تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عام.. للنسيان!!

ما إنجازاتنا في هذا العام؟! لقد عمّرنا المقابر؟! كتب أحدهم على قبره «حوائج لم تقضَ، وآمال لم تنل، وأنفس ماتت بحسراتها» في هذا العام حدث هذا.. أنفس ماتت بحسراتها، وهي أسوأ أو الأسوأ بين إنجازات البشرية.

 

تقول أنديرا غاندي: «الأفراد سوف يواجهون الصعوبات دائماً، وكذلك الدول، الشيء المؤكد أنه علينا أن نتغلب عليها أو نتجاوزها.. أو أن نعتاد على العيش معها».

 لا شك في أن جميع الشعوب مرت بما نمر به، حروب على السلطة، وحروب مع أعداء، وحروب أهلية، وحتى حروب عالمية.. وفي جميع الحالات وأياً كان نوع هذه الحروب مع نهايتها يعرف الجميع عبثيتها، ويعرف الجميع أن الثمن الذي تدفعه هذه الشعوب لا يوازي الهدف الذي حدثت من أجله.

 لست ميالاً للتشاؤم.. لكن مع نهاية كل عام تأخذنا الحكمة لنقرأ نتائج ما عملنا.. فلا نرى هذا العام إلا قوائم من الموتى وبشراً تحولوا إلى عدّاد أرقام في مزاد السياسة!!

 وأيضاً.. لست بائع تفاؤل ولكن لا أريد أن تأخذوا التصريحات المتطرفة الآن على محمل الجد فهي لعبة التفاوض حيث يبدأ المفاوضون من النقطة الأعلى حتى يحصلوا على مكاسب عندما تحين لحظة الاتفاق.

 السياسيون عادة يلعبون بالألفاظ لكنهم في حالتنا يتلاعبون بالأرواح!!

 وشتان بين الألفاظ والأرواح!!

 النقطة المبشرة أنه بدأ اليقين يزداد عند الجميع أنه لا بد من الحل السياسي، ولو أنهم استمعوا لصوت العقل منذ البداية لكان الحل السياسي متوفراً بصورة أفضل وأسهل.

 والآن.. وبعد هذه المصائب التي حدثت على امتداد الوطن فإن أي محاولة لتعطيل الحل السياسي أو رفضه والتحايل عليه ليس إلا طريقة للقتل واستمراره.

 الذين يرفضون الحوار والحل السياسي إنما يعلنون أنهم صناع موت!!

 لا يمكن لتحقيق مكاسب سياسية أن تقبل باستمرار الموت..!

 هذه حياة بشر معلقة بتصريحات السياسيين.. ومن ثم فإن هذه التصريحات وما وراءها ستكون المسؤولة عن حياة كثير من الناس.. إما أن تأخذ الناس إلى الحياة.. وإما إلى الموت!!

 بالمحصلة.. هو عام للنسيان.. لا ينفع لغير ذلك لأنه ببساطة عام للأحزان!! تعالوا نودعه بلا أدنى أسف عليه!!

 

أقوال نحتاج إليها

 لا تطرحوا اللؤلؤ إلى الخنزير، فإنه لا يصنع باللؤلؤ شيئاً، ولا تعطوا الحكمة من لا يريدها، فالحكمة خير من اللؤلؤ، ومن لا يريدها شر من الخنزير.

لا تنظروا في ذنوب العباد كأنكم أرباب، وانظروا فيها كأنكم عبيد فإنما الناس رجلان، معافى ومبتلى، فارحموا أهل البلاء، واشكروا اللـه على العافية».

يا علماء السوء جعلتم الدنيا على رؤوسكم، والآخرة تحت أقدامكم قولكم شقاء وعملكم داء.

 

                                                                                               عبد الفتاح العوض   

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.