تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ديفيد كاميرون؛ Shut up !!

مصدر الصورة
SNS

                                                                                                                                                                                        9  /5/2013

يطل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أو وزير خارجيته وليم هيغ بين الحين والآخر ليعلن موقفاً معيناً بشأن التطورات في سورية؛ مرة يتحدث عن الأوضاع، ومرة عن الحريات وأخرى، عن مساعدة المعارضة السورية وتمويلها، وتارة عن تسليح المعارضة وتقويتها للتمكن من قلب النظام في سورية. وبالطبع لا يجري الحديث أبداً عما تقوم به المعارضة المسلحة "المسكينة" من أعمال قتل وتخريب وتدمير للبنى التحتية والمجتمعية في سورية.

وآخر "تقليعة" للسيد كاميرون قبل يومين أنه "بات يتلقى أكثر فأكثر معلومات مقنعة تدل على أن الجيش السوري قد يكون استخدم الأسلحة الكيميائية". ومع ذلك "دعا إلى عدم الاستعجال باستخلاص الاستنتاجات النهائية بهذا الخصوص".

عندما أسمع تصريحات كاميرون، لا أعلم لماذا يتبدى لي رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير؛ فقد وصل بلير إلى رئاسة الحكومة العمالية في انتخابات عام 1998 وفاز على منافسه المحافظ  جون ميجر بنتيجة كبيرة تجاوزت التسعين في لمائة، ليكتشف البريطانيون بعدها أن بلير كان أكثر شخص منافق وقد خدعهم.

وبلير المخادع كان عرّاب تهمة استخدام الأسلحة الكيماوية ضد النظام في العراق والتي على أساسها تم غزو العراق عام 2003، واحتلاله وتدمير مقدراته. ومَن يَذكر حماسة بلير وحججه لإثبات تلك التهمة، التي ثبت لاحقاً أنها كانت كذبة العصر، وشارك في تلفيقها معظم الساسة الغربيين، يدرك أي قيم وأي أخلاق يمتلك معظم هؤلاء!!

ما علينا، للعلم فقط، فإن السيد كاميرون الذي يريد السفر إلى روسيا يوم غد الجمعة ليلتقي القادة الروس، يريد أن يكون في جعبته أي مادة أو وسيلة ضغط أو أي شيء ليفاوض الروس عليه، وللقول لهم ـ باختصار ـ أين حصتنا في الكعكة السورية؛ فالمملكة التي كانت لا تغيب عنها الشمس، غدت تغيب عنها حقيقة، أن لا أحد يذكرها أو دورها في العالم الجديد؛ قدرة بريطانيا على البناء ليست كبيرة ولم تعد تذكر، ولكن قدرتها على التخريب ربما لازالت مهمة ومؤثرة.

السؤال المهم حقاً؛ من لديه الوقت ليسمع ويناقش فبركات كاميرون واستخدامه مرة ثانية، بعد بلير، ورقة "تهمة الكيماوي" التي احترقت لأنها انكشفت وأصبح الجميع يدرك ــ اللهم إلا من لا يريد أن يؤمن فلا أحد يهديه ــ أنها شمّاعتكم القذرة، وأن الجيش العربي السوري لم ولن يستخدم السلاح الكيماوي، لسبب بسيط وهو أنه ليس بحاجة لاستخدامه وانتصاراته باتت واضحة ومؤكدة، ناهيك عن الأسباب الأخرى الأخلاقية والوطنية... الخ. ربما فات السيد كاميرون أن سورية ليست العراق لا داخلياً ولا إقليمياً ولا دولياً للتهديد ببلورة ملفٍّ كالملف العراقي وتهمة كالتهمة العراقية!!

ولذلك نقول لرئيس الوزراء البريطاني؛ إذا أردت أن تحقق المصالح الوطنية لبلادك، فهذا شأنك، شرط أن لا تكون على حسابنا وعلى حساب كرامتنا وأرضنا ومصالحنا، عندها يصبح الأمر شأننا نحن السوريين جميعاً ولن نقبل بذلك. وعليه من الأفضل لكم التوقف عن هذا النفاق(hypocrisy) الذي تمارسونه وكفى! فمنذ متى كنتم للخير مكانا وللمحتاجين معيناً!! تاريخكم الاستعماري يشهد ضدكم وسياسة "فرّق تسد" التي لطالما اعتمدتموها تفضح كذبكم في كل مكان وزمان.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.