، في اشارة له إلى أن زلزلاً كبيراً ستشهده هذه المنطقة الواسعة، لأن سورية ليست دولة ضعيفة، بل هي قوية وقادرة على خلط الأوراق، وقادرة على الدفاع عن سيادتها.

 

 

 

لا مساومة ولا اكتراث بكل التهديدات

 

أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت يوم 23/10/2012 وفي تعليق لمختص الشؤون العسكرية اليكس فيشمان، إلى أن الرئيس بشار الأسد بات أسداً آخر، برفضه عروضاً قدمت له من قبل الادارة الاميركية تؤدي الى "هدوء الاضطرابات" في سورية، بعد بدء المؤامرة على سورية بعدة أشهر، وهذا يعكس مدى اصرار الرئيس على تمسكه بمواقفه الثابتة الحاسمة الصلبة، وعدم تقديم أي تنازل مهما كان الثمن. ومن هذه المبادرات على ذمة فيشمان تجديد الاتصالات مع اسرائيل.. مع تقديم خطوات حُسن نوايا إلا أن كل محاولات ثني الأسد عن مواقفه فشلت لأن الرئيس الأسد لن يقبل بأي عرض استسلامي.

 

وأكد فيشمان أن الرسالة الأخيرة التي وصلت للرئيس الأسد كانت قبل بضعة شهور، وشملت تهديداً بشن هجوم عسكري مباشر على خلفية معلومات استخبارية اميركية بامكانية سقوط إحدى المنشآت غير التقليدية في أيدي "المسلحين"، لافتاً إلى أن البيت الأبيض قام بتحذير سورية أيضاً من أن الوضع لم يبقَ على ما كان عليه، وأن سورية ستتعرض لهجوم عسكري اسرائيلي أميركي ساحق، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الجيش العربي السوري أعاد السيطرة على المنشأة، ونقلت بعض المواد القتالية منه إلى منشآت جديدة يستطيع الجيش السوري السيطرة عليها والدفاع عنها.

 

 

 

الرئيس الأسد لم يأبه ولم يكترث لهذه التهديدات، وكذلك لم يصغ إلى المعلومات المفبركة حول المنشآت غير التقليدية، لأنه يعرف ومتأكد من أن الجيش العربي السوري مسيطر على الوضع كاملاً، وأن المتمردين أو الارهابيين لن يستطيعوا تحقيق أي انجاز على الأرض، وأن كل ما يقال أو يشاع هو جزء من المؤامرة لتصعيد الضغط السياسي على الرئيس الأسد، هذه المؤامرة التي تشمل أكثر من جبهة اعلامية وسياسية واقتصادية، وعسكرية التي تتمثل بارسال ارهابيين إلى الداخل السوري وتزويدهم بالعتاد والمال وأجهزة ارسال وتنصت متطورة جداً.

 

 

 

قطر تنسق مع اسرائيل

 

لاغتيال الأسد

 

وزير خارجية قطر حمد بن جاسم قام بزيارة لا بزيارات عديدة حسب ما نقلته صحيفة "الديار اللبنانية"، ومصادر عديدة أخرى لاسرائيل، وطرح على اسرائيل فكرة تعاون قطري اسرائيلي في التخلص من الأسد.

 

وحسب هذه المصادر وهذه المعلومات فإن الوزير حمد الذي رافقه رئيس المخابرات القطرية قدم خطة من عدة أهداف تتضمن اختراق اسرائيلي قطري لضباط سوريين قريبين جداً من الأسد ليطلقوا النار عليه أو محاولة تسميم الرئيس الأسد، على غرار ما حدث للرئيس الشهيد ياسر عرفات من خلال وضع جرثومة على كف أحد الضباط المطعم بترياق ضدها، لكن عندما يصافح الرئيس الأسد تنتقل الجرثومة إلى الرئيس الأسد، أو امكانية تسميم الطعام الذي يتناوله الأسد، أو احداث اختراق أمني في الحرس الجمهوري من خلال ضابط أو أي موظف مقابل ملايين الدولارات لوضع عبوة متفجرة على مدخل القصر، يتم تفجيرها لاسلكياً لدى دخول الرئيس الأسد إلى القصر.

 

وهناك احتمال آخر، كما جاء في الخطة، هو تزويد مسلحين ارهابيين قريبين من مطار اللاذقية والمزودين بصواريخ ستينغر لاطلاقها على طائرة الرئيس عند توجهه الى مطار اللاذقية خلال عطلة الأسبوع لقضائها في اللاذقية أو القرداحة.

 

وعرض الوزير القطري على اسرائيل مقابل التعاون مع قطر في التخلص من الأسد على تقديم مبلغ مالي كبير، وتزويد اسرائيل لمدة سنتين على الأقل بالغاز، وكذلك بالبنزين ولكن بسعر منخفض.

 

وذكرت المعلومات أن نتنياهو رفض ذلك، واعتبره قراراً خطيراً قد تكون له نتائج وخيمة جداً... وسأل نتنياهو الوزير القطري حمد بن جاسم: إذا أسقطنا الرئيس الأسد، هل سيقوم مجلس التعاون الخليجي بالاعتراف باسرائيل واقامة علاقات دبلوماسية كاملة معها!

 

من هذه المعلومات يمكن الاستنتاج إلى أن قطر فاشلة في تآمرها على سورية، وهي تعكس حقدها الكبير على سورية، ولهذا تتعاون مع ألد أعداء الأمة العربية لتحقيق غايتها القذرة جداً. وكذلك يمكن الاستنتاج بأن اسرائيل معنية برحيل الرئيس الأسد ولكنها لن تقدم على خطوة قد تعرض اسرائيل للخطر إذ أن الرد السوري سيكون زلزالاً كبيراً في المنطقة كلها، وأن نتائج مثل هذا التدخل في الشأن السوري لن يكون بسيطاً وخاصة إذا اكتشف أمره. وبالاضافة إلى ذلك، فإن رحيل الأسد لن يزيل الخطر السوري عن اسرائيل لان النظام القادم لن يكون أقل عداوة لاسرائيل من النظام الحالي. ولأن الشعب السوري وجيشه أيضاً لن يرضى إلا بالرد على كل مؤامرة بكل قوة ساحقة على المتآمرين والمخططين أيضاً للمؤامرة.

 

 

 

الأسد لن يرحل وصامد حتى النهاية

 

المسؤولون الروس باختلاف مناصبهم من الرئيس فلاديمير بوتين حتى نائب وزير الخارجية يقولون وبكل صراحة أن الأسد لن يرحل، وان الجيش العربي سيصمد حتى النهاية، وان روسيا صديقة سورية، لن تسمح بتمرير أي قرار دولي ضد سورية تحت البند السابع. وهذا الموقف الروسي ناتج عن أمرين اثنين: الأول صلابة موقف الرئيس بشار الأسد، والثاني قوة الجيش السوري وانجازاته على الارض رغم ما يواجهه من أعداد كبيرة من المرتزقة الارهابيين، ويقوم بعمليات نوعية وفريدة ستدرس في كليات العالم العسكرية.

 

ويقول المسؤولون الصينيون والايرانيون وفي العديد من الدول أن المؤامرة على سورية ستسقط عاجلاً أم آجلاً. وان الهدف ليس هو شخص الرئيس، بل هو تدمير سورية، وبالتالي تغيير مواقفها وهذا لن يحدث لأن الرئيس الأسد هو أسد بالفعل في مواقفه وفي حكمته في ادارة المعركة ضد المؤامرة الكبيرة التي تتعرض لها سورية، قلب الأمة العربية، وحصنها المنيع، وستبقى كذلك، وهذا ما ستؤكده الفترة الزمنية القادمة.

 

 

 

اجرام الارهابيين

 

يكشف بشاعة وجهة المتآمرين

 

رغم أن الوضع السياسي العام هو لصالح سورية مع مرور الأشهر والأيام، إلا أن الاجرام على أرض الواقع وفي الميدان ما زال متواصلاً وبأبشع صوره، وهذا الاجرام أدى إلى احراج المتآمرين وكشف بشاعة وجوههم وتآمرهم واحقادهم وخططهم وتصرفاتهم.

 

ومن الاجرام الذي رأيناه وتألمنا منه وتألم كل انسان عاقل وشريف قيام مسلحين باختطاف شخص، ومطالبتهم بفدية، فقام الحد الخوارنة، رجل الدين فادي، في منطقة حمص باعداد الفدية، وعندما قام بتسليمها لهم لاطلاق سراح المواطن، قاموا بقتله وتقطيع جثمانه بشكل فظيع مما يؤكد أن هؤلاء متوغلون في الاجرام أكثر مما يتصوره أي انسان. ومثال آخر، هو قيام هؤلاء المرتزقة المجرمون بقتل عدد كبير من رجال الأمن، والتمثيل بجثثهم، ولم يستحوا فقد صوروا اجرامهم ووزعوه للعالم، لأنهم قتلة محترفون، من دون انسانية أو أي حس أو ضمير، وهناك أمثلة كثيرة وعديدة على بشاعة هذا الاجرام الذي اجبر العديد من الدول على استنكاره، بعد أن أحرجوا، وهذا الاجرام كشف أكثر وأكثر أن ما تتعرض له سورية هي مؤامرة خطيرة وبشعة لم يسلم منها لا البشر ولا الحجر، ولا الشجر. وهي مؤامرة تهدف أولاً وأخيراً إلى تدمير سورية وليس تحقيق اصلاحات أو تغييرات.

 

 

 

انجازات للجيش السوري

 

في الميدان

 

لا شك أن ما يجري مؤلم ومحزن، لكنه مفروض على سورية، ولكن ايضاً الجيش السوري يقوم بعمليات نوعية على الأرض، ويسحق هؤلاء المرتزقة الارهابيين الذين جاءوا من مناطق عديدة في العالم.

 

المواجهات بين الجيش العربي السوري وهؤلاء المسلحين ليست بالسهلة أو البسيطة، ولكن الجيش يعمل بكل حذر وهدوء لتقليل الخسائر قدر الامكان، ويقضي على اعداد كبيرة من هؤلاء المجرمين المسلحين.

 

ولا بدّ من الاشارة ان لجاناً شعبية عديدة شكلت في العديد من المناطق تتصدى للمسلحين، وتمنعهم من دخول مناطقهم، وبالتالي منعهم من أن يعيثوا خراباً ودماراً في هذه المناطق ويروعون الاطفال والمسنين.. وهذه اللجان تقف الى جانب الجيش العربي السوري، مما يؤكد بشكل قاطع أن الشعب السوري يقف الى جانب وطنه ويدافع عن سيادته، ويناصر جيشه، ويتصدى لفلول المرتزقة الذين يُدحرون ويُسحقون في العديد من المناطق، وسيدمرون ويُقضى عليهم قريباً في كل مناطق الوطن، وسيعود الاستقرار الى سورية، يعيش فيها المواطن بالأمن والأمان كما كان الوضع قبل بدء المؤامرة.

 

 

 

المرحلة الأخيرة للمسلحين المرتزقة

 

لا شك أن ما تشهده بعض المدن السورية من تفجيرات التي تستهدف المواطنين يؤكد بشكل قاطع ان هؤلاء المسلحين وصلوا مرحلة اليأس، والافلاس، والهزيمة الكاملة.وهذا يعني أيضاً انهم يواجهون المرحلة الاخيرة من اجرامهم وتعديهم على الوطن والمواطن، وانهم باتوا يشعرون بأن القضاء عليهم مسالة وقت، وان اهدافهم لم تتحقق أمام صخرة الصمود السورية. ولولا الدعم المتواصل لهم، لانتهوا منذ فترة طويلة، ولكن هذا الدعم يطيل أمد هذه المرحلة الاخيرة التي لا بدّ أن تنتهي وفي أقرب وقت، لأن سورية قوية بسبب قوة ودهاء وذكاء وحكمة الرئيس الاسد، وبسبب وعي وشجاعة وصمود الشعب السوري، وبسبب بطولات حماة الديار الجيش العربي وتصديه للمخربين المجرمين.

 

سورية ستبقى قوية وهذه السحابة القاتمة السوداء جداً، سترحل قريباً عن سماء سورية، وقد ترحل الى الدول التي رعتها وحوّلتها ودعمتها.. وهذه حقيقة نؤمن بها ونشهد عليها من خلال صمود سورية في وجه مؤامرة فشلت وما تواجهه سورية الآن هو بقاياها.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.