تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

بقي النسر السوري شامخاً

في التاريخ القديم البعيد قتل الصليبيون تسعين الفاً في حملتهم على بيت المقدس، و التتار في بغداد وحدها مليوني قتيل. والتنافس جار على مدى التاريخ على عدد القتلى في منطقتنا حتى يومنا هذا، لكن في العصر الحديث لا أتوقع بأن هناك ما يضاهيه أي رقم من القتلى..... نقول  الآلاف لا بل مئات الآلاف.... وحتى أكون دقيقة في المعلومة،  الملايين من الضحايا في مصر وتونس وليبيا وسوريا والحجج واحدة تحت مسميات عدة، مرة انتشالنا من الجهل والفقر ومرة من سطوة الدكتاتورية والآن تحت رايات الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان .....فالتاريخ كثيراً ما يعيد نفسه !!

في كل مرة نسأل لماذا كل هؤلاء القتلى ومن أجل من    ؟

هل من أجل ما يدّعون فعلاً تحقيق الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في بلداننا   ؟

أم من أجل نهب ثرواتنا النفطية والغاز  وتسخير طاقات أفرادنا والعمل على استثمار مرافقنا   ؟

التاريخ يعيد نفسه، الاستعمار من جديد لكن هذه المرة بعدة وجوه،  مرة باسم الأسلحة الفتاكة الكيماوية كما حدث في (العراق عام 2003) ومرة باسم الحرية والديمقراطية لـ (تونس ومصر وليبيا) أسماء وأدوات مختلفة لكن مهما تغيرت إلا أن الحقيقة  تكمن في ما وراء الستار أي عند صانعيهم في أمريكا وبريطانيا وإسرائيل هدفهم قتل منسوب الوحدة القومية العربية وهذا ما يحدث الآن للأسف في (الجامعة العربية) ؟!!!.

سؤال أوجهه إلى الشعوب العربية قبل الشعوب الغربية:

بعد الأحداث التي جرت على الساحات التونسية والمصرية والليبية من تولى الحكم فيها.. أليس الإخوان المسلمون    ؟

الجواب بكل بساطة (الإخوان المسلمون وأذرعهم من التكفيريين) الذين وظفتهم المخابرات الأمريكية والبريطانية وفتحت لهم مكاتب في المملكة السعودية وقطر لتجنيد أكبر عدد ممكن، وتمويلهم مادياً فوق التصور.

  فتش وراء كل جريمة سياسية  في بلد ما من العالم العربي والإسلامي حيث تسفك الدماء تلقَ أثراً للصهاينة.

ما أشبه الأمس باليوم .... لذلك اعتقدوا بأن اصطياد النسر السوري سهل كما حدث مع زعماء تونس ومصر وليبيا، حيث المكر والخبث والخديعة ومشروعهم التآمري القديم الحديث (الاستعمار القديم الجديد) لا شيء مختلف هو هو،  وما يحصل على الأرض السورية في الوقت الحالي يشبه تماماً أحداث ما جرى مع الرئيس جمال عبد الناصر في الخمسينيات والرئيس الخالد حافظ الأسد في الثمانينيات من ناحية العنوان والأدوات والطريقة عبر بوابة (الإخوان المسلمين وأذرعهم من التكفيريين)، لكن ليس في حجم ما تتعرض له سورية اليوم،حيث يقف النسر السوري وحده في مواجهة أشرس عدوٌ وأشرس عدوان (134 دولة غربية وعربية وتجنيد أغلب الوسائل الإعلامية الغربية والمستعربة بأضخم التقنيات  المتقدمة وتمويل مليارات الدولارات).

إذاً هذا ما يؤكد بأن الحرب الدائرة على الساحة العربية من قتل وتدمير وسفك الدماء، بإدارة أمريكية إسرائيلية -  تمويل خليجي (السعودية وقطر)، تنفيذ مقاتلي الإخوان المسلمين

 لنفس الغاية ولنفس الهدف تدور المعارك على الأرض السورية من قتل وتدمير البنى التحتية وتهجير أبنائها، بهدف إسقاطها وتقسيمها إلى كنتونات طائفية وعرقية، ومن ثم إضعافها وتسليمها إلى الإخوان المسلمين لصالح المشروع  الصهيو- أمريكي.

تفاصيل المؤامرة على سورية قرابة العامين والنصف يعرفها القاصي والداني هدفها إضعاف سورية كدولة  لموقعها الجيوسياسي ولنهب ثرواتها النفطية (الغاز والطاقة)، لكن الشعب السوري بكل أطيافه طالب بإصرار وإلحاح  الرئيس بشار الأسد بحسم المعركة بأسرع ما يمكن، ولمَ لا والشعب السوري يقف إلى جانبه وإلى جانب جيشه.

على هذا الأساس سارع الجيش العربي السوري خلال الأيام الماضية بوضع خططه وتكتيكاته ليتحرك بأسرع ما يمكن لبسط الأمن والأمان على ربوع سورية بأكملها، وما نشاهده على أرض الميدان يثبت إرادة وإصرار الجيش على حسم المعركة بأقل الخسائر السورية وتكبيد مقاتليهم هزائم مادية ومعنوية لن ينساها العالم الغربي والعربي على مدى قرن بحاله. هذا ما جعل أصحاب المشروع الصهيو أمريكي يهرولون مسرعين مدعين حل القضية الفلسطينية بموافقة مستأثري الجامعة العربية (قطر والسعودية وإسرائيل) على تعديل المبادرة العربية (كما جاءت عام 2002على أساس حدود عام 1967 بما يعني الانسحاب الكامل من الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة ( إلى تبادل الأراضي مع الإسرائيليين كجائزة ترضية  لإسرائيل بأيدي الشريف حسين (حمد آل ثاني) ....لكن ماتت قبل أن تولد، ولم يقفوا عند هذا الحد بل سارعت إسرائيل بموافقة أمريكية إلى شن عدوان غاصب على سورية بهدف تشتيت جهد الجيش العربي السوري عن مهمته في القضاء على أزلامهم المرتزقة وسحق المؤامرة عن بكرة أبيها ومن ثم تعود سورية إلى دورها السياسي على مختلف الأصعدة أقوى مما كانت عليه. هم يطبقون المثل القائل (عصفور باليد أحسن من عشرة ...) كما كانوا يخططون له، ومن جهة أخرى فتح المجال للجماعات المسلحة بالدخول إلى دمشق لكن باءت بالفشل كغيرها سابقاً.

هل العدوان الإسرائيلي الأمريكي على سورية بطلب من حلفائهم خلال الاجتماعات الثنائية التي تمت في البيت الأبيض قبل عدة أيام خاصة قطرائيل ..... ؟؟

ما عقد بين أمريكا وحلفائها من اجتماعات ثنائية في البيت الأبيض (أمريكية قطرية – أمريكية أردنية – أمريكية سعودية) هدفها كان التوسل بتدخل عسكري على سورية نتيجة هزيمتهم أمام إنجازات الجيش العربي السوري على أرض الميدان بدعم من (الشعب والقائد) إضافة إلى خوفهم من الرد السوري على ما فعلوه من تمويل وتسليح وتدريب ومن ثم إرسالهم لقتل السوريين، وما صدر سابقاً بشأن استخدام مواد كيماوية ضد المعارضة المسلحة ومد حزب الله بالأسلحة، وأن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن أمنها كما جاء على لسان(أوباما)، كل ذلك كان مقدمة لتبرير العدوان الإسرائيلي على سورية، أمريكا استخدمت كل أدواتها ولم يبقَ لها سوى الاعتراف بالهزيمة وهذا ما سيحصل عند لقاء أوباما وبوتين في حزيران القادم، مع أن روسيا استبقت اللقاء المرتقب بين اوباما وبوتين وبدأت تستعيد أمجادها ودورها السياسي من خلال إجراء بعض اللقاءات مع الرموز اللبنانية بشخص نائب وزير خارجيتها بوغدانوف خاصة لقاءه مع سماحة السيد حسن نصر الله الذي أكد في خطابه المعنون بعدم السماح بإسقاط سورية ونظامها، رسالة قوية إلى أمريكا وإسرائيل وحلفائهما، قريباً سنرى تحركات روسية صينية على مختلف الاتجاهات لوضع حد للتجاوزات الأمريكية والإسرائيلية في الشرق الأوسط.

العدوان الإسرائيلي الأمريكي لن يمر دون رد سوري ممكن خلال أيام ..أو أسابيع أو شهور، كما لن يثنيها في إنهاء أزمتها بأسرع ما يمكن لكن تحتاج إلى وقت، ممكن شهور ممكن سنة للقضاء على آخر إرهابي على الأرض السورية بهمة السواعد السورية الخالصة. 

أخيراً سؤال برسم بعض الأوساط العربية:

إلى متى ستبقون غافلين عما يحدث حولكم   ؟

إلى متى ستبقون تحمون أعداء سورية في الداخل   ؟

إلى متى سيتحمّل شخص واحد ومعه الشعب السوري في كل زمنٍ أعباء الأمة العربية والإسلامية   ؟

إلى متى سنعاني من الأنظمة الأمريكية الصهيونية العميلة   ؟

إلى متى ستبقى الشعوب العربية آخر اهتمامات أغلبية الأنظمة العربية    ؟

لماذا لا نقتلع عملاء الأجنبي عن بكرة أبيهم ؟

أتمنى أن يكون ما مررنا به من فقدان الأب والأم والأخ والأخت والابن والابنة والدمار الذي خلّفه الاستعمار الجديد (أمريكا وإسرائيل وحلفائهما بأيدي الإخوان المسلمين) عبرة  لنا ونوراً يضيء لنا الطريق لرسم سورية الجديدة، سورية القوية القادرة على صنع التاريخ والجغرافيا من جديد وهذا هو مفهوم الشرق الأوسط الجديد بالنسبة لنا وليس كما أرادوه . 

                                                                               الإعلامية مها جميل الباشا

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.