تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ألا يمكن الحديث عن ملامح نصر سوري!؟؟

مصدر الصورة
SNS

 

                                                                                                                                                                                               20/5/2013

هل يمكن الحديث عن ملامح نصر سوري؟ سؤال قد يبدو من المبكر الحديث عنه أو طرحه، ولكن إذا طرحنا سؤالاً آخر، مرتبط به يمكن معرفة أين وصلت الأزمة السورية، ويمكن استخلاص الكثير من النتائج. السؤال هو ماذا طرح أعداء سورية وماذا رفعوا من شعارات في بداية الأزمة، وماذا حققوا منها بعد أكثر من عامين على الأزمة، وعلى ماذا أكدت الدولة السورية من أسس وقيم ومواقف وماذا كانت النتيجة!؟

لم يعد يخفى على أحد أن الحرب على سورية وفيها، هي حرب تخوضها قوى عالمية وبمشاركة إقليمية وبعض عربية ومحلية، ولم يعد خافياً كل أنواع الأسلحة التي استخدمت لإسقاط الدولة السورية. في بداية الأزمة رفع الأعداء جميعهم شعارات تنتهك السيادة السورية وحاولوا تطبيقها، ومنها؛ إسقاط النظام، تنحي الرئيس السوري، تفكيك الجيش العربي السوري وتغيير عقيدته، إقامة مناطق عازلة، إقامة مناطق حظر جوي، الرهان على تخلي الأصدقاء (الروس والإيرانيين والصينيين ودول البريكس والمقاومة) عن سورية، انهيار الاقتصاد السوري، انهيار الجسم الدبلوماسي السوري....الخ! فماذا كانت النتيجة!؟ ببساطة، ورغم كل التهويل والأموال التي أنفقت والحشود الإعلامية والسياسية والدبلوماسية والعسكرية، والتهديدات المستمرة والمهل الزمنية والأكاذيب؛ باختصار؛ إن أياً من هذه الشعارات والأهداف لم تتحقق!! فماذا كانت النتيجة على أصحابها!؟

انكفأت تركيا على أصغر وأقلّ من حجمها، وابتلعت الحكومة التركية كل تهديداتها وخسرت كل رصيدها في المنطقة جراء الأزمة، وخسرت مالياً واقتصادياً ولاتزال، وكذلك قطر والسعودية، وتمت محاصرة الدور الأردني الرسمي السلبي، والحدّ من تدخل بعض الأطراف اللبنانية المعادية لسورية، واضطرت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا للتراجع عن مواقفهم بشكل لافت والاستنجاد بالقوة الروسية للنزول عن شجرة التهديدات الكبيرة التي رفعوها وعلقوا بها.

أما إسرائيل التي حاولت اللعب بالوضع السوري واستغلاله، فقد وجدت نفسها بعد العدوان الأخير على سورية أمام مأزق كبير؛ أنها لن ولم تستطع إيقاف تزويد المقاومة بالأسلحة الحديثة، وأنها لا تستطيع أن تهاجم سورية مرة أخرى لأن الرد أصبح مؤكداً وموجعاً جداً، وخاصة بعد التوضيح الروسي لرئيس وزراء إسرائيل بهذا الشأن، والأهم أن جبهة جديدة قد فتحت عليها في الجولان.

بالمنطق، عندما تُعلن جهة معينة حرباً ما على جهة أخرى، وتضع أهدافا لهذه الحرب ولا يتم تحقيق أي من هذه الأهداف، يعني ذلك أن الحرب فشلت فشلاً ذريعاً. هل يعني ذلك أن الجهة التي خِيضت الحرب ضدها قد انتصرت، لنرَ؛

منذ بداية الأزمة، أعلنت الحكومة والقيادة السورية الاستجابة لكل المطالب الشعبية في الإصلاح والتغيير، لأن هذه هي رغبتها الحقيقية وليست منّة منها أو شروطاً رضخت لها، بل تخطت الحكومة السورية في بعض الأحيان تلك المطالب، ولذلك تم الانتقال سريعاً من قبل الطرف الداخلي في الأزمة إلى المراحل الأخرى التي كشفت دور وأبعاد التأثير الخارجي عليه.

وبعد مرور أكثر من عامين على الأزمة، أثبتت التجربة قوة سورية الذاتية ومدى جهل الأعداء بحقيقة هذه القوة ـ وبالمناسبة، ما زال هؤلاء يجهلون الكثير عن عناصر القوة السورية وأبعادها ـ ومدى سوء تقديرهم للوضع في سورية؛ أعطي مثلاً، بعد عامين من الأزمة، ربطة الخبز تباع بأقل من عشرين سنتاً، أي بأقل من خُمس دولار. أيضاً، كلّ الخدمات التي تقدمها الحكومة السورية لمواطنيها، لم تتغير تكاليفها إلّا تلك التي دمّر المسلحون أسس تقديمها، أو تلاعب التجار بها. أقصد أن الدولة السورية لم تقصّر في تخديم مواطنيها بأي شكل؛ الجيش العربي السوري يخوض أروع ملاحم التحدي ويحقق التقدم والنصر، والشعب السوري بمعظمه يلتفّ حوله... أما ثبات حلفاء سورية الإقليميين والدوليين، ومدى تأييدهم لها، فهذا بدوره، أعطى الموقف السوري الدعم الخارجي والحماية اللازمة للصمود والتحدي. باختصار؛ لم ترضخ سورية لأي شرط من الشروط التي حاولوا فرضها عليها!!

أكثر من ذلك؛ بدأت الدولة السورية تحاصر أصحاب المواقف المتشنجة والمعادية وبدأ هؤلاء يتراجعون عن مواقفهم ويبحثون عن وسيلة للقيام بذلك. اتضحت الصورة كلياً وأن المسألة أبعد من الإصلاح وأخطر؛ الشعوب العربية والإعلام العربي استفاق من الصدمة ومن التخدير الذي تعرّض له في المراحل الأولى للأزمة؛ الانتقال للهجوم لم يعد خافياً، إعلامياً وسياسياً ومن أعلى المراكز في سورية؛ الردع السوري للأعداء لم يعد خافياً، ولاسيما عسكرياً، الأعداء الآن يصرخون بأعلى أصواتهم لأنهم خائفون، ولأنهم يريدون أي حصة ثمناً لما دفعوه، ولكن سورية لاتكافئ المعتدي، بل تجعله يدفع ثمن اعتدائه.

تباشير النصر السوري واضحة وهي إلى مزيد من الترسيخ والتأكيد، وهو نصر لكل من وقف وأيّد سورية وهزيمة لكل أعدائها.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.