تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

نصرالله و الرد السوري.. بقلم غالب قنديل

محطة أخبار سورية

 

لم يسبق ان عرفت الممارسة السياسية زعيما او قائدا في نبل و شجاعة او نزاهة السيد حسن نصرالله الذي أزاح في خطابه التاريخي و بعباراته الواضحة و القوية ما راكمه الظلم و الحيف اللاحقان بسوريا و قائدها من الأقربين و الأبعدين و أطلق بملاقاته للرئيس بشار الأسد معالم مرحلة استراتيجية جديدة في تاريخ المنطقة و في الصراع العربي الصهيوني .

 

أولا إن اعتبار الدفاع عن سوريا دفاعا عن القدس هو لب الحقيقة الحاضرة في منطقتنا فسوريا مستهدفة لخيارها المقاوم و التحرري و لأنها احتضنت المقاومة الفلسطينية و اللبنانية و مضت لأربعين عاما في رفضها لمشاريع تصفية قضية فلسطين و عطلت كل المساعي الهادفة لتسويغ العلاقات العربية الإسرائيلية و سوريا هي القلعة  التي اصطدمت بها جميع مساعي الولايات المتحدة لتكريس نظام إقليمي تحت الهيمنة الإسرائيلية ومنذ العام 2000  الذي شهد انتصار المقاومة اللبنانية بدعم سوري إيراني تتعرض سوريا لحملات انتقامية واسعة دولية و إقليمية و لحصار استعماري غاشم بهدف النيل منها وهي رفضت كل ترهيب و ترغيب و صمدت على خياراتها و مواقفها المبدئية و جابه رئيسها المقاوم  ذروة الغطرسة الاستعمارية بشموخ بعد احتلال العراق و العدوان الاستعماري الذي تعرضت له منذ عامين ليس سوى امتداد  لتلك المحاولات و الخطط التي فشلت في نقل سوريا من ضفة إلى ضفة أو في إضعاف موقفها القومي و الوطني التحرري .

 

ثانيا  قدم قائد المقاومة قراءة علمية و دقيقة في معالم الرد السوري على العدوان من خلال الخطوط الثلاثة التي اعلنتها القيادة السورية : أوامر الرد الفوري على أي عدوان جديد ، تزويد المقاومة اللبنانية بأسلحة حديثة كاسرة للتوازن و انطلاق مقاومة شعبية سورية لتحرير الجولان ، و في ملاقاته للرئيس الأسد دشن نصرالله مرحلة تاريخية جديدة و كرس لها معادلات جديدة سواء على خط القرار السوري بتزويد المقاومة اللبنانية بأسلحة حديثة و نوعية و هذا يعني المزيد من الحصانة و الحماية للبنان في وجه العدو الصهيوني و مزيدا من المفاجآت النوعية في أي مجابهة مقبلة و على إسرائيل ان تحسب ألف حساب لذلك و لقرار المقاومة اللبنانية بتقديم الاحتضان و الدعم للمقاومة الشعبية السورية التي تهدف لتحرير الجولان و هي ستنطلق بذلك من حيث وصلت المقاومة اللبنانية في الخبرة و التقنيات و التطور التنظيمي و الميداني و هذا ما يعني أن الصراع العربي الإسرائيلي يدخل مرحلة جديدة تفاقم القلق الاستراتيجي و الوجودي في إسرائيل و بدلا من مواصلة الصهاينة لتدخلاتهم و لاحتفالاتهم بالأحداث السورية سيغرقون في حسابات متعبة.

 

ثالثا   قدم السيد نصرالله في قراءة قرار الرد الذي اتخذته سوريا نموذجا لنظريته الدفاعية عن تحويل التهديد إلى فرصة عبر مقاربته الذكية لنتائج الأحداث السورية و تأثيرها على قوة الدولة المركزية مقارنة بالتجربة اللبنانية التي سمح فيها ضعف الدولة المركزية  بنشوء مقاومة شعبية حررت الأرض و من ثم تكاملت مع الجيش الوطني في بناء منظومة الدفاع و القوة عندما ربط فرصة نشوء مقاومة شعبية سورية بالتطورات التي خلفتها الحرب الاستعمارية على سوريا و ما تسببت به على صعيد قوة الدولة المركزية السورية مخاطبا المعتدين على سوريا بما معناه : تآمرتم لضرب الدولة الوطنية في سوريا فتلقوا النتائج المهلكة التي ستدفع ثمنها إسرائيل على جبهة الجولان .

 

 في الواقع السياسي و العملي ستثبت التطورات اللاحقة صواب تلك الرؤيا الثاقبة وسلامتها فهي تؤسس لتوازن جديد كليا في معادلات الصراع العربي الصهيوني ، بدلا من إغراق سوريا في الفوضى و تمزيقها فبالتزامن مع مقاومة جيشها و شعبها للعدوان الاستعماري و للإرهاب التكفيري ستعيش سوريا نهوض مقاومة شعبية لتحرير الجولان التي ستصبح الرافعة لدولة مقاومة كبرى تحوز ما يكفي من القدرات و الإمكانات لاسترجاع أرضها المحتلة بالمقاومة  و لاحتضان المقاومة الفلسطينية و تمكينها من النضال لاستعادة وطنها السليب و حقوق شعبها المعرضة لاغتصاب جديد على يد حلف العدوان الخليجي التركي الصهيوني و التنيظمات الأخوانية التي استطابت أحضان المتآمرين على سوريا و فلسطين معا و قد ألمح السيد لكل هؤلاء .

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.