تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

بديهيات السيادة السورية!!

بديع عفيف

تَعتبر الاتفاقيات الدولية وميثاق الأمم المتحدة أن الدول متساوية أمام القانون الدولي وبالتالي لا يحق لدولة الاعتداء على دولة أخرى، بما يهدد السلم والأمن الدوليين. ولكن ما ورد في القانون الدولي وشرعة الأمم لمتحدة، نادراً ما طُبّق على أرض الواقع، لاسيما من قبل من يفترض أن يسهروا على تطبيقه، أعني القوى العظمى!!

وبالعودة إلى الوضع في سورية، وتحديداً، منذ بداية الأزمة السورية قبل أكثر من عامين وحتى الآن، نجد أن الحملة الإعلامية الكونية على سورية المدعومة سياسياً ومالياً وعسكرياً، اجتهدت لتغيير الحقائق والوقائع على الأرض وضخّ حقائق ووقائع جديدة لا أساس لها ولا صحة   ، معتمدة على الخلل في موازين القوى الدولية وعدم احترام القانون الدولي، ومن خلق قصص وروايات مفبركة وغير واقعية والبناء عليها على أنها الوقائع والحقائق الدامغة. تذكروا منذ بداية الأزمة وحتى الآن الأكاذيب والافتراءات التي وصم المستعمرون وأدواتهم القيادة السورية بها وكيف ثبت مع الوقت بطلانها!!

فمثلاً، تخيلوا في بلد مثل المملكة العربية السعودية؛ حيث تنتهك كل أنواع الحريات، التي يطالب بحمايتها المسؤولون السعوديون أنفسهم في سورية؛ من حرية التعبير، ومنع التظاهر، وانتقاد الحكومة، ناهيك عن انتقاد الملك... وحتى حضور النساء لمباراة كرة قدم أو قيادة السيارة....الخ؛ تخيلوا أن يخرج أحد من القيادة السورية ويطالب بتنحي الملك السعودي أو تغيير حكومته! ماذا يحدث وماذا ستكون ردّة فعل هؤلاء؟

مَن سمح للرئيس الأمريكي، مثلاً، بالتدخل في الشأن السوري والمطالبة بتنحي الرئيس السوري؛ بأي قانون أو أي منطق أو أي شرعة؛ من أعطى رئيس الوزراء البريطاني حق تزويد المسلحين في سورية بالسلاح والدعوة لذلك؟؟ من كلف الرئيس الفرنسي وسمح له بوضع شروط على المشاركين في "مؤتمر جنيف2" لحل الأزمة السورية، ليرفض مشاركة إيران في المؤتمر، أليست إيران دولة توازي فرنسا أهمية وقوة وعدد سكان... الخ، أو تحديد من يحق له المشاركة من المعارضة السوري أو من يمثلون الدولة السورية؟؟ من سمح لهؤلاء التحدث باسم الشعب السوري أو نيابة عنه!؟؟

الجواب؛ إنه منطق العقل الاستعماري والإمبراطوري المهيمن، الذي تعوّد أن يعطي الأوامر والآخرون يطيعون! كان هذا في السابق، والماضي القديم، ولا يزال مستمراً إلى الآن في بعض الأماكن. ومشكلة هؤلاء الاستعماريين أنهم لا يسمعون غير أصواتهم ولا يطيقون أن يقول لهم أحد "لا"، والرئيس السوري يقول "لا" دائماً لكل ما لا يخدم سورية ومصالحها ومصالح شعبها!!

حسناً فعل الرئيس بشار الأسد (في حديثه لوكالة الأنباء الأرجنتينية الرسمية (تلما) وصحيفة كلاران) بالرد على تغطرس وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ورئيسه باراك أوباما ورئيس وزراء تركيا وغيرهم، بالتأكيد مرة جديدة وثانية وثالثة وعاشرة، على ثوابت السيادة السورية، وقبله كان قد فعل ذلك وزير الإعلام عمران الزعبي؛ بأنه لن يُسمح لأحد بتناول السيادة السورية؛ مسألة بقاء الرئيس أو رحيله، شأن سوري وليست شأناً أمريكياً، وجدول أعمال مؤتمر جنيف2 شأن سوري وليس شأناً فرنسياً؛ الشعب السوري هو صاحب الحق، فقط، في أن يقرر مستقبله وطريق الوصول إليه. بل، وربما على بعض الغرب، وتحديداً الاستعماري منه، أن يبدأ هو بالتعلم؛ أنْ ليس الجميع يخضع له وينفذ أوامره، ويقول له "حاضر سيدي" ، كما يفعل بعض القادة العرب. الشأن الداخلي السوري شأن داخلي يناقشه السوريون وحدهم، وليس لغيرهم أي علاقة أو دور.

وعلى الغرب الاستعماري أن يفهم أيضاً أنّ ما لم يستطع الحصول عليه بالحرب، لن يستطيع الحصول عليه بالخداع والضغوط والحملات الإعلامية وكل الطرق الملتوية التي اتبعها وسيتبعها!!

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.