تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أوهام أميركية إسرائيلية .. بقلم غالب قنديل

محطة أخبار سورية

 

 

كشفت تقارير إعلامية عديدة حجم الدور التحريضي الخليجي و القطري السعودي خصوصا و الجهد التركي الموازي في طلبات شن هجوم عسكري أطلسي شامل على سوريا و ذكرت كمية كبيرة من المعلومات معطيات حاسمة عن دور إسرائيل و اللوبي الصهيوني في الضغط داخل الولايات المتحدة لترجيح خيار الغزو العسكري و استكمال الحرب غير المباشرة التي استنفذت قدرتها على تحقيق انقلاب جدي في ميزان القوى .

 

أولا  الحسابات الأميركية الصهيونية المسربة تنطلق من فرضية إنهاك القوات السورية المسلحة في حصيلة سنتين من الحرب الإرهابية على شعب سوريا و الدولة الوطنية السورية و هذا الوهم مبني على تجاهل العديد من الوقائع التي تتربص بالحماقة الأميركية الإسرائيلية حال وقوعها فالجيش السوري عزز من قدراته الدفاعية الإستراتيجية و التي ما تزال معافاة و هي خارج يوميات النضال اليومي للجيش و القوات المسلحة ضد فصائل الإرهاب و التكفير و هذا يشمل كما بات معروفا منظومات الدفاع الجوي المتطورة و ترسانة الردع الصاروخي بجميع مقوماتها و ذكرت بعض التقارير الإسرائيلية معلومات كثيرة عن التحديث النوعي لهذه المنظومات خلال الأشهر الماضية و هو ما لم يعطله حتى اليوم مسار الاضطرابات و الأحداث الجارية على الأرض .

 

ثانيا  شكل تكوين قوات الدفاع الوطني و اللجان الشعبية المقاتلة على الأرض السورية على جانب قوات الجيش المشاركة في مطاردة الإرهاب تعزيزا نوعيا و حاسما لمقدرات الجيش العربي السوري و لطاقته البشرية القتالية و أمن تجديدا لطاقة الوحدات المشاركة في مطاردة العصابات الإرهابية و أحدث جملة من التغييرات البنيوية في هيكل القوات المسلحة عبر تواجد القوات الشعبية الطابع إلى جانب الجيش النظامي الذي اثبت صلابة و مقدرة نادرتين و هو تغيير لا بد من أخذه في الاعتبار في حساب المقاومة السورية للغزو الأجنبي خصوصا في حالة وقوع العدوان الأميركي الإسرائيلي الذي يلوح به المخططون الواهمون و عملاؤهم فالأرض السورية سوف تتحول مقبرة للغزاة و التفوق الأخلاقي و الوطني للقوات المدافعة في مجابهة الغزو من شانه أن ينتج حالة من الاضطراب الواسع في صفوف العصابات المتمردة و الإرهابية على الأرض بينما تزداد القوات المدافعة عن الوطن صلابة و عزما و تنهض الوطنية السورية الجامعة في خيار المقاومة ضد العدوان الاستعماري السافر الذي سيزيل الأقنعة عن كل ما دبر ضد سوريا تحت ستار انتفاضات الربيع .

 

ثالثا  أكد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بالوقائع العملية في خطابيه الأخيرين ما يبين الوهم الصهيوني الأميركي بشأن الارتباك و التشتت المزعومين فالمقاومة ثابتة  باستعداد يضع في الحسابات مسؤولياتها القومية و الوطنية على جبهات دائرية و من كل الاتجاهات و فائض القوة و القدرة لدى المقاومة مؤهل للتعامل مع أي غزو استعماري لسوريا عبر القاعدة التي أعلنها السيد نصرالله مؤخرا حول القرار المتخذ من جميع أصدقاء سوريا و شركائها في المنطقة و العالم يتقدمهم حزب الله بتحويل أي عدوان إلى مجابهة شاملة إقليميا و ربما عالميا أيضا ووفقا لما توقعه هنري كيسنجر من اصطدام الأساطيل الروسية و الأطلسية قبالة الساحل السوري و ما سيعقب ذلك من تداعيات في أوروبا .

 

رابعا  سيكون على الغرب و إسرائيل في حال العدوان على سوريا إجراء الحسابات المباشرة لآلاف الصواريخ اللبنانية و السورية و الإيرانية التي ستمطر كيان العدو الصهيوني و الأساطيل الأميركية في المتوسط و الخليج و آبار النفط و الغاز في الخليج و عليهم أن يضعوا في الحساب وجود آلاف المقاومين الجاهزين للقيام بوثبات داخل فلسطين المحتلة و على جبهة الجولان العربي السوري كما سيكون عليهم توقع خطوات روسية و صينية و بريكسية داعمة بكل الوسائل الدفاعية و الاقتصادية للدولة الوطنية السورية و على واشنطن و تل أبيب السؤال عن اليوم التالي للعدوان في القاهرة و عمان و عن حركة القوة العراقية على المسرح و عن وجهة الاستقطاب الشعبي في تونس و ليبيا و اليمن و بدلا من متطوعي التكفير و الإرهاب في تلك البلدان سينطلق موج المتطوعين للمشاركة في الدفاع عن سوريا و ستكون لملاحم الصمود و المقاومة السورية اللبنانية  أصداء أخرى داخل فلسطين المحتلة بجميع مناطقها و خصوصا في قلب غزة.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.