تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فلسطين: هـل جواز سـفر القرضاوي وحـده المزوّر!!

مصدر الصورة
SNS

 

  

                                                                                                                                  11/5/2013

اعتبرت السلطة الفلسطينية جواز السفر الفلسطيني الذي مُنح لرئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» يوسف القرضاوي «مزور»، وذلك رداً على منح رئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية للقرضاوي الجنسية الفلسطينية كخطوة للترحيب بزيارته إلى غزة.. وكان القرضاوي ألقى خطبة الجمعة في المسجد العمري في وسط مدينة غزة، نصح  أبناء المدينة بأن "يستمروا في بناء بلدهم والمقاومة»، مضيفاً «لن نتخلى عن المقاومة ولن نسلم سلاحنا»(السفير 11/5/2013).

من الطبيعي أن تتهم السلطة الفلسطينية حكومة "دولة غزة" بعدم صلاحيتها بمنح جوازات سفر. لأن حق البيع والمتاجرة بفلسطين وأرضها ومقدساتها يفترض أنه محصور بسلطتها الفاقدة للشرعية والمزورة والمنتهية الصلاحية ولاسيما رئيسها محمود عباس الذي لانعرف على أي أساس يحكم وبأي تفويض وبأي قانون ودستور؛ وهو الساكت عن التنازل عن الأراضي الفلسطينية للعدو، الواهب الملك الأردني حق الدفاع عن المقدسات والمتنازل عن إحدى أهم سمات سيادة الدولة الفلسطينية، وهو المطَالَب بتحصين وتكريس كل مظاهر السيادة والاستقلال الفلسطيني.

ومثله "الشيخ" إسماعيل هنية وحكومته الإخوانية؛ منتهية الصلاحية حكماً وشرعاً وقانوناً، ومع ذلك تمدد لنفسها وتحكم وتتتخذ القرارات وكأنها جمهورية مستقلة، لا احتلال يجثم فوق صدرها، ولا بنادق إسرائيلية تصوّب إلى رأس شعبها ولا حصار عليها!! المهم عند الشيخ هنية التحدث باسم الشعب الفلسطيني ـ الذي يتحدث الجميع باسمه مع أنه لم يكلف أحداً منهم ـ والمهم عند هنية فرش السجاد الأحمر، تقبيل الأيادي، تلميع الصورة، والتشدق باسم الأخوّة العربية والفلسطينية والحريات والديمقراطية... ولكن حكومته "المقاومة" لم تحتمل تظاهرة تأييد لسورية ضد الغارات الإسرائيلية على دمشق.

أما ممثل حركة حماس في الخارج، "الشيخ" خالد مشعل، فقد بلع لسانه، وهو يرتاح بعد سنوات النضال على رائحة الدولارات القطرية في الدوحة، حيث أصبحت الأخيرة قبلة المناضلين للحصول على الأخضر. ربما، وعندما ينتهي مشعل من عدّ دولاراته، يكون القطريون، وباسم العرب والجامعة العربية، قد باعوا ما تبقى من فلسطين للصهاينة والغرب، وعندها قد يخرج مشعل كباحث إستراتيجي يؤلف كتاباً في نشر ثقافة المقاومة وطرقها وكيفية تحقيق الأهداف والغايات لتتعلم الأجيال القادمة!! وبالتأكيد سيخصص مشعل فصلاً كاملاً لشرح وتبرير فتاوي القرضاوي في طلب الدعم الأمريكي والغربي والإسرائيلي في الهجوم على سورية وتدميرها، حيث كانت الاستجابة العاجلة ""للدعوات المؤمنة" بالطائرات الأمريكية والأيدي الإسرئيلية وكان الهجوم والعدوان والقصف الإسرائيلي على دمشق!!

ولعلّ مشعل سيخصص مقدمة كتابه للحديث عن إستراتيجية المفكر "العربي ـ العبري" عزمي بشارة: "التحول الإستراتيجي من فلسطين إلى قطر.. البترودولار يخدّر الضمائر". وربما يبدأ مشعل الفصل الأول من كتابه بكشف أسرار الوصول إلى السلطة، والاستمرار بالحكم دون انتخابات أو تمديد أو تجديد أو دون الاستناد إلى أي نص، ومع ذلك يسكت عنك العالم كله، ويرحّب بك أمير أفلاطونية العصر "قطر العظمى"!!

حسرتي عليك يا فلسطين، والقدس وقلقيلية وعكا وحيفا وصفد... وما تبقى من أرض علمتنا كتب التاريخ أنها أرض فلسطينية عربية إسلامية، وأن هناك من يدافع عنها من الفلسطينيين، وبكينا حزناً على أطفالها واقتسمنا من لقمتنا لنتشارك معهم!!

حسرتي على زمن صار فيه زعماء يدّعون تمثيلهم للشعب المقاوم، يتقاتلون على منح جواز سفر لرجل يكاد في كل مرّة يخرج من القبر ليقول كلاماً قبيحاً كله فتنة وبغضا وحقداً وشرّاً وتفرقة وتعمية!!

إسرائيل تستبيح كل شيء، وترفض بقرف كل تنازلاتم، وهم يتركون القضية ويتخلون عنها ويرمونها عنهم كالتهمة، ويجسّدون كل مظاهر الفرقة والتفرقة والتقسيم في الوطن السليب.. بل هم يسهرون على تأكيد القسمة وتعزيزها بين غزة والضفة ليستمروا جالسين على كراسيهم برعاية الاحتلال، ولتستمر صفقاتهم!! ولا نستبعد أن يطالب الطرفان بفتح سفارتين بين البلدين "الشقيقين" الضفة والقطاع، كما فعل "السودانان الشقيقان"، ويخرجا بعدها ليؤكدا على عمق الروابط الأخوية والتاريخبة التي تجمع البلدين، والأواصر المشتركة...!؟

هم يتقاتلون على كل شيء ولكنهم يُجمعون على رفض الحوار مع بعضهم، أليس هذا عجيباً غريباً!! وأخيراً، وفي هذا الزمن الحالك، هم يتقاتلون على جواز سفر! ربما ليست القضية بالنسبة لهم أكثر من حقيبة دولارات وجواز سفر!!

إذا لم يكن هذا هو العهر بعينه، فما هو العهر إذن!؟؟

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.